لماذا يتعين على واشنطن تغيير استراتيجيتها تجاه إسرائيل؟

ما تأثير الدعم الأمريكي لإسرائيل على سمعة واشنطن في العالم؟

محمد النحاس

أدى استخدام الفيتو في مجلس الأمن إلى التقليل من شأن المكانة السياسية والأخلاقية للولايات المتحدة في ظل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة


من بين مختلف التحديات الخاصة بملف السياسة الخارجية لإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، فإن الحرب الدائرة في قطاع غزة هي الأصعب.

وذلك بحسب مقال نشرته مجلة “ريسبنسبول ستيت كرافت” الأمريكية، مفسرًا ذلك بأنه رغم أهمية ملفات مثل روسيا والصين، إلا أن المخاوف الخاصة بإدارة الرئيس الأمريكي بشأن هذه القضايا تتضاءل أمام احتمالية توسع الحرب وانخراط أطراف جديدة.

الدمار في غزة

بعد هجمات الـ 7 من أكتوبر، دعمت واشنطن إسرائيل، ولكن بعد ذلك ساد الدمار أرجاء قطاع غزة، حسب التحليل المنشور في المجلة الأمريكية.

وقتل في الهجوم الإسرائيلي حتى الأسبوع الماضي، أكثر من 16 ألف قتيل وجرح نحو 50 ألفًا، وأصبح أكثر من 85 % من سكان القطاع البالغ عددهم أكثر من مليوني نسمة بلا مأوى، ليس هذا فحسب، بل لم يعد لديهم مكان آمن يمكن اللجوء إليه، وفقًا للمقال المنشور اليوم الاثنين 11 ديسمبر 2023.

وكل ذلك عُرض على شاشات وسائل الإعلام وشاهده الشعب الأمريكي، وعند هذه النقطة أعادت الإدارة الأمريكية التفكير، لكن ليس في رفض سياسة إسرائيل الشاملة بالحرب، ولكن فقط في التكتيكات المستخدمة.

ما حقيقة الدعوة لتقليل خسائر المدنيين؟

يردف المقال بأن واشنطن عملت على دعم الهدنة في غزة من أجل دفع حماس إلى إطلاق سراح بعض الرهائن وزيادة تدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع.

وبعد انتهاء مدة الهدنة، اقتصرت نداءات الولايات المتحدة لإسرائيل على محاولة تقليل الخسائر في صفوف المدنيين، أو كما قال وزير الخارجية أنتوني بلينكن يجب اتخاذ خطوات أكثر فعالية لحماية أرواح المدنيين”، ولكن طالما استمرت إسرائيل في سعيها لاستئصال حماس، فإن الحد من الخسائر في صفوف المدنيين أمر مستحيل.

تضرر سمعة الولايات المتحدة

وفقًا للمقال فإن ذلك يؤثر على مصداقية الولايات المتحدة في أماكن أخرى من العالم، لا سيما وأن الولايات المتحدة يُنظر إليها عالميًا باعتبارها الراعي الوحيد لإسرائيل.

وفي الـ 6 من ديسمبر كرر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش “النداء لإعلان وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية”. وفي التصويت بمجلس الأمن استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد قرار يدعو لوقف الحرب، وهكذا ربطت إدارة بايدن نفسها بشكل أكبر بالمذبحة التي ترتكبها إسرائيل في غزة، والتي تم تنفيذها في معظمها بالقنابل التي زودتها بها الولايات المتحدة.

أدى استخدام الفيتو إلى التقليل من شأن المكانة السياسية والأخلاقية للولايات المتحدة وجعل من الصعب على بايدن أن يُنظر إليه على أنه زعيم ذو مصداقية بمجرد انتهاء الحرب.

إعادة بناء الثقة

يشير التحليل إلى احتمالية توسع الصراع من انخراط حزب الله في جنوب لبنان جزئيًّا في الهجمات على شمال إسرائيل، ودور الحوثي في اليمن في التهديد السفن الإسرائيلية، وإطلاق صواريخ تجاه إسرائيل، كما نفذت مجموعة مسلحة في سوريا والعراق هجمات ضد المصالح الأمريكية.

ويلفت المقال إلى خطورة الوضع بين إسرائيل وفلسطين، مشيرًا إلى احتمالية اندلاع “انتفاضة” جديدة في الضفة الغربية والذي لا يزال قائمًا بسبب عدم اعتراف إسرائيل بحقوق الفلسطينيين الإنسانية الأساسية، ناهيك عن السماح بإقامة دولة فلسطينية.

وفي ظل هذه المعطيات، يخلص المقال إلى ضرورة عدم تنحية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي مرةً أخرى عند انقضاء الحرب، وينصح الإدارة الأمريكية بأن عليها أن تعمل على إعادة بناء الثقة في الولايات المتحدة كوسيط نزيه، وأن تضع مصالحها الخاصة في المقام الأول، وليس مصالح أي شخص آخر.

ربما يعجبك أيضا