ليس في زمن الحرب فقط.. الضفة بين عنف المستوطنين ووحشية الجيش

العنف ضد الفلسطينيين في الضفة العربية يتفاقم بشكل كبير

محمد النحاس

بات من الواضح أن إسرائيل تنوي خلق نكبة جديدة لكن ليس في غزة وحدها.. فكيف ذلك؟


في خضم الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، والتي يمكن أن ترقى إلى “الإبادة الجماعية”، تعاني الضفة الغربية من معاناة من نوع آخر.

وبحسب مقال نشرته صحيفة “الجارديان” البريطانية، فإن هناك نوعين من العنف ضد الشعب الفلسطيني، فظائع الإبادة الجماعية في غزة، وعنف المستوطنين ووحشية الجيش في الضفة الغربية، والتي عادة ما يتم التغاضي عنها.

اعتداءات متكررة وانتهاكات لا تتوقف

بغض النظر عن مستواه ونطاقه، عادة ما يصنف العنف في الضفة الغربية دائمًا ضمن الفئة الثانية، ومع ذلك، وقع خلال الأسابيع الأخيرة تصعيدًا كبيرًا من جانب إسرائيل، بحسب الجارديان. 

وتابعت، يبدو أن الساسة في إسرائيل قرروا المضي قدمًا بينما تحتدم الحرب في غزة مستغلين تسليط الضوء عليها، ويلفت المقال إلى تعرض الفلسطينيين في الضفة الغربية إلى ألوان التنكيل بدءً من الاعتقالات دون تهمة، وتعذيب السجناء والحد من حرية التنقل، والتضييق الاقتصادي وإطلاق يد المستوطنين. 

وفي الأسابيع السبعة التي تلت الـ7  من أكتوبر، قتلت القوات الإسرائيلية والمستوطنون 221 فلسطينيًا في الضفة الغربية، وفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، وهو عدد أكبر مما قتل عام 2022 بالكامل، وأصيب 2955 شخصًا آخرين.

تزايد الاعتداءات

أصبحت الهجمات على مخيمات اللاجئين الفلسطينيين والقرى والبلدات أكثر تواترًا، وهي تحدث في وضح النهار، في حين كانت تُرتكب في السابق تحت جنح الظلام، وتُستخدم الطائرات المسيرة والقناصة لاستهداف الشباب الذين يرشقون الحجارة والمارة وأي شخص يتحدى تصرفات الجيش.

كما مُنعت الفرق الطبية في الضفة الغربية من علاج الجرحى، وأبلغت منظمة الصحة العالمية عن وقوع 229 هجومًا على “مراكز الرعاية الصحية” في الفترة ما بين 7 أكتوبر و28 نوفمبر وقع معظمها خلال مداهمات، وشملت الانتهاكات عرقلة سيارات الإسعاف، واحتجاز العاملين في مجال الرعاية الصحية واستخدام القوة ضدهم، وإجراء عمليات تفتيش عسكرية.

هجمات وحشية

وفقًا للجارديان، فإن المستوى الهائل من الدمار يظهر أن أهداف إسرائيل خلال هذه الحرب تذهب أبعد من “النكبة الثانية” في غزة وحدها. وقد استُهدف مخيم بلاطة للاجئين بغارة جوية في 18نوفمبر، ثم داهمت المركبات المدرعة والجرافات الإسرائيلية شوارعه الضيقة، مما ألحق أضرارًا جسيمة بالطرق المتدهورة بالفعل والبنية التحتية الأساسية.

ويتابع المقال بأن العمد لتخريب البنية التحتية، تكتيك إسرائيلي راسخ يسعى إلى تدمير الحياة اليومية وتنغيص مجرياتها، وفي مخيم جنين في وقت سابق من هذا العام، دمرت إسرائيل أنابيب المياه، وقطعت الكهرباء، وألحقت أضرارا بالطرق ودمرت السيارات.

السجناء الفلسطينيون

تم توثيق التعذيب المنهجي منذ فترة طويلة في نظام السجون الإسرائيلية، ويبدو أن الأمور قد ساءت، وبدأت إسرائيل حملة قمع شاملة ضد السجناء، بما في ذلك عزلهم عن العالم الخارجي. 

وحذرت منظمة العفو الدولية من إبقاء السجناء عراة ومعصوبي الأعين، وإجبارهم على إبقاء رؤوسهم منخفضة أو غناء الأغاني الإسرائيلية، ومنذ 7 أكتوبر، توفي 6 سجناء فلسطينيين في السجون الإسرائيلية، ولا يمكن اعتبار هذا العنف إلا بمثابة عقاب جماعي للسجناء الفلسطينيين.

اعتقالات بالجملة ومنع الاحتفال بخروج المحتجزين

حتى مع إطلاق سراح بعض السجناء الفلسطينيين كجزء من صفقة الرهائن بين حماس وإسرائيل، كانت إسرائيل تعتقل المزيد، وفقًا لنادي الأسير الفلسطيني، فمع إطلاق سراح 169 طفلاً و71 امرأة، تم اعتقال 260 فلسطينيًا آخرين بينهم طفل يبلغ من العمر 12 عامًا.

وفيما كانت عمليات الإفراج تجري كانت الحشود تتجمع للترحيب بالأسرى المحررين، لكن القوات الإسرائيلية أطلقت قنابل الصوت والرصاص والغاز المسيل للدموع، واستشهد البعض وأصيب العشرات، وفقًا لمقال الجارديان.

وخفضت إسرائيل عائدات الضرائب المتاحة للسلطة الفلسطينية، وألغت تصاريح العمل للفلسطينيين الذين كانوا يعملون في المستوطنات، ولم يتمكن العديد من المزارعين الفلسطينيين من قطف أشجار الزيتون بسبب عنف المستوطنين والجيش الإسرائيلي.

ما سبب استمرار المقاومة؟

حسب المقال، فعندما تتوقف الحرب في غزة وتخبو فلسطين مرة أخرى عن دائرة الأخبار، فإن هذا العنف الآخر سوف يستمر، بل وربما يتصاعد أكثر.

وتابع المقال، أن العالم سيفعل ما فعل على مدى عقود، وسيعود إلى التغاضي عمدا عن الاحتلال والحصار الإسرائيلي. وختامًا يفسر المقال تركيز جهود الفلسطينيين على المقاومة لهذا السبب الجذري، لهذا العنف المتواصل، وكوسيلة للتحرر من “الاستعمار الاستيطاني”.

ربما يعجبك أيضا