امتدت تداعيات الحرب عبر مناطق مختلفة من الشرق الأوسط، لكنها لا تقف عند هذا الحد، حيث تتجاوز ذلك لمناطق أخرى من العالم.. فكيف تجلى ذلك؟
أثارت الحرب في غزة التوترات بشكل كبير في الشرق الأوسط، مع توسع ساحة المعركة لتشمل لبنان والعراق وسوريا والبحر الأحمر، لكنها لن تقف عند هذا الحد.
وبعيداً عن الشرق الأوسط، انتشرت التأثيرات المترتبة على الصراع في مختلف أنحاء العالم، الأمر الذي أدى إلى معارك ضارية حول حرية التعبير، ومشاحنات دبلوماسية حادة بالأمم المتحدة، وارتفاع معدلات جرائم الكراهية، بحسب مقال في مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية نشر 5 يناير 2024.
انتخابات حاسمة
يأتي فيما يتوجه نحو 40% من سكان العالم إلى صناديق الاقتراع هذا العام في أكثر من 40 دولة، وفي العديد منها، تعمل الحرب بغزة على خلق -أو مفاقمة- الخلافات السياسية التي قد تكون لها عواقب انتخابية حقيقية، فكيف يمكن أن تتردد أصداء الحرب على مناطق أخرى من العالم؟.
وخارج إسرائيل، من المرجح أن تكون التداعيات السياسية للحرب ملموسة في الولايات المتحدة، حيث يشكل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قضية سياسية خارجية ذات أهمية خاصة بالنسبة للناخبين، رغم أن قضايا السياسة الخارجية، عادةً لا تشكل مساحة حاسمة، إلا أنها تظل مؤثرة.
ووقف الرئيس جو بايدن بحزم إلى جانب إسرائيل منذ هجوم 7 أكتوبر، وسارع إلى تقديم مساعدات عسكرية إضافية لإسرائيل لتعزيز دفاعاتها الصاروخية، ودفع الكونجرس إلى تمرير حزمة مساعدات كبيرة لتل أبيب.
تداعيات دعم واشنطن لإسرائيل على الداخل
وفقًا لمجلة فورين بوليسي، فمع تزايد الانتقادات على الصعيد الدولي ومن داخل حزبه بشأن سلوك إسرائيل في الحرب وعدد القتلى بين المدنيين، اتخذ بايدن موقفا أكثر صرامة ووصف القصف الإسرائيلي “العشوائي” لغزة، لكنه رفض بإصرار ربط المساعدات العسكرية بتغيير تكتيكات تل أبيب.
وبحسب استطلاع رأي نشرته نيويورك تايمز في ديسمبر فإن 57% من المشاركين لا يوافقون على تعامل بايدن مع الصراع، ويرتفع هذا الرقم لـ 72% بين الناخبين الشباب، وهم جمهور انتخابي رئيسي وراء فوزه عام 2020 على ترامب.
تداعيات خارجية
كما أدى الدعم الأمريكي لإسرائيل إلى تعقيد جهود واشنطن لإقناع الجنوب العالمي بالوقوف بجانب أوكرانيا في حربها المستمرة مع روسيا، وقد سعى بايدن إلى ربط الحربين معًا، حيث صور أوكرانيا وإسرائيل كديمقراطيتين في حالة حرب مع أعداء يسعون إلى إبادتهما.
وقال في خطاب بأكتوبر: “لقد علمنا التاريخ أنه عندما لا يدفع الإرهابيون ثمن إرهابهم، وعندما لا يدفع الديكتاتوريون ثمن عدوانهم، فإنهم يتسببون في المزيد من الفوضى والموت والمزيد من الدمار”، وبسبب هذا الموقف اتهم كثيرون واشنطن بازدواجية المعايير.
الهند
يتوجه مئات الملايين من الهنود إلى صناديق الاقتراع في الربيع في الانتخابات العامة في أكبر ديمقراطية في العالم، ولم تقم الهند رسميا العلاقات مع إسرائيل إلا في التسعينيات، وقامت بتعميقها في السنوات الأخيرة، خاصة منذ أن أصبح ناريندرا مودي رئيسا للوزراء في عام 2014. وكان هذا مدفوعا إلى حد كبير بالبراجماتية، وإسرائيل اليوم هي ثاني أكبر مورد للأسلحة للهند بعد روسيا.
كما تم اعتبار انجراف إسرائيل نحو القومية الدينية مصدر إلهام من قبل بعض أتباع مودي، حيث يرى القوميين الهندوس إلى إسرائيل كما يتصورون الهند كـ “دولة ذات أغلبية عرقية قومية تواجه التهديد الوجودي المتمثل في الإرهاب” .
في المقابل، فإن حزب المؤتمر الوطني الهندي، الذي تعاطف لفترة طويلة مع المحاولات الفلسطينية من أجل إقامة دولة، فقد انتقد امتناع الهند عن التصويت في تصويت الأمم المتحدة في أكتوبر الماضي والذي دعا إلى هدنة إنسانية فورية. وفي ألمانيا أثارت
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1725106