لماذا لن ينتهي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي قريبًا؟

5 أسباب وراء استمرار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي

آية سيد
لماذا لن ينتهي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي قريبًا؟

يطرح أستاذ العلاقات الدولية بجامعة هارفارد، ستيفن والت، 5 أسباب وراء استمرار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الذي يحصد أرواح الأبرياء، ويزعزع استقرار المنطقة.


وصل وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إلى إسرائيل، مساء أمس الاثنين 8 يناير 2024، ضمن جولة شرق أوسطية لبحث تطورات الحرب في غزة.

ورغم أن هذه الحرب ليست الأولى، فإنها الأشد فتكًا وتدميرًا في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الممتد لعقود. وفي هذا السياق، طرح أستاذ العلاقات الدولية بجامعة هارفارد، ستيفن والت، 5 أسباب وراء استمرار الصراع الذي يحصد أرواح الأبرياء، ويزعزع استقرار المنطقة.

الأهداف غير القابلة للتجزئة

في تحليل بمجلة فورين بوليسي الأمريكية، أمس الاثنين 8 يناير، أشار والت إلى أن السبب الأول هو أن القوميين الإسرائيليين والفلسطينيين يريدون العيش في، والسيطرة على، نفس الأراضي، ويعتقد كل جانب أنها من حقه وأن موقفه أقوى من الجانب الآخر.

الصراع الفلسطيني الإسرائيلي

العدوان الإسرائيلي على غزة

ويصف باحثو العلاقات الدولية هذه المواقف بأنها مشكلات “غير قابلة للتجزئة”، فمن الصعب تسوية النزاعات إذا كان من غير الممكن تقسيم القضايا المطروحة بطريقة مقبولة للطرفين.

وما يزيد الموقف تعقيدًا، وفق والت، هو الوضع المعقد لمدينة القدس، التي تُعد موقعًا مقدسًا لـ3 ديانات كبرى. ورغم مقترحات تقاسم الأرض العديدة على مدار القرن الماضي، جرى تهميش هذه الأصوات بسبب رغبة القوميين في السيطرة على كل الأراضي.

المعضلة الأمنية

نظرًا للمشكلة الأولى، وصغر حجم الأراضي المتنازع عليها، يواجه الجانبان معضلة أمنية حادة. وحسب والت، أدرك القادة الصهاينة منذ البداية أنه من شبه المستحيل إقامة دولة يهودية بأقلية عربية كبيرة، فما بالك بأغلبية. وهذا الاعتقاد أدى إلى أعمال التطهير العرقي في 1948، ومجددًا في 1967، عندما احتلت إسرائيل الضفة الغربية.

إلا أن استيطان الضفة الغربية مع السيطرة على قطاع غزة عنى أن ملايين الفلسطينيين سيكونون تحت السلطة الإسرائيلية دائمًا، ما يؤدي إلى المشكلة الديموجرافية التي سعى مؤسسو إسرائيل لتجنبها، وهي وجود أعداد متساوية من اليهود والفلسطينيين في الأراضي التي تسيطر عليها إسرائيل.

وهذا لا يترك خيارًا سوى أن تتخلى إسرائيل عن جزء كبير من الأراضي التي تسيطر عليها وتسمح للفلسطينيين بإقامة دولتهم. لكن المفاوضين الإسرائيليين يصرون على أن أي دولة فلسطينية مستقبلية يجب أن تكون منزوعة السلاح، مع احتفاظ إسرائيل بسيطرة كبيرة على حدودها ومجالها الجوي، وهو وضع لن يقبله الفلسطينيون.

ضحايا الصراع الفلسطيني الإسرائيلي

عدد ضحايا الصراع الفلسطيني الإسرائيلي

التدخلات غير المفيدة

السبب الثالث الذي أشار إليه الأكاديمي الأمريكي هو تدخل مجموعة من الأطراف الثالثة، الذين أتت تدخلاتهم ذات المصلحة الشخصية بنتائج عكسية. وبدأت بريطانيا المشكلة بوعد بلفور في 1917، ثم أحالت المشكلة إلى الأمم المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية. وبعد 1948، دعمت الدول العربية فصائل فلسطينية متفرقة، ما قوّض الوحدة الفلسطينية.

وإبان الحرب الباردة، سلحت الولايات المتحدة إسرائيل، في حين دعم الاتحاد السوفيتي عدة دول عربية، لأسباب متعلقة بمصالحهما، ولم تلتفت أي قوة عظمى منهما إلى القضية الفلسطينية أو تهتم بإلغاء قرار إسرائيل ببناء المستوطنات في الضفة الغربية.

ثم انضمت إيران عن طريق دعم حماس، وحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، وحزب الله في لبنان، بهدف عرقلة الجهود الأمريكية لإعادة ترتيب المنطقة بطريقة تعتبرها طهران تهديدًا لها. وكل هذه التدخلات فاقمت الوضع.

عرقلة المتطرفين لجهود السلام

حسب والت، كانت عملية أوسلو للسلام في التسعينات هي أقرب ما توصل إليه الطرفان لوضع حد للصراع، لكن بعض المتطرفين من الجانبين قوضوا هذا المسار.

وشمل هذا سلسلة من التفجيرات التي نفذتها عناصر من حركتي حماس والجهاد الإسلامي، وإقدام مستوطن إسرائيلي أمريكي على قتل 29 فلسطينيًا في 1994 في محاولة متعمدة لوقف جهود السلام، واغتيال متطرف إسرائيلي لرئيس الوزراء، إسحاق رابين.

وأشار والت إلى أن هذا ساعد بنيامين نتنياهو بطريقة غير مباشرة على أن يصبح رئيسًا للوزراء، وكانت معارضة حل الدولتين هي السمة المميزة لمسيرته السياسية.

إنفوجراف| إسرائيل تستهدف النساء والأطفال في غزة

إنفوجراف| إسرائيل تستهدف النساء والأطفال في غزة

اللوبي الإسرائيلي

السبب الخامس الذي طرحه والت هو جماعات اللوبي الإسرائيلي، مثل أيباك، ورابطة مكافحة التشهير، وغيرهم من الجماعات والأفراد ذوي التفكير المتشابه، الذين اعتبرهم الأكاديمي الأمريكي عائقًا خطيرًا أمام التقدم وسببًا لاستمرار الصراع.

هذا لأن هذه الجماعات تلقن الهيئة السياسية الأمريكية بوجهة نظر أحادية عن الصراع، كما أنها تعمل بنشاط لعرقلة أي محاولة جادة يُقدم عليها رئيس أمريكي لإنهاء الصراع.

واختتم والت بأن كل واحد من الأسباب الـ5 السابقة يشكل عقبة هائلة أمام السلام. وهذا يعني أن الصراع لن ينتهي في أي وقت قريب. ولفت إلى أن الولايات المتحدة ستدفع ثمنًا أخلاقيًا واستراتيجيًا باهظًا بسبب دعمها لحملة إسرائيل الوحشية الحالية على غزة، التي قد ترتقي إلى إبادة جماعية.

ربما يعجبك أيضا