لماذا يتزايد إقبال شركات السعودية على الصكوك الدولارية؟

أحمد السيد

تسارع إقبال الشركات السعودية المدرجة في البورصة على إصدار الصكوك في الأسواق الدولية هذا العام، وارتفعت بأكثر من 3.5 مرة خلال أول شهرين، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، وفق الشرق السعودية اليوم الثلاثاء 5 مارس 2024.

تواصل هذا الإقبال بإعلان مصرف الراجحي اليوم، بدء طرح صكوك مستدامة مقومة بالدولار بموجب برنامجه للصكوك الدولية.

إقبال شركات السعودية على الصكوك الدولارية

تحتاج الشركات، وخاصة بنوك المملكة إلى سيولة في الوقت الحالي، وهو ما قد يدفعها إلى سوق الدين. يقول أحمد شمس الدين، رئيس قطاع البحوث في شركة “إي إف جي هيرميس القابضة” لـ”الشرق” إن السيولة لدى البنوك السعودية محدودة، في الوقت الذي تتزايد فيه احتياجات تمويل مشاريع رؤية 2030، مشيرًا إلى أن هناك حاجة كبيرة إلى تنشيط سوق الدين في المملكة كما حدث مع سوق رأس المال خلال السنوات السبع الماضية، وهو ما سيوفر فرصًا كبيرة في السوق.

تنفيذ مشاريع الرؤية الضخمة، هو الدافع الرئيس وراء تزايد إصدارات الصكوك الدولية هذا العام في السعودية، وفق مهدي بوبوت مدير أول محفظة الدخل الثابت أرقام كابيتال. أضاف أن هذه المشاريع تتطلب تمويلًا كبيرًا سواء على المستوى السيادي أو الشركات لتنفيذ مشروعات البنية التحتية الضخمة.

بجانب الشركات في المملكة، جمع صندوق الاستثمارات العامة ملياري دولار من إصدار صكوك هذا العام.

الصكوك

استغلال السيولة المتواجدة في السوق

تفضل الشركات في الوقت الحالي استغلال السيولة المتواجدة في السوق المتجه إلى الصكوك سواء من المستثمرين الأفراد أو المؤسسات، وما يعزز تلك السيولة هو العائد المرتفع على أداة الدين الإسلامية منذ 2022 بسبب ارتفاع أسعار الفائدة، وهو ما خلق أموالًا إضافية لدى المستثمرين يسعون إلى إعادة استثمارها، بحسب بوبوت.

أغلب الشركات التي طرحت صكوكًا هي مصارف سعودية تواجه شح سيولة مع ارتفاع القروض على حجم الودائع. يقول بوبوت إن هناك حاجة مؤكدة للسيولة من قبل البنوك السعودية، فهم الداعمون الأساسيون لرؤية المملكة. وأكد في الوقت ذاته أن البنوك السعودية في وضع صحي ولديهم ميزانيات جيدة وهو ما يزيد الإقبال على إصداراتها.

إصدارات البنوك السعودية

علاوة المخاطر التي تحملتها البنوك هذا العام، وهي الفرق بين العائد على الصكوك والعائد على سندات الخزانة الأمريكية لذات الأجل، تراوحت بين 90 و110 نقاط أساس، وهي قريبة من علاوة مخاطر إصدار الصكوك الخاص بصندوق الاستثمارات العامة هذا العام والبالغة 85 نقطة أساس، ما يشير إلى محدودية التكلفة التي تتحملها هذه البنوك.

ما يزيد الإقبال على إصدارات البنوك السعودية هو التسعير الجاذب لها، وفق بوبوت. وقال: “من المهم للبنوك تسعير السوق على نحو جاذب. تقوم البنوك بذلك، وهي ناجحة لأن الأسعار التي يوفرونها تنافسية”.

ربما يعجبك أيضا