«لوموند» تكشف عن زيف رواية قطع رؤوس 40 طفلاً إسرائيليًا بغلاف غزة

صحيفة فرنسية تكشف زيف ادعاء قطع رؤوس 40 طفلًا إسرائيليا

عبدالمقصود علي
هجوم طوفان الأقصى

كشفت صحيفة لوموند الفرنسية أن ادعاء إسرائيل العثور على 40 طفلاً مقطوعي الرؤوس في مستوطنة “كفار عزة” يوم 10 أكتوبر الماضي شائعة لا أساس لها من الصحة.

وأوضحت الصحيفة، أن الشهادات التي تحدثت عن جرائم قتل ونهب وتشويه، عقب هجوم حركة المقاومة الفلسطينية حماس يوم 7 أكتوبر انتشرت خلالها شائعة اتخذت أبعادا غير عادية.

رواية مزيفة

ذكرت أن ما أكده المكتب الصحفي للحكومة الإسرائيلية، بالعثور على 40 طفلاً مقطوعي الرؤوس في مستوطنة “كفار عزة”، لم يحدث هناك ولا في أي مستوطنة أخرى.

وقالت لوموند إنها قامت بتحقيق لإلقاء الضوء على الشائعة التي لم تفعل إسرائيل شيئًا لمحاربتها، بل حاولت في كثير من الأحيان استغلالها بدلًا من إنكارها، مما أدى إلى تأجيج الاتهامات بالتلاعب بوسائل الإعلام.

وشدد مراسل الصحيفة في القدس المحتلة صامويل فوري، الذي شارك في زيارة نظمها الجيش الإسرائيلي لعشرات الصحفيين والمراسلين الأجانب إلى كفار عزة، أنه عندما وصل إلى المكان كانت لا تزال الجثث في كل مكان، قتلى إسرائيليون ملفوفون في أكياس، أو مقاتلو “حماس” ممددون حيث سقطوا.

قال فوري إن المسؤول في لوموند اتصل به مباشرة بعد الزيارة التي استمرت 90 دقيقة، وسأله هل رأيت أطفالاً مقطوعي الرؤوس؟، ليرد “رأيت المعلومات على شبكات التواصل الاجتماعي وأنا في طريق عودتي، لكن لا يبدو أن هناك ما يؤكد ذلك”.

وتابع “لم يتحدث معي أي جندي عن ذلك، وقد تحدثت مع 6 منهم.. لا أعتقد أن هذه القصة ممكنة.. كان الجنود في الكيبوتس منذ اليوم السابق.. كان من الممكن توثيق مثل هذا الحدث الفظيع، ولم يصرح به أي جندي لأي من الصحفيين”.

حقيقة رواية قطع رؤوس 40 طفلاً إسرائيليًا بغلاف غزة

وأوضح الصحفي أنه اتصل بمنظمتين للإسعافات الأولية، ولم يذكر أحد قطع الرؤوس ولم ينكره، ولكن الصورة القوية -كما يقول- لها الأسبقية على الواقع، فهو يخدم تصوير “حماس” تجسيدا للشر المطلق.

ويشير صحفي لوموند إلى أن هذا كان أساس رسالته التي نشرها على موقع إكس في اليوم التالي لزيارة كفار عزة، ولكنه لاحظ بعد مرور بعض الوقت، أن منشوره لم يعد متاحا في فرنسا وبعض البلدان الأوروبية، وبالتالي ثبت لديه أن قصة الأطفال مقطوعي الرؤوس معلومات كاذبة.

وشددت الصحيفة أنه رغم نفي هذه الإشاعة في الخارج، فإنها لا تزال حية داخل إسرائيل ولا يزال الشارع الإسرائيلي يتحدث عن هذه القصة وكأنها حقيقية، والتشكيك فيها يعني بالنسبة لجزء كبير من الإسرائيليين التشكيك في هجمات 7 أكتوبر.

ربما يعجبك أيضا