لماذا ينسحب حزب الله من سوريا تحت جنح الظلام؟

أشرف شعبان

رؤية – أشرف شعبان

نقل المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مصادر موثوق بها قولها إن حزب الله يقوم بسحب قواته من أراضي سوريا بعيدا عن الإعلام.

وحسب تقرير المرصد، جرى سحب مجموعات كبيرة من قوات حزب الله بشكل سري من مناطق متفرقة في العاصمة دمشق وريفها والجنوب السوري. ولم يُعرف سبب هذه الخطوة.

وكشفت مصادر قريبة من المليشيات التابعة لحزب الله أن “عملية سحب العناصر بدأت قبل أسبوعين تقريبًا، وهناك معلومات تفيد بأنه سيتم سحب دفعات أخرى خلال الأيام القادمة من المنطقة”، موضحاً: أن “غالبية هؤلاء العناصر هم من الجنسية اللبنانية يتبعون بشكل مباشر لميليشيا حزب الله اللبناني”.

انسحاب سري 

ويبدو أن العقوبات الأمريكية على إيران آتت أكلها سريعا إذ كشفت الناطقة باسم الخارجية الأمريكية أن مليشيات حزب الله سحبت بعضا من قواتها من سوريا إلى لبنان سراً.

وبينت الخارجية الأمريكية أن عملية سحب العناصر جاءت مع الأزمة المالية التي تعصف بحزب الله، ونتيجة لما خططت له واشنطن مسبقًا.

خسائر فادحة 

وفي الأونة الأخيرة تكبَّدت مليشيات “حزب الله” خسائر فادحة بالأرواح والعتاد إذ خسرت آلاف من عناصرها وعدد كبير من أسلحتها في المعارك التي خاضتها في سوريا، منذ تدخلها بالأزمة السوريا عام 2013، لمساندة النظام السوري ضد فصائل المعارضة المسلحة.

وشهدت الأيام الأخيرة انكفاء المليشيات الإيرانية عن المعارك والعمليات العسكرية التي تشهدها منطقة الشمال السوري “بوتين – أردوغان”، على عكس المعارك السابقة التي كانت مليشيات حزب الله والإيرانيين يلعبون دوراً رئيسياً فيها.

اقتطاع من الرواتب 

صحيفة واشنطن بوست كانت قد أكدت أن العقوبات على قطاع النفط الإيراني أثرت بشكل مباشر على وكلاء إيران في سوريا إذ تم اقتطاع أموال من رواتب عناصر المليشيات.

وقال شهود عيان إن من الأشياء التي لفتت الانتباه، هي تغير نوعية الطعام المقدم لتلك الميليشيات خاصة وأنهم باتوا يتناولون الطعام المقدم لعناصر جيش النظام بعد أن كانت تأتيهم وجبات جاهزة بشكل يومي، ما يشير إلى حجم الضائقة التي تمر بها قيادة تلك الميليشيات.

“خلصت.. راجعين لبلدنا” 

وكشف أحد النشطاء أنه لدى سؤاله أحد عناصر ميليشيا الحزب إلى أين أنتم ذاهبون أجابه: “خلصت.. راجعين لبلدنا أو لمهمة ثانية”، ما يدل على أنهم سيعودون إلى لبنان من حيث أتوا، على حد تعبيره.

ويرى الخبراء أن حزب الله يشعر بامتعاض كبير من جراء ما يدور وتحديداً بعد ضريبة الدم المرتفعة التي دفعها في سوريا والتي ساهمت الى حد كبير، في بقاء النظام في سوريا.

“نظام الأسد لن يحتاجه”

ويقول “ديفيد دي روش” البروفيسور في مركز الشرق الأدنى وجنوب آسيا للدراسات الاستراتيجية في جامعة الدفاع الوطني الأمريكية، إن “أحد أهداف سياسة الولايات المتحدة تجاه إيران هو إضعاف الدعم الإيراني لحزب الله”. مضيفا: ” من المأمول أن تؤدي العقوبات المفروضة على إيران إلى ضغوط مالية على حزب الله، الأمر الذي سيؤدي بدوره إلى الانسحاب من سوريا”. مؤكدا أنه لن يكون مفاجئاً أن نرى حزب الله يعود إلى لبنان لأن نظام الأسد لن يحتاجه”.

العقوبات الأمريكية والحصار المالي على طهران، يبدو أن الأخيرة لم تصمد كثيرًا أمامه، فحزب الله يسحب قواته، وعناصر مليشيات أخرى يخصم من رواتبها، إذًا ضربة جديدة لوكلاء إيران في سوريا، فهل تكون عملية الانهيار المالي بوابة لإنهاء هيمنة إيران على سوريا.
 

ربما يعجبك أيضا