لماذا تريد إسرائيل الرصاصة التي قتلت شيرين أبوعاقلة؟

هالة عبدالرحمن

بيان جديد من الكونجرس الأمريكي يحث السلطة الفلسطينية على تسليم الرصاصة التي قتلت الصحفية شيرين أبوعاقلة.. فلماذا؟


حثت مجموعة من أعضاء الكونجرس الأمريكي السلطة الفلسطينية على تسليم الرصاصة التي قتلت الصحفية شيرين أبوعاقلة في 11 مايو الماضي.

ووقع 25 عضوًا ديمقراطيًّا وجمهوريًّا بالكونجرس على عريضة يطالبون فيها البيت الأبيض بالضغط على السلطة الفلسطينية لإجراء تحقيق مشترك في مقتل أبوعاقلة، بعد أن أثبتت تقارير بالأدلة الجنائية والفيديوهات أن الرصاصة التي قتلتها، والبالغ قطرها 5.56 ملم، خرجت من سلاح إسرائيلي.

1 12 1

رسالة من أعضاء الكونجرس

نشرت تايمز أوف إسرائيل البيان الذي جاء فيه “نحثكم على مطالبة السلطة الفلسطينية بتوفير الوصول إلى الأدلة الجنائية في مقتل أبوعاقلة من أجل تحقيق مستقل، حتى تتمكن جميع الأطراف من التوصل إلى نتيجة نهائية بشأن الأحداث التي أدت إلى وفاتها، ومحاسبة جميع الأطراف”.

وأرسلت الرسالة يوم الجمعة الماضية، بقيادة النائب جوش غوتهايمر، وهو يهودي ديمقراطي من ولاية نيو جيرسي. ويضم الموقعون، 14 ديمقراطيًّا و11 جمهوريًّا ونوابًا معروفين بعلاقاتهم الوثيقة مع مجتمع يمين الوسط المؤيد لإسرائيل، بينهم الديمقراطيون غوتهايمر، ودونالد نوركروس من نيوجيرسي، وإيلين لوريا من فرجينيا، والديموقراطي خوان فارغاس، والجمهوري يونغ كيم من كاليفورنيا.

رفض فلسطيني لمشاركة إسرائيل

تدعو إسرائيل السلطة الفلسطينية إلى إجراء تحقيق مشترك في مقتل أبوعاقلة منذ 11 مايو، واقترحت أن تؤدي الولايات المتحدة دور المراقب. ورفضت السلطة أي دور إسرائيلي في التحقيق، وطالبت المحكمة الجنائية الدولية باتخاذ الإجراءات اللازمة لفتح تحقيق بالجريمة، وفقًا لـ”تايمز أوف إسرائيل”.

وألقى محققون فلسطينيون باللوم على إسرائيل في مقتل أبوعاقلة، في حين تقول إسرائيل إن التحليل الباليستي للرصاصة التي تحتجزها السلطة الفلسطينية وبنادق الجنود فقط، يمكن أن يحدد ما إذا كان أحد الجنود أطلق الرصاصة القاتلة. ومن جهتها رفضت السلطة الفلسطينية تسليم الرصاصة قائلة إنها لا تثق في إسرائيل.

التحقيقات الأولية

التحقيق الأولي أظهر أن “الرصاصة التي أصابتها في رأسها يبلغ قطرها 5.56 ملم، وأطلقت من بندقية إم 16″، وفي تقرير نشره موقع ” بيلينغكات” الاستقصائي بشأن تحليل الطب الشرعي الصوتي، أوضح أنه بإلقاء نظرة على لقطات وسائل التواصل الاجتماعي، ومحاولة تقدير المسافة بين مطلق النار والشخص الذي يحمل الكاميرا بالقرب منه، وبناء على موقع أبوعاقلة في هذه الفيديوهات، واستنادًا إلى أسلحة يستخدمها الجيش الإسرائيلي والمسلحين، فإن موقع القوات الإسرائيلية وقربه من شيرين أبوعاقلة، يجعل استهداف جنود الاحتلال الإسرائيلي لها هو الاحتمال المرجح.

وبحسب رواية الصحفية الفلسطينية، شذى حنيشة، التي رافقت شيرين أبوعاقلة لحظة اغتيالها، لـ“سي إن إن”، فإن الفيديو الذي صوره مصور الجزيرة، مجدي بنورة، يظهر لحظة قتل أبوعاقلة برصاصة في الرأس حوالي الساعة 6:30 صباحًا في 11 مايو.

دلائل وحقائق في مقابل الإنكار الإسرائيلي

في حين أن اللقطات لا تظهر إطلاق النار على شيرين، قال شهود عيان لشبكة “سي إن إن” إنهم يعتقدون أن القوات الإسرائيلية في نفس الشارع أطلقت النار عمدًا على الصحفيين في هجوم مستهدف. وكان جميع الصحفيين يرتدون سترات زرقاء واقية تميزهم بأنهم أعضاء في وسائل الإعلام.

image16 1125x1200 1

وبحسب التحقيق الأولي كان قناص إسرائيلي على بعد 200 متر منها. وطلبت شبكة “سي إن إن” من أستاذ الهندسة الكهربائية والحاسوب في جامعة ولاية مونتانا الأمريكية والمتخصص في التحليل الصوتي الجنائي، روبرت ماهر، تقييم لقطات إطلاق النار على أبوعاقلة، وتقدير المسافة بين المسلح والصحفية، مع مراعاة نوع البندقية التي تستخدمها قوات الاحتلال اإسرائيلي.

ووجد الخبير الأمريكي أن المسافة المقدرة بين شيرين والقناص بين 177 و197 مترًا، ما يتوافق تقريبًا مع موقع القناص الإسرائيلي، وقال وزير الخارجية الإسرائيلي، يئير لبيد، إن تحقيقات “سي إن إن” والسلطة الفلسطينية كانت “منحازة”، ورفضت تل أبيب بشدة جميع الاتهامات بأن القوات الإسرائيلية تعمدت استهداف أبوعاقلة، ووصفتها بأنها “كذبة”.

ربما يعجبك أيضا