لماذا لا تصل المساعدات العسكرية لأوكرانيا إلى الخطوط الأمامية؟

أحمد ليثي

إن "احتمال استخدام الأسلحة استخدامًا غير مشروع من بين مجموعة من الاعتبارات السياسية والعسكرية وحقوق الإنسان التي تضعها الولايات المتحدة في الحسبان


أثبت التدفق الهائل لأسلحة الناتو والإمدادات العسكرية من الغرب لأوكرانيا أنه من بين أكبر المحددات للدفاع عن الأراضي الأوكرانية أو خسارتها.

وبحسب تقرير سي بي إس نيوز المنشور 4 أغسطس 2022، تصل الإمدادات العسكرية إلى حدود بولندا، حيث ينقلها حلفاء الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي بسرعة عبر الحدود إلى المسؤولين الأوكرانيين، وهنا تنتهي الرقابة الأمريكية.

arming ukraine flat cc piclock v1 00 11 15 21 still001

ما يصل إلى الخطوط الأمامية نسبة بسيطة

قال جوناس أومان، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة بلو يلو، وهي منظمة مقرها ليتوانيا، ومهمتها تزويد الخطوط الأمامية في أوكرانيا بالمساعدات العسكرية، إن من 30-40% فقط من المعدات العسكرية هو ما يصل إلى الخطوط الأمامية، هذا تقديري”.

من جهتها، التزمت الولايات المتحدة بأكثر من 23 مليار دولار من المساعدات العسكرية لأوكرانيا منذ بداية الحرب في نهاية فبراير، وفقًا لمعهد كايل للاقتصاد العالمي، الذي يتتبع الالتزامات العالمية بتقديم المساعدات لأوكرانيا، فيما التزمت المملكة المتحدة بـ3.7 مليار دولار، وألمانيا 1.4 مليار دولار، وبولندا 1.8 مليار دولار، وحذت دول أخرى حذوها.

لماذا لا تصل المساعدات؟

وفقًا للتقرير، كانت الخطوط الأمامية في أوكرانيا تتغير باستمرار، ما أدى إلى صعوبة تسليم المساعدات العسكرية إلى المتطوعين والقوات شبه العسكرية التي تحاول الوصول إلى وجهتها  عبر خطوط الإمداد الخطرة، وهو ما أثار مخاوف البعض بشأن سقوط الأسلحة في السوق السوداء الأوكرانية، والتي ازدهرت بسبب الفساد منذ انهيار الاتحاد السوفيتي.

يعتمد أومان إلى حد كبير على القنوات غير الرسمية لتوصيل إمداداته، والتي يمكن أن تشمل الأسلحة ذات الرؤية الليلية وأجهزة الراديو إلى سترات كيفلار والخوذات الباليستية والطائرات المسيّرة الحديثة، لكن وضع مجموعته كمنظمة غير حكومية لا يسمح له بتسليم أسلحة فتاكة.

الفساد جزء من الأسباب

وصف أومان الفساد والبيروقراطية بأنهما السبب في عدم وصول المساعدات العسكرية إلى الخطوط الأمامية، قائلًا: “هناك زعماء في السلطة، وأوليغارشية، ولاعبون سياسيون، وكل هؤلاء يريدون عمولات من أجل وصول المساعدات إلى الخطوط الأمامية في أوكرانيا”.

من جهته، يقول آندي ميلبورن، وهو كولونيل متقاعد من مشاة البحرية الأمريكية، وأسس مؤخرًا مجموعة موزارت، وهي شركة مكرسة لتدريب الجنود الأوكرانيين: “إذا قمت بتوفير الإمدادات، أو خط أنابيب لوجستي، فيجب أن يكون هناك بعض التنظيم لذلك، لكن المفاجأة أن كل هذه المعدات التي من المتوقع مشاركتها في الحرب تتوقف عند الحدود الأوكرانية.

على أمريكا أن تتولى ذلك

يقول آندي ميلبورن، إن سياسة الولايات المتحدة هي دعم أوكرانيا في الدفاع عن بلادها، مع عدم التدخل المباشر في الحرب، لكن ذلك لا يعد مساعدة كاملة كما أفهمها، أفهم ان القوات الامريكية لا تريد قتال الروس، لكن لماذا لا توصل الإمدادات التي تخصص لها من ميزانيتك حتى تضمن أنها تصل إلى من يستحقها؟

في يوليو الماضي، قالت السفيرة بوني دينيس جنكينز، وكيل وزارة الخارجية الأمريكية لشؤون الحد من التسلح والأمن الدولي، إن “احتمال استخدام الأسلحة استخدامًا غير مشروع من بين مجموعة من الاعتبارات السياسية والعسكرية وحقوق الإنسان التي تضعها البلاد في الحسبان”، وأضافت: “نحن واثقون من التزام الحكومة الأوكرانية بتوفير الحماية المناسبة للمعدات الدفاعية الأمريكية وغيرها من المساعدات”.

أوكرانيا تنشأ لجنة خاصة

بحسب التقرير، أنشأت أوكرانيا لجنة خاصة مؤقتة لتتبع تدفق الأسلحة داخل البلاد، لكن مع ذلك، يقول خبراء، إن ذلك قد لا يكون كافيًا، حيث قالت دوناتيلا روفيرا، كبيرة مستشاري الأزمات في منظمة العفو الدولية التي كانت تراقب انتهاكات حقوق الإنسان في أوكرانيا: “عندما سيطرت داعش على أجزاء كبيرة من البلاد في العراق، استولت على مخزونات كبيرة من الأسلحة كانت مخصصة للقوات العراقية”.

وتابعت: “كل بلد وكل حالة مختلفة تمامًا، ولكن إذا نظرنا إلى الوراء، سنجد أننا رأينا كثيرًا من الأسلحة تأتي في عام 2003 مع الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق والتي استولت عليه داعش، وقالت متحدثة عن انسحاب الولايات المتحدة وسيطرة طالبان على البلاد، في الآونة الأخيرة رأينا نفس الوضع يحدث في أفغانستان، لذلك، يجب وضع آليات رقابة لتجنب ذلك”.

ربما يعجبك أيضا