ليلة دامية في ليبيا.. ماذا حدث بمدينة الزاوية النفطية؟

لقي 4 أشخاص مقتلهم إثر اشتباكات بين جماعتين مسلحتين في الزاوية، وهي مدينة نفطية شمال غربي ليبيا.

وقال بيان صادر عن خدمة الإسعاف والطوارئ الليبية، اليوم الاثنين 24 إبريل 2023، إن الاشتباكات اندلعت ليلًا عند المدخل الغربي للمدينة، واستمرت حتى الفجر، قبل أن تعلن الأطراف المتحاربة الهدنة.

اشتباكات في الزاوية تتسبب في قتلى

نقل موقع “ليبيا أبديت” عن شهود عيان، أن من بين الضحايا شقيقين، هما منير ومحمد أبو زيد. وحسب ما ورد، أصابت قذيفة آر بي جي منزل عائلتهما في منطقة ديلا السكنية، ما أدى إلى وفاتهما على الفور.

وهدأت الأوضاع قليلًا ظهر اليوم الاثنين، وفق ما ذكرت خدمة الإسعاف والطوارئ، وتوقفت الجماعات المسلحة عن القتال، والتي قيل إنها تنتمي إلى حكومة الوفاق التي تتخذ من طرابلس مقرًّا لها.

اقرأ أيضًا: تحالف مصري قطري يفوز بعقد تنفيذ محطة كهرباء في ليبيا

وأشار “ليبيا أبديت” إلى إجلاء 30 عائلة من المنازل، عبر ممر آمن أنشأته فرق الإنقاذ التابعة للإسعاف وخدمة الطوارئ. وشدد مكتب الهلال الأحمر الليبي في الزاوية، في تصريحات له، على أن الأطراف المتحاربة توصلت إلى اتفاق لوقف القتال.

ما بين عنف تسبب في قتلى وهدوء الأوضاع نسبيًّا.. ماذا يحدث في الزاوية الليبية؟

إجلاء المدنيين العالقين

أضاف الهلال الأحمر الليبي أن هذا جاء بعد مطالبات عديدة من الخدمات الصحية بهدنة، للمساعدة في إجلاء المدنيين العالقين في مناطق الاشتباكات. وطالب الهلال الأحمر الجهات الأمنية بالتعاون في عمليات الإجلاء.

وتشهد مدينة الزاوية أعمال عنف منذ توتر الأوضاع السياسية في ليبيا، وتحديدًا منذ عام 2011، والاقتتال بين الجماعات المسلحة التي تسعى للسيطرة على السلطة، مستفيدة من الأزمة الأمنية في طرابلس.

اقرأ أيضًا: باشاغا: ترشحي لرئاسة ليبيا مرهون بظروف البلاد

وفي وقت سابق من هذا الشهر، أدت اشتباكات بين جماعات مسلحة في المدينة، إلى الحاق أضرار بالمدنيين وإصابة 3 أشخاص، ودمرت أعمال العنف مصفاة الزاوية، وهي أكبر مصفاة نفط في ليبيا، كانت تعمل بطاقة تصل إلى 120 ألف برميل يوميًّا.

ما بين عنف تسبب في قتلى وهدوء الأوضاع نسبيًّا.. ماذا يحدث في الزاوية الليبية؟

إجراء الانتخابات

يأتي هذا في الوقت الذي حثت فيه الأمم المتحدة القيادات الليبية على ضرورة التعاون، لإجراء الانتخابات قبل نهاية العام الجاري.

ووجه الممثل الخاص للأمين العام، رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم فى ليبيا، عبدالله باتيلي، دعوات إلى جميع الأطراف السياسية المعنية بالشأن الليبي، للتعاون والتحلي بروح التوافق لعودة الاستقرار في ليبيا.

اقرأ ايضًا: المبعوث الأممي لليبيا يطالب القيادات بضمان بيئة مواتية للانتخابات

وتطرق باتيلي إلى مشاوراته مع جميع الأطراف الليبية، والتي خلصت إلى التزام هذه الأطراف بالاستعداد لمناقشة المعايير الخاصة بإجراء الانتخابات، وقال إن القادة السياسيين اتخذوا إجراءات لدفع العملية السياسية إلى الأمام.

سحب المقاتلين الأجانب

أضاف باتيلي في تصريحات أبرزها موقع منظمة الأمم المتحدة، أن على المجتمع الدولي أن يظل يقظًا لزيادة تمكين نشاط المؤسسات الليبية والجهات السياسية الفاعلة تجاه الانتخابات، ووصف الوضع الأمني ​​العام في ليبيا بأنه لا يزال متوترًا.

وبشأن مسألة عودة المقاتلين والمرتزقة الأجانب من ليبيا، قال باتيلي: “يجب سحب المقاتلين الأجانب بطريقة منسقة ومتسلسلة ومتزامنة، لضمان عدم تحولهم إلى تهديد لأمن بلدانهم الأصلية”، مضيفًا أن العملية يجب أن تسهم أيضًا في مكافحة الإرهاب غير القانوني.

وشدد على أن العملية الانتخابية توفر فرصة فريدة للم شمل البلد كله، وقال إنه أشرك القادة السياسيين الليبيين الرئيسين من خلال “الدبلوماسية المكوكية” للبحث عن أرضية مشتركة، وتشجيعهم على تقديم تنازلات من شأنها تمهيد الطريق للانتخابات.

ما بين عنف تسبب في قتلى وهدوء الأوضاع نسبيًّا.. ماذا يحدث في الزاوية الليبية؟

كيفية إنجاح الانتخابات

قال باتيلي إن من الضروري لنجاح الانتخابات أن تشارك جميع شرائح المجتمع الليبي وأن تُسمع أصواتهم، وأن توفر الحملات الانتخابية فرصة للتنافس السلمي للرؤى والبرامج، وألا تكون فرصة لإثارة خطاب الكراهية والعنف.

وأضاف أن بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا قدمت الخبرات اللازمة لإعداد قوانين الانتخابات، إلى جانب دعم لجنة “6 + 6” التابعة لمجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة.