مؤتمر إعادة الإعمار.. كيف يمكن أن تبدو أوكرانيا بعد الحرب؟

محمد النحاس
مدينة باخموت

جهود غربية حثيثة لدعم أوكرانيا، ليس فقط عسكريًا، لكن إنسانيًا أيضًا وعلى صعيد إعادة الإعمار.


تعهد حلفاء أوكرانيا بتقديم إعانات غير عسكرية لإعادة إعمار بنيتها التحتية التي تداعت جراء الحرب التي بدأت 24 فبراير من عام 2022.

جاء ذلك خلال مؤتمر عقده المانحون في لندن بهدف حشد الجهود لإعادة الإعمار، ويقدر البعض أن الدمار الذي لحق بأوكرانيا يحتاج إلى ما لا يقل عن أموال خطة مارشال الشهيرة، التي قُدّمت لأوروبا في أعقاب الحرب العالمية الثانية.

مؤتمر لإعادة إعمار أوكرانيا

افتتح رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، الأربعاء 21 يونيو 2023، المؤتمر الذي استضافته لندن، وهو الثاني من نوعه بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا بهدف إعادة إعمارها، حسب ما نقلته وكالة أنباء أسوشيتد برس.

اقرأ أيضًا| روسيا لن تُهزم.. كيف يرى بوتين الحرب في أوكرانيا؟

ويشارك في المؤتمر الدولي أكثر من 1000 ممثل من 61 دولة، فيما تتآزر جهود العواصم الغربية لمساعدة أوكرانيا ليس فقط عسكريًّا، بل إنسانيًّا، ومن أجل إعادة الإعمار على المدى المتوسط والبعيد، ويمثل المؤتمر رسالة للروس، مفادها أن الحلفاء الغربيين ماضون قدمًا في دعم كييف.

حضور الرئيس الأوكراني

شارك الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، عبر تقنية فيديو كونفرانس، وقد أوضح أن هناك حاجة إلى “مشاريع حقيقية” لإعادة إعمار أوكرانيا، مردفًا “يجب أن ننتقل من الرؤية إلى الاتفاقات والمشاريع الفعلية”، وفقًا لتقرير أسوشيتد برس.

1000

سوناك – زيلينسكي

وحث الرئيس الأوكراني، الذي يضغط من أجل انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو) والاتحاد الأوروبي، القادة الغربيين على التحلي بـ”الشجاعة” للاعتراف بأن أوكرانيا جزء أساس من تحالفاتهم الاقتصادية والدفاعية.

أوكرانيا وجهود الإصلاح

أوضحت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، أنه “ليس لديها شك في أن أوكرانيا ستكون جزءًا من اتحادنا”، لكنها شددت في الوقت ذاته على أنه لا يزال يتعين على كييف تلبية بعض المتطلبات والإيفاء بمجموعة من الاشتراطات، قبل بدء محادثات الانضمام، بما في ذلك جهود مكافحة الفساد وإصلاح القضاء.

اقرأ أيضًا|روسيا تعيد نشر قواتها بجنوب أوكرانيا.. هل نجحت في صد الهجوم المضاد؟

وأشادت رئيس مفوضية الاتحاد الأوروبي بسرعة تنفيذ أوكرانيا لأجندتها الإصلاحية رغم الحرب، واعتبرت أن مثل هذه الإصلاحات سترسل “رسالة قوية” للمستثمرين بأنهم سيحصلون على مناخ به شفافية وإنصاف وتوافر للمؤسسات الضرورية لعملهم.

دور القطاع الخاص

من جانبه، لفت رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، إلى ضرورة الاستثمار الخاص، مبديًا أمله في أن يجري تشجيع الشركات من خلال إطار عمل جديد لتأمينها من المخاطر المحتملة للحرب.

في غضون ذلك، حثّ الدبلوماسيون والقادة السياسيون في المؤتمر شركات القطاع الخاص على الاستثمار في أوكرانيا بهدف إنعاش اقتصادها، الذي تضرر بشدة بعد ما يقرب من عام ونصف العام على اندلاع الحرب.

فرص استثمارية

تعهد حلفاء أوكرانيا بتقديم مليارات الدولارات على هيئة مساعدات غير عسكرية لإعادة إعمار البنية التحتية التي دمرتها الحرب، بالإضافة إلى دعم جهود محاربة الفساد، وتمهيد طريق البلاد إلى عضوية محتملة في الاتحاد الأوروبي.

وخلال المؤتمر، قال رئيس الوزراء البريطاني إن “الاقتصاد الأوكراني كان يحمل قبل الحرب فرصًا استثمارية ضخمة”، موضحًا أن “الفرصة ما زالت موجودة حتى اليوم، وقد أثبتت الحرب ما بإمكان أوكرانيا أن تقدمه”.

مساعدات ألمانية وأمريكية

من ناحيتها، أوضحت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، أن بلادها تخطط لتزويد أوكرانيا بمساعدات إنسانية إضافية بقيمة 381 مليون يورو (416 مليون دولار) هذا العام. ووصلت المساعدات الألمانية إلى كييف لـ16.8 مليار يورو منذ فبراير 2022، وفق موقع إذاعة صوت ألمانيا (دويتشه فيله).

وبحسب وزير الخارجية الألمانية، التي من المزمع أن تستضيف بلادها المؤتمر العام المقبل، يتمثل الهدف في “إعادة بناء أوكرانيا الملائمة للاتحاد الأوروبي”.

ومن جانبه سلّط وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، الضوء على أهمية جهود مكافحة الفساد التي تبذلها أوكرانيا، موضحًا أن بعض الأموال الأمريكية المقدمة لأوكرانيا ستخصص لتطوير الموانئ والبنية التحتية، ورقمنة الإجراءات الجمركية، وعرضت واشنطن 1.3 مليار دولار.

وقدر البنك الدولي تكاليف إعادة الإعمار بأنها سوف تتجاوز 400 مليار دولار، في حين توعدت بعض العواصم الغربية بأن تدفع موسكو “الفاتورة الباهظة”، على الرغم من أن معطيات الواقع تشي بأننا ما زلنا بعيدين عن مثل هذه المرحلة.

ربما يعجبك أيضا