ليبيا تتحول فيلم رعب.. مخاوف من تفشي الأوبئة وسط تعثر الإغاثة

إسراء عبدالمطلب

الجثث في كل مكان.. ووكالات الإغاثة تكافح للوصول إلى المناطق المنكوبة في ليبيا.


ناشد عمال الإنقاذ بمدينة درنة الليبية المدمرة، توفير المزيد من أكياس الجثث، بعد أن قتلت الفيضانات الكارثية الآلاف وجرفت الكثيرين إلى البحر.

وبدأت المساعدات الدولية تصل ببطء إلى المدينة الساحلية، بعد أن ضربت العاصفة دانيال الساحل الشمالي لليبيا، مساء السبت الماضي 9 سبتمبر 2023، ويخشى أن ما يصل إلى 20 ألف شخص لقوا حتفهم.

ليبيا .. « درنة » تحصي ضحايا " دانيال " .. و البحث جار عن 10 آلاف مفقود - موقع افرو نيوز

 مخاوف تفشي الوباء

حسب صحيفة الجارديان البريطانية، قال رئيس بلدية درنة، عبدالمنعم الغيثي: “نحن في الواقع بحاجة إلى فرق متخصصة في انتشال الجثث، أخشى أن تصاب المدينة بالوباء، بسبب كثرة الجثث تحت الأنقاض وفي المياه”. في حين قال مدير فريق البحث، لطفي المصراتي: “نحتاج إلى أكياس للجثث”.

وفي وقت سابق، قال وزير الطيران المدني في الحكومة التي تسيطر على شرق ليبيا، هشام أبو شكيوات، إن “البحر يلقي باستمرار عشرات الجثث”. وتعمل الدوريات البحرية على طول الساحل في محاولة لتحديد مكان الجثث التي جرفتها الأمواج، وتم نقل العديد منها إلى طبرق لتحديد هوياتهم.

الجثث في كل مكان

قال عامل إغاثة من بنغازي، عماد الفلاح، لوكالة أسوشيتد برس: “الجثث في كل مكان، داخل المنازل، في الشوارع، في البحر.. أينما ذهبت، تجد رجالاً ونساءً وأطفالًا قتلى، لقد فقدت عائلات بأكملها”.

وكانت هناك حاجة إلى دفن الجثث لتجنب انتشار المرض، لدرجة أنه تم دفن المئات بشكل جماعي في قبر واحد، وكان سكان درنة يطالبون بإنشاء مستشفى ميداني جديد حيث أصبح المستشفيان الموجودان في المدينة مشارح مؤقتة.

فرق إنقاذ من 12 دولة

قال رئيس بلدية درنة إن فرق الإنقاذ وصلت من مصر وتونس والإمارات وتركيا وقطر، وسترسل تركيا أيضًا سفينة تحمل معدات لإنشاء مستشفيين ميدانيين، و148 طاقمًا طبيًا للمساعدة في جهود الإنقاذ، وكذلك أعلنت المملكة المتحدة حزمة مساعدات أولية تصل إلى مليون جنيه إسترليني.

وقالت حكومة الوحدة، التي تسيطر على شرق ليبيا ومقرها طرابلس، يوم الأربعاء الماضي، إن 12 دولة أرسلت فرق مساعدات وإنقاذ إلى ليبيا، وذكرت عبر صفحتها على فيسبوك، إن المساعدات شملت فرق إنقاذ وإنعاش، وكلاب تعقب، ومستشفيات ميدانية، وأطقم طبية، وأجهزة استشعار حرارية، وفرق غوص وشفط مياه، وإمدادات غذائية، ومواد إيواء، وطائرات.

اقرأ أيضًا| إنفوجراف| 6 نصائح لتجنب حوادث السيارات في أثناء العواصف والتقلبات الجوية

 20 ألف قتيل

قال الغيثي لقناة العربية السعودية، إن عدد القتلى في المدينة قد يصل إلى ما بين 18 و20 ألفًا، بناء على عدد المناطق التي دمرتها الفيضانات.

ذكرت وسائل إعلام مصرية أن من بين ضحايا الفيضانات عشرات المهاجرين المصريين، الذين وصلت جثثهم، يوم الأربعاء الماضي، إلى بني سويف، على بعد قرابة 110 كيلومترات جنوب القاهرة.

اقرأ أيضًا| المناطق الاقتصادية الخاصة في دول الخليج.. قدرات تنافسية يصعب إنكارها

وتعدّ درنة وسوسة المجاورة، مراكز لآلاف المهاجرين، الذين يحاولون عبور البحر الأبيض المتوسط، بسبب قربهما من إيطاليا واليونان، وكان الكثير منهم يعيشون في مساكن فقيرة، بالقرب من الميناء.

 مصر ترسل مروحيات

تكافح وكالات الإغاثة للوصول إلى درنة، المدينة التي يزيد عدد سكانها على 100 ألف نسمة، لكن يعوقها تدمير الطرق، ما خلق حاجة للطائرات المروجية، التي قدمتها مصر بنحو رئيس.

ونقلت الجارديان عن صحفي ليبي، محمد الجرح، إن رجال الإنقاذ لم يصلوا بعد إلى بعض أجزاء المدينة، خاصة في الشرق، وكذلك مدينة سوسة الساحلية القريبة وبلدية الساحل، مضيفاً “حتى وقت متأخر من الليلة الماضية، سمعنا مناشدات من بعض الناجين تحت الأنقاض”.

 

ربما يعجبك أيضا