الإمارات تستعرض تجربة نجاح مجالس التصدي لتغير المناخ في برلين

محمود عبدالله
COP28

شكل مجلس صناع التغيير، الذي نظمته رئاسة COP28 نقطة تحول في عملية المفاوضات، إذ حث الأطراف على الاستفادة من ثقافة الإمارات في التواصل الفعال، والتركيز على التقدم والإنجاز.

وخلال فعاليات “حوار بيترسبرج للمناخ” المقام في العاصمة الألمانية “برلين”؛ بادرت دولة الإمارات بتصدير تجربتها الناجحة في المفاوضات المناخية للعالم من خلال ترويكا رئاسات مؤتمر الأطراف، بحسب وكالة أنباء الإمارات (وام) اليوم السبت 27 أبريل 2024.

COP28 وCOP29

تلك الترويكا، جاءت في شكل تعاون ثلاثي بموجب “اتفاق الإمارات” بين رئاسات مؤتمرات الأطراف COP28 الذي أقيم في دولة الإمارات، وCOP29 الذي سيقام في أذربيجان، وCOP30 الذي سيقام في البرازيل.

واستضافت الترويكا مجلساً على الطريقة الإماراتية لمناقشة سُبل تحقيق انتقال مُنظَّم ومسؤول وعادل ومنطقي في قطاع الطاقة، ما يؤكد نجاح دولة الإمارات في تصدير مفهوم “المجلس”، لاعتماد نهج الحوار البنّاء في مواجهة أبرز التحديات العالمية.

دول الخليج

تستهدف رئاسة COP28 من ترسيخ مفهوم “المجلس” في المفاوضات المناخية، تعزيز التواصلِ الدوليّ في مواجهةِ التحدياتِ العالميةِ من خلال تيسير الحوار والنقاش بين ممثلي كافة الدول حول مختلف القضايا، للوصول إلى حلول مشتركة وقابلة للتطبيق، وبإمكان ذلك تحفيز الدول على تبنّي تطبيق الفكرة في مجتمعاتها، لتعزيز التعاون من أجل مستقبل أفضل للجميع.

ومنذ عهد بعيد يجتمع أبناء دول الخليج العربية في المجلس، مدرسة الحياة، ونبع الحكمة، فيتناولون تمرهم وقهوتهم، ويتداولون أمرهم وعيشتهم، وينهلون من حكمة وخبرة كبارهم في هذا الملتقى التراثي العريق الذي كان أهم وسائل التواصل الاجتماعي في منطقة الخليج قبل انتشار وسائط التكنولوجيا الحديثة.

دور المجالس اقتصادياً

يعكس المجلس ثقافة المجتمع الإماراتي؛ وفي فضائه المفتوح للحوار والنقاش، تجتمع العائلات والجيران والأصدقاء لتبادل الأحاديث والأخبار، وسماع حكاياتِ الأجدادِ، ومناقشة تجاربهم، والاستفادة من حكمتهم ونصائحهم، وبحث التحديات والصعوبات في جو من الصراحة والودّ والألف.

إلى جانب دور المجالس المهم في الحياة الاقتصادية، من خلال تعزيز العلاقات التجارية، حيث يجتمع فيها رجال الأعمال والتجار لتبادل المعلومات، وبناء الثقة، وإقامة علاقات تجارية جديدة، ما يحفز النشاط الاقتصادي ويخلق فرص عمل جديدة.

رئاسة COP28

انطلاقا من هذا الإرث العريق، ولدت فكرة الاستفادة من المجلس لدى رئاسة COP28 التي تحملت مسؤولية تحريك المياه الراكدة في ملفات مفاوضات تغير المناخ في توقيت حاسم بالنسبة لمستقبل البشرية وكوكب الأرض، واستحضرت من التراث والتقاليد الحل المناسب لتعقد المفاوضات وتضارب آراء الأطراف ومصالحهم.

وعُقد المجلس حينها في توقيت حرج كانت المفاوضات فيه متعثرة، مع تمسُّك كل من الأطراف بمواقفها والتركيز على خلافاتها، لكن هيكل المجلس، ساعد المجتمعين على كسر الجمود والتحدث من القلب، وإجراء حوارات صريحة وعملية بعيدا عن النصوص مسبقة التحضير.

وهو ما أسهم في التوصل إلى اتفاق الإمارات التاريخي، الذي وضع مساراً جديداً للعمل المناخي العالمي يتماشى مع الحقائق العلمية، ويحافظ على إمكانية تفادي تجاوز الارتفاع في حرارة كوكب الأرض مستوى 1.5 درجة مئوية.

ربما يعجبك أيضا