لهذه الأسباب تغيّر موقف فرنسا من انضمام أوكرانيا لـ«الناتو»

محمد النحاس

من معارضة الانضمام أوكرانيا للناتو إلى الدعم الشديد لهذا المسار.. لماذا تغيّر الموقف الفرنسي؟


تعهد قادة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، في يوليو 2023، بتوجيه دعوة انضمام إلى أوكرانيا، عند إجماع أعضاء الحلف، وحين تستوفي شروط العضوية.

وحسب تقرير نشره موقع «وور أون فاير روكس» المتخصص بالشؤون الدفاعية، وأعده ديفيد كاديير ومارتن كوينز، فإن هذه النتيجة ليست مفاجئة، ما دامت الحرب الروسية الأوكرانية مستعرة، لكن ما أثار الاستغراب هو تبدل الموقف الفرنسي.

تغير الموقف الفرنسي

أوضح التقرير أنه في العام 2008، قاومت فرنسا وألمانيا الضغط الأمريكي لتوسيع الناتو ليضم أوكرانيا، لكن الآن انقلبت الآية، وبات لدى فرنسا موقف أكثر حماسًا من الموقف الأمريكي، في ما يتعلق بانضمام كيييف إلى الحلف.

وأذهل هذا التحوّل شركاء باريس من دول الناتو، بل وحتى المحللين الفرنسيين، وربما بعض الدبلوماسيين والمسؤولين العسكريين كذلك، وفق ما ذكره التقرير، لكنه هذه الدهشة مفهومة، لأنّ هذا التحول يغيّر الموقف، الذي تبنته فرنسا على مدار السنوات الأخيرة، ويناقض بعض المباردات، التي قادتها باريس.

الحرب الروسية والأوكرانية

غيّرت الحرب الروسية والأوكرانية، التي بدأت في 24 فبراير 2022، العديد من المواقف، بما في ذلك سياسة فرنسا تجاه المنطقة، وأوضح التقرير، أن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، عن التواصل الدبلوماسي مع روسيا، الذي أطلقه في العام 2019.

ولا يقف الأمر عند هذا الحد، بل تقدم فرنسا أسلحة ثقيلة لأوكرانيا، وقدمت دعمًا حاسمًا في ما يتعلق بمسار عضويتها في الاتحاد الأوروبي، في يونيو 2022، في حين كان الانضمام إلى الناتو، حتى وقت قريب، أمرًا بعيدًا للغاية. وفي ديسمبر الماضي، كان ماكرون لا يزال يصورها على أنها مشكلة أكثر من كونها حلًا.

ضمان الأمن الأوكراني

فسر التقرير هذا التحول في السياسة الفرنسية، طارحًا احتمالية أن يكون سلوك روسيا في الحرب أوصل صناع السياسة الخارجية والدفاع في فرنسا إلى نتيجة مفادها أن عضوية أوكرانيا في حلف الناتو، أفضل طريق لضمان أمنها على المدى الطويل، ومنع نشوب حرب مستقبلية تزعزع استقرار أوروبا.

وأوضح أن الرئيس الفرنسي يرى أن المادة 5 من ميثاق الحلف (الدفاع المشترك) أكثر ما قد يردع روسيا، وهو ما لفت إليه في قمة الحلف الأخيرة في العاصمة الليتوانية فيلنيوس، وفق التقرير.

تعزيز قوة الحلف الغربي

يوجد هدف آخر، ألمح إليه ماكرون مؤخرًا، وفق التقرير، يتمثل في ترسيخ القوة العسكرية الجديدة لأوكرانيا في الهيكل الدفاعي الغربي متعدد الأطراف، مشيرًا إلى أن أوكرانيا باتت مختلفة عما كانت عليه عام 2008، حين كان لديها جيش متواضع التدريب، واختراق روسي متعدد المستويات.

الآن تغير ذلك تمامًا، وفق التقرير، ومن المرجح أن تبرز أوكرانيا كقوة عسكرية كبرى في أوروبا، ويسهم ذلك، حال انضمامها، في تعزيز أمن الحلف. وفي عام 2008 أراد 20% فقط من الشعب الأوكراني انضمام بلدهم للحلف الغربي، أما الآن يرغب ما لا يقل عن 80% من الأوكرانيين بالانضمام إلى الناتو.

تكلفة أقل

العامل الثالث، الذي دفع فرنسا في هذا الاتجاه، هو أن عضوية الناتو قد تكون في نهاية المطاف أقل تكلفة، على المستويات الاقتصادية والسياسية والاستراتيجية لفرنسا وأوروبا من الخيارات الأخرى كافة.

أما في غياب عضوية الناتو، سيضطر أعضاء التحالف الغربي إلى تمويل الجيش الأوكراني لسنوات، من أجل ضمان قدرته على الدفاع عن نفسه ضد الاعتداءات الروسية المحتملة في المستقبل.

اقرأ أيضًا| البحر الأسود.. الموانئ الروسية في مرمى نيران أوكرانيا

اقرأ أيضًا| روسيا تلوح مجددًا باستخدام السلاح النووي.. هل يقع السيناريو المشؤوم؟

ربما يعجبك أيضا