لماذا تكثّف إسرائيل هجماتها ضد أهداف إيرانية في سوريا؟

محمد النحاس

قد تمثل الضربات الإسرائيلية في سوريا المتكررة والمتزايدة على نحوٍ لافت، تجربة لعملية أوسع نطاقًا مستقبلاً، فما تفاصيلها؟


في مقال له بمجلة ذا ناشونال، سلط الصحفي خالد يعقوب عويس الضوء على محورية سوريا، في الصراع الدائر بين إيران وإسرائيل.

ومنذ سنوات، تستهدف إسرائيل مواقع في سوريا تقول إنها تابعة إلى إيران، وازداد معدل هذه الهجمات على مدار العامين الماضيين، وارتفع كذلك خلال الأشهر الأخيرة. وتزعم تل أبيب إن «وكلاء طهران» نقلوا أسلحة إلى دمشق ما يهدد أمنها القومي.

استهداف مواقع في سوريا

حسب المقال، قُتل في 19 فبراير الماضي العقيد في الجيش السوري، أمجد علي، بعد سقوط صاروخين إسرائيليين على مستودع أسلحة، ونقل عن مصادر في المعارضة السورية أن جنديًا آخر قُتل في ذات الموقع، الذي يعمل فيه عناصر تابعون لحزب الله اللبناني المقرب من طهران.

وحسب مصدر المعارضة السورية، الذي كان يجمع معلومات عن المستودع المستهدف، فمن المرجح أن جزءًا من مهام العقيد أمجد هو الاتصال بعناصر حزب الله، “الذين غادروا الموقع بحلول الليل تاركين وراءهم أفراد الجيش السوري”، وعلى نحوٍ متزايد، تبدو إسرائيل أكثر استعدادًا لاستهداف أفراد من الجيش السوري، حليف إيران المُقرّب.

استخدام الأراضي السورية.. ما الغرض؟

وفق المقال، تعتمد طهران على حزب الله وبعض الميليشيات الأخرى، مستخدمةً الأراضي السورية “ساحة لتصفية الحسابات مع إسرائيل والولايات المتحدة”، وتمثل سوريا أيضًا بالنسبة إلى طهران ممرًا مهمًا انطلاقًا من العراق وحتى لبنان، حيث تتمركز ميليشيا حزب الله.

علاوةً على ذلك، فاستخدام الأراضي السورية نقطة انطلاق لصواريخ إيران، التي تستهدف الجولان المحتل، يقلل من احتمالية أن يكون الرد في إيران، كما يورد مقال الصحفي والمراسل صاحب الباع الطويل في العمل الإعلامي، خالد يعقوب عويس.

«بروفة» إسرائيلية لاستهداف إيران؟

في المقابل، ينقل المقال عن دبلوماسي أوروبي لم يسمه، قوله إنه رغم أنّ الهجمات الإسرائيلية تهدف أساسًا إلى احتواء إيران في سوريا، فإنها قد تكون كذلك بمثابة “بروفة” لشن ضربة تقوّض برنامج إيران النووي، كما يعتقد عويس.

وشنت إسرائيل مئات الضربات على أهداف في سوريا، بعد انهيار الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني في العام 2018، وعادةً ما تستهدف مواقع تابعة للحرس الثوري، الذي يعدّ -وفق المقال- مسؤولًا عن العلاقات مع وكلاء إيران وحلفائها العسكريين في الشرق الأوسط.

ومن بين الميليشيات المستهدفة، مجموعة زينبيون الباكستانية، وفاطميون الأفغانية، إلى جانب مجموعات أخرى تنشط بالقرب من حلب، وتعمل الميلشيا الباكستانية وكذلك الأفغانية، في محيط بلدة البوكمال الزراعية على نهر الفرات، بالقرب من الحدود العراقية، التي تعد نقطة رئيسة لدخول الأسلحة الإيرانية إلى سوريا.

تجنب استفزاز الروس

تقع قرية البوكمال أيضًا ضمن “نطاق تنافس جيوسياسي أكبر حجمًا”، فمنذ عام 2015 تنتشر القوات الروسية والأمريكية في سوريا، ويعتبرون القرية ذات أهمية استراتيجية، لكن تعايشَ الجانبان مع بعضهما البعض، بعد إقامة “قنوات تواصل” لمنع حدوث أي احتكاك قد يتطور لصدام عسكري، وفق عويس.

وحسب الباحث السوري، وائل علوان، الذي ينقل عنه المقال، كانت إسرائيل حريصة كل الحرص عند استهداف القوات السورية، وتجنبت المجموعات المرتبطة بروسيا، في حين تستهدف تلك التي تعمل كـ”وكيل لطهران”، في ما يبدو كمحاولة للحفاظ على العلاقات الإسرائيلية الروسية، وتجنب إغضاب الكرملين.

رد إسرائيلي صارم

في ردٍ على الضربات الصاروخية، التي طالت إسرائيل هذا الشهر، استهدفت تل أبيب مجمعًا للفرقة الرابعة، أحد أبرز وحدات الجيش السوري، التي يقودها شقيق الرئيس الوحيد، ماهر الأسد، في ما ظهر كرسالة للنظام السوري، الذي اقترب كثيرًا من طهران.

وشملت الضربات الإسرائيلية على سوريا أهدافًا في محيط فيلا تعود لشقيق الرئيس، وحسب الخبير السياسي، أيمن عبدالنور، الذي نقل عنه المقال، فإن هذه الهجمات تأتي بغرض “لي عنق النظام”، وترى إسرائيل أن هذه الفصائل، التي تستهدفها ترتبط بمجموعات فلسطينية مناهضة لإسرائيل، وتعتبرها وكيلًا مباشرًا لإيران.

توتر متزايد بين إيران وإسرائيل

زادت حدة التوترات بين إسرائيل وإيران على مدار الأعوام القليلة الماضية، بسبب تسارع المشروع النووي لإيران، إلا أنّ الأشهر الأخيرة شهدت ضربات متبادلة بين الجانبين على نحوٍ متزايد.

ويأتي ذلك في ظل تقديرات تتحدث عنها إسرائيل تشي باقتراب طهران من حيازة سلاح نووي، الأمر الذي ترفضه إسرائيل والولايات المحتدة بالكلية، وتهدد هذه التوترات باندلاع نزاع واسع النطاق يزيد منطقة الشرق الأوسط اشتعالًا.

اقرأ أيضًا| إيران تتوعد إسرائيل بالرد على مقتل اثنين من مستشاري الحرس الثوري

اقرأ أيضًا| مطاردة إيران.. مؤشرات على قلق إسرائيل من فقدان التفوق العسكري

ربما يعجبك أيضا