لماذا لم تحظ حملة كوريا الجنوبية «خالية من الكربون» بأهمية في COP28؟

هل خطة كوريا الجنوبية «خالية من الكربون» تقلل الاعتماد مصادر الطاقة المتجددة؟

شروق صبري
كوريا الجنوبية خالية من الكربون

شكلت الطاقة المتجددة 8.9% من مزيج توليد الكهرباء في كوريا الجنوبية في عام 2022، وهو الأدنى بين الاقتصادات الكبرى. وتشير البيانات إلى أن الفحم والغاز الطبيعي يمثلان 60%، والطاقة النووية 29.6 %.


تطلق كوريا الجنوبية حملة جديدة “خالية من الكربون” في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ COP28 لهذا العام والتي تقول إنها ستعيد وضع سيول كدولة رائدة عالميًا في إزالة الكربون.

وتروج خطة “الطاقة الخالية من الكربون” في البلاد لمجموعة من مصادر الطاقة التي تساعد على تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، كما تنص على أن مصادر الطاقة المتجددة وحدها لا يمكنها إنقاذ العالم، فهل تحظى الخطة بإشادة قمة COP28 المنعقدة في دبي بالإمارات العربية المتحدة.

تفاصيل الحملة

وفق الخطة التي نشرتها صحيفة واشنطن بوست يوم الخميس 7 ديسمبر 2023، يتمثل الجزء الرئيسي من الخطة في تشكيل مجموعة من القطاعين العام والخاص تسمى “التحالف الخالي من الكربون”، بقيادة أكبر شركات التصنيع في البلاد وشركة المرافق التي تديرها الدولة.

وستكون الشركات “معتمدة علنًا” عندما تبذل جهودًا لتكون خالية من الكربون، بما في ذلك استخدام الطاقة النووية والهيدروجينية والمتجددة. وأيضًا توليد الطاقة من الوقود الأحفوري مع احتجاز الكربون وتخزينه.

ويقوم المسؤولون الحكوميون الآن بتعميم الاقتراح في فعاليات الأعمال الدولية ومؤتمرات القمة العالمية، بما في ذلك مؤتمر الأطراف في دبي هذا الشهر، ويهدفون إلى إصدار خطة نهائية في العام المقبل.

طاقة الرياح

كوريا الجنوبية خالية من الكربون

مجال الطاقة المتجددة

قال عميد كلية الدراسات العليا للدراسات البيئية في جامعة سيول الوطنية، يون سون جين، إنه نوع من التراجع عن التزامات كوريا الجنوبية بشأن المناخ. وأضاف “علينا أن نوسع حصة الطاقة المتجددة، وعلينا أن نقلل من طلبنا على الطاقة نفسها من خلال الحفاظ على الطاقة وتحسين كفاءتها”.

انضمت كوريا الجنوبية الأسبوع الماضي إلى 118 دولة في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28) في التعهد بمضاعفة قدرة العالم في مجال الطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول عام 2030. وتعتمد كوريا الجنوبية بشكل كبير على الطاقة ذات الانبعاثات الثقيلة، لذلك فإن قطاعات التصنيع أمامها طريق طويل لزيادة إمداداتها من الطاقة المتجددة.

المبعوث الخاص لكوريا الجنوبية هونغ سيك تشو يتحدث في قمة المناخ للأمم المتحدة COP28 في دبي

المبعوث الخاص لكوريا الجنوبية هونغ سيك تشو يتحدث في قمة المناخ للأمم المتحدة COP28 في دبي

توسيع الطاقة النووية

في عهد الرئيس يون سوك يول، الذي تولى منصبه العام الماضي، ركزت سيول على توسيع الطاقة النووية، التي تحظى بشعبية لدى الجمهور ولكنها تخضع للتدقيق منذ فترة طويلة بسبب المخاوف بشأن سلامتها والتحدي المتمثل في التخلص من النفايات المشعة.

وترغب كوريا الجنوبية في زيادة النسبة النووية في مصادر الطاقة لديها إلى ما يقرب من 35% بحلول عام 2036. ويشمل هذا بناء المزيد من المفاعلات النووية المعيارية الصغيرة، والتي تنتج كهرباء منخفضة الكربون وتكتسب شعبية متزايدة مع سعي البلدان إلى إيجاد بدائل لحرق الوقود الأحفوري.

الطاقة المتجددة

في عهد يون، خفضت كوريا الجنوبية هدفها للطاقة المتجددة لنحو 22% بحلول عام 2030، أي أقل بتسع نقاط مئوية عما كانت عليه في عهد سلفه.

وردا على سؤال حول خطة كوريا الجنوبية “الخالية من الكربون” وانتقالها البطيء إلى مصادر الطاقة المتجددة، يقول المسؤولون الكوريون الجنوبيون إنهم يتخذون نهجا عمليا بسبب “الظروف الصعبة” للاقتصاد المعتمد على التصنيع. وقال مدير قسم البيئة الصناعية في وزارة التجارة والصناعة والطاقة لي هان تشول، الصناعة التحويلية متطورة للغاية، وهذه الصناعات تستخدم الكثير من الكهرباء، إذ تحتاج مصانع أشباه الموصلات إلى كميات كبيرة من الطاقة المستمرة.

فيما قال المبعوث الأمريكي السابق لتغير المناخجوناثان بيرشينج، باعتبارها اقتصادًا رائدًا ومصدرًا رئيسيًا للانبعاثات، يجب على كوريا الجنوبية أن تلتزم بأعلى المعايير المناخية، وهذا يعني تسريع وتيرة نشر الطاقة المتجددة وتسريع انتقالها بعيدا عن الفحم والنفط والغاز.

مشاريع الطاقة المتجددة

في عهد الرئيس السابق مون جاي إن، دفعت كوريا الجنوبية بقوة مشاريع الطاقة المتجددة الجديدة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وحاولت التخلص التدريجي من الطاقة النووية وسط مخاوف مستمرة بشأن الطاقة النووية بعد كارثة فوكوشيما في اليابان المجاورة. لكن سعي مون نحو مصادر الطاقة المتجددة واجه مقاومة كبيرة، وخاصة من قِبَل الصناعات المتعطشة للطاقة في البلاد، وأدى إلى سوء الإدارة المتفشي.

وتتخذ إدارة يون مسارًا جديدًا، لكن المناصرين والخبراء يقولون إن كوريا الجنوبية لم تتبنى بعد الحلول التي من شأنها أن تجعل الطاقة المتجددة متاحة بشكل أكبر وبسرعة، مثل تبسيط عملية إصدار التصاريح لمشاريع طاقة الرياح البحرية الجديدة.

ربما يعجبك أيضا