الولادة في غزة.. كيف يمكن أن تبدو؟

مأساة مكتملة الأركان.. معاناة أطفال غزة وأجنتها من القصف والحصار الإسرائيلي

محمد النحاس

ليس ضحايا العدوان الإسرائيلي مصابي القصف فحسب.. فمن أيضًا؟


ترك العدوان الإسرائيلي المستمر منذ نحو 40 يومًا على قطاع غزة الفلسطيني، القطاع الصحي في حالة انهيار شبه كامل، وغير مسبوق.

وفاقم من ذلك نقص الإمدادات الطبية وانقطاع الكهرباء مع نفاد الوقود، من جراء الحصار الشامل الذي تفرضه إسرائيل على القطاع، إلى جانب قصف المستشفيات والمناطق المحيطة لها، فضلًا عن استهداف الكوادر الطبية، وعمال الإغاثة والدفاع المدني.

توقف المستشفيات

في ظل العدوان المروّع وغير المسبوق، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة أن أكثر من نصف المستشفيات داخل القطاع توقفت بالكامل، في حين يكافح البقية للاستمرار في العمل، لكنها ظلت عاجزة عن تقديم بعض الخدمات الحيوية، حسب ما ذكر تقرير نشره موقع (ذا إنترسبت) الأمريكي.

ونقل الموقع عن كوادر الصحة بالقطاع، أنه مع ارتفاع أعداد الضحايا قد لا تتمكن المستشفيات من مواكبة الوضع، وقد يصل إلى الانهيار التام، في حين جاوز تعداد الشهداء الـ12 ألفًا، في ما يقترب تعداد المصابين من 30 ألفًا، أكثر من ثلثيهم من النساء والأطفال.

نطاق واسع للضحايا

رغم أعداد الضحايا الضحمة من جرّاء العدوان، يوجد آخرون تأثروا أيضًا من الحالة السلبية التي وصل إليها القطاع الطبي في غزة، من بينهم مصابو الأمراض الخطيرة المزمنة، والنساء الحوامل واللاتي يرضعن، في حين تعتمد رعاية الأطفال الخدّج (أطفال الحضانات) على معدات متخصصة تعمل بالكهرباء، لذلك فإن انقطاع التيار المتكرر ونقص الوقود يعرض حياتهم للخطر.

ودونًا عن ذلك، منذ بداية الحرب، تضاعفت حالات الإجهاض والولادات المبكرة والوفيات في أثناء عمليات الولادة بمعدل 3 أضعاف، حسب ما ذكره الطبيب بقسم أمراض النساء والولادة في مستشفى الشفاء، عابد أبو حصيرة، في حين تعيش أكثر من 50 ألف امرأة حامل في غزة في خوف دائم من فقدان أطفالهن مع احتدام الحرب، وفق التقرير.

كيف أثر العدوان في النساء الحوامل؟

قال طبيب النساء والتوليد بمستشفى شهداء الأقصى، وليد أبوحطب، إن الوضع الحالي في ظل الحرب سيء للغاية بالنسبة للنساء الحوامل، مردفًا: “بعض النساء الحوامل لا يستطعن الوصول إلى المستشفى بسهولة، بسبب شدة القصف”.

وروى قصة امرأة على وشك الولادة، كانت رحلتها إلى المستشفى تستغرق عادة 5 دقائق، وفي ظل القصف الإسرائيلي العنيف والدمار الذي خلفه، استغرق الأمر ساعات، ما أدى إلى تدهور صحتها، هي ومولودها.

وفي بعض الحالات، يتعين عليهن أيضًا السفر لمسافات طويلة داخل قطاع غزة، لأنهن نزحن من منازلهن، وتضررت العديد من المباني، خاصة في مدينة غزة الواقعة شمال القطاع.

جرائم حرب

في 13 أكتوبر، حذرت إسرائيل السكان في شمال غزة وحثتهم على التحرك جنوبًا، وإلا تعرضوا لخطر استهدافهم كمسلحين، وهو الإعلان الذي قالت منظمة العفو الدولية إنه قد يرقى إلى “جريمة حرب”.

وفي أعقاب التحذيرات، كانت إحدى النساء اللاتي فررن من الشمال وهي نسمة البالغة 25 عامًا، حاملًا في شهرها السابع في ذلك الوقت. وقالت في إحدى المقابلات: “أنا من مدينة غزة”. “ولأنني حامل، كنت خائفة جداً من أن يقع قصف بالقرب من منزلي”.

بين ناري القصف والحصار

بالنظر إلى عدم تمكنها من العثور على وسائل النقل (مع انقطاع الوقود)، سارت رفقة عائلتها باتجاه جنوب غزة، ومع شعورها بآلام المخاض ذهبت بصعوبة لمستشفى شهداء الأقصى، وبعد ولادتها قررت البقاء في المستشفى، لتكون بالقرب من طفلها.

وقالت: “أنا قلقة عليه وأخاف من فقدانه..أنا مصدومة، لا أستطيع التعبير عن شعوري تجاه هذا الوضع، هل ستتوقف المولدات والأجهزة عن العمل في المستشفى؟ ماذا سيحدث لهؤلاء الأطفال وما هو مصيرهم؟ هل هذا يعني أنهم إذا نجوا من القصف، فلن ينجوا من الحصار الذي تفرضه علينا إسرائيل؟ آمل أن يتعافى طفلي بسرعة قبل أن ينفد الوقود بالكامل من المستشفيات”.

ربما يعجبك أيضا