لماذا تجدد القتال في إقليم تيجراى؟

ضياء غنيم
تجدد القتال إقليم تيجراي

تواصلت الغارات الحكومية الإثيوبية على إقليم تيجراى لليوم الثاني على التوالي، بعد يوم عرض حكومة الإقليم وقفًا مشروطًا للأعمال العدائية وبدء محادثات سلام.

وبعد أسبوعين من عودة المواجهات بين تيجراي من جهة وقوات إثيوبية وإريترية من جهة أخرى تسربت أنباء عن محادثات مباشرة بين حكومة الإقليم وأديس أبابا قبل أيام في جيبوتي، بوساطة من الاتحاد الإفريقي وأمريكا، إلى أن أعلنت الغارات موقف إثيوبيا من المفاوضات.

غارات جوية على إقليم تيجراى

نقلت وسائل إعلام دولية عن مسؤولين حكوميين وحزبيين في إقليم تيجراى تنفيذ غارتين جويتين بطائرات مسيرة تتبع حكومة آبي أحمد، صباح يوم الأربعاء 14 سبتمبر 2022، استهدفت منطقة سكنية في ميكيلي عاصمة الإقليم، وتسببت في مقتل 10 من المدنيين الأبرياء على الأقل.

وتجددت الغارات مع تعرض حرم أدي هاكي بجامعة ميكيلي ومحطة “ديميتسي وويان” التليفزيونية بالإقليم في 13 سبتمبر 2022 لقصف جوي، بعدما كونت الجبهة الشعبية لتحرير تيجراى وفدًا للتفاوض مع حكومة إثيوبيا الفيدرالية، حسب تغريدة لمتحدث باسم الجبهة يدعى كينديا جيبريهيوت، حسب “يورو نيوز”.

فشل مفاوضات جيبوتي

تجددت المعارك بين الطرفين بهجوم إثيوبي إريتري على إقليم تيجراى في 24 أغسطس 2022، بعد هدنة استمرت 5 أشهر بضغوط من واشنطن على جبهة تيجراي لسحب مقاتليها إلى حدود الإقليم مقابل وقف التصعيد، لكن الجهود الأمريكية التي تضمنت عقد لقاءات سرية وأخذت تعهدات مكتوبة من الجانبين، لم تجد صدى لدى حكومة آبي أحمد.

وذلك لأن الحكومة لم تلتزم بتعهداته أمام تراخي القوى الغربية عن معاقبتها، حسب مجلة “ريسبونسبل ستاتكرافت“. وكانت آخر اللقاءات المباشرة بين حكومة إثيوبيا وجبهة تحرير تيجراي في 9 سبتمبر الحالي في جيبوتي برعاية الولايات المتحدة والاتحاد الإفريقي، إلا أن نيران المعارك قطعت جسور السلام في شمال إثيوبيا مع تجدد الأعمال العدائية وشملت أهدافًا مدنية.

إريتريا تشعل إقليم تيجراى

مع مخاوف الإدارة الأمريكية من استمرار الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان وجرائم العنف الجنسي والتمييز العرقي، أعلن البيت الأبيض، في 9 سبتمبر الحالي، تمديد حالة الطوارئ الوطنية بشأن إثيوبيا لمدة عام، والتي تفرض بموجبها عقوبات اقتصادية وسياسية على الأطراف المعرقلة للسلام في شمال إثيوبيا، وتشمل حكومتي إقليمي تيجراي وأمهرة والحكومة الفيدرالية الإثيوبية والحكومة الإريترية.

ويرجع السبب الرئيس لانهيار الهدنة إلى فشل تحييد التحدي الأكبر لجهود وقف الأعمال العدائية وإنجاح المحادثات، وهو التأثير السلبي لإريتريا التي تقود الهجوم الأخير على تيجراي وعدم خضوع الدولة الحليفة لموسكو في البحر الأحمر لأي ضغوط دولية، وفق المسؤولين الأمريكيين.

تيجراي ترفض المبعوث الإفريقي

على الجانب الآخر، ورغم موافقتها مؤخرًا على محادثات يرعاها الاتحاد الإفريقي، تتهم الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي المنظمة القارية بالانحياز للحكومة الفيدرالية، حيث يتموضع المقر الرئيس للاتحاد في العاصمة أديس أبابا، وتبدي تحفظها، خاصة على المبعوث الإفريقي المقرب من رئيس الوزراء آبي أحمد، حسب مجلة فورين بوليسي.

وفي 10 سبتمبر الحالي مدد رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقي، مهمة مبعوثه للقرن الإفريقي الرئيس النيجيري الأسبق أولوسيجون أوباسانجو.

ربما يعجبك أيضا