لم تتعلم من دروس الماضي.. هل تكرر الولايات المتحدة أخطاءها في اليمن؟

كيف تهدد الضربات الأمريكية بإشعال المنطقة؟

محمد النحاس

بدلاً من تجنب حرب واسعة النطاق، تعمل الولايات المتحدة وحلفاؤها على تصعيد التوترات الإقليمية، وتأجيج الصراع الذي امتد بالفعل إلى لبنان وسوريا والعراق واليمن والبحر الأحمر


لطالما شددت الولايات المتحدة الأمريكية على ضرورة منع الحرب في قطاع غزة من التمدد إلى صراع واسع النطاق في الشرق الأوسط.

كان السبيل الأمثل لمنع تمدد الحرب هو حث إسرائيل على وقف عدوانها المروع على غزة، بدلًا عن محاولة إلجام الأطراف الإقليمية، فطالما استمرت الحرب في غزة، تظل احتمالية خروج الوضع برمته عن السيطرة قائمًا، ولم تكن الحروب التي خاضتها الولايات المتحدة في أفغانستان والعراق ذات جدوى تُذكَر، ويبدو أن واشنطن تصر على تكرار نفس الأخطاء في المنطقة مرةً أخرى.

الدفع تجاه تمدد الحرب

شنت الولايات المتحدة وبريطانيا، في وقت مبكر من يوم الجمعة 12 يناير 2024، ضربات عسكرية ضد أكثر من 10 أهداف في اليمن يسيطر عليها الحوثيين، وجاءت هذه الضربات ردًا على أكثر من 25 هجومًا شنها الحوثيون على السفن في البحر الأحمر منذ نوفمبر.

ويصر الزعماء الغربيون، خاصة الرئيس الأمريكي جو بايدن، على أنهم يريدون منع تمدد حرب في غزة إلى أجزاء أخرى من الشرق الأوسط، لكن ووقفًا لمقال “الجارديان”، فإن الضربات الجوية والبحرية التي تقودها الولايات المتحدة على اليمن هي أبرز توسع للصراع منذ أن شنت إسرائيل هجومها المدمر على غزة بعد هجمات 7 أكتوبر.

ما أفضل مسار لتجنب حرب شاملة؟

بدلًا من تجنب حرب واسعة النطاق، تعمل الولايات المتحدة وحلفاؤها على تصعيد التوترات الإقليمية، وتأجيج الصراع الذي امتد بالفعل إلى لبنان وسوريا والعراق واليمن والبحر الأحمر، ويظل من الممكن أن يخرج الموقف عن السيطرة دون قصد.

ووفقًا للمقال، فإن الانتقام الذي تقوده الولايات المتحدة ضد الحوثيين يكذب أيضًا الضغط المفترض الذي تمارسه إدارة بايدن على إسرائيل لإنهاء غزوها لغزة، الذي أودى بحياة أكثر من 23 ألف فلسطيني.

وقف إطلاق النار

كما أدى الهجوم الإسرائيلي إلى نزوح 1.9 مليون شخص، أي ما يقرب من 85% من سكان غزة، لذلك يرى المقال أن الولايات المتحدة وحلفائها يقاومون المسار الأوضح لخفض التصعيد في مختلف أنحاء المنطقة، المتمثل في الضغط على إسرائيل لحملها على إنهاء غزوها وقبول وقف إطلاق النار.

ومن شأن الهدنة وقف الحرب وإزالة مبرر الحوثيين لاستهداف سفن الشحن الدولي في البحر الأحمر، وقد قال قادة الحركة إنهم سيتوقفون عن تعطيل التجارة العالمية بمجرد أن تتوقف إسرائيل عن قصف غزة، ومن المرجح أن يكون للضربات العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة تأثير عكسي، فقد توعد قادة الحوثيين بمواصلة هجماتهم على السفن واستهداف السفن الأمريكية والسفن المتحالفة معها في المنطقة.

المنطقة على صفيح ساخن

منذ 7 أكتوبر، انخرط حزب الله والقوات الإسرائيلية في تبادل إطلاق نار شبه يومي عبر الحدود الإسرائيلية اللبنانية، حيث قال حزب الله إنه يحاول إبقاء بعض الموارد العسكرية الإسرائيلية بعيدًا عن جبهة غزة.

وقبل الضربات الأمريكية البريطانية على الأهداف التابعة للحوثيين في اليمن، كانت إدارة بايدن قلقة بشأن اندلاع حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله. وفي الوقت نفسه، نفذت المجموعات القربة من إيران في العراق وسوريا 130 هجومًا بطائرات بدون طيار وصواريخ وصواريخ على القوات الأمريكية في هذين البلدين منذ منتصف أكتوبر، مما أدى إلى إصابة 66 جنديًا.

في 4 يناير، قتلت الولايات المتحدة قائد جماعة عراقية مسلحة في غارة جوية في بغداد، قائلة إنه كان متورطًا في التخطيط لهجمات على القوات الأمريكية، وأثارت تلك الغارة الجوية غضب الحكومة العراقية، وسرعت من دعوات الفصائل العراقية لطرد حوالي 2500 جندي أمريكي لا زالوا متمركزين في العراق.

ربما يعجبك أيضا