مؤتمر الدفاع الدولي.. تعاون عالمي لإعادة رسم ملامح الأمن

إسراء عبدالمطلب
آيدكس ونافدكس 2023

يتيح معرض ومؤتمر الدفاع الدولي للشركات الناشئة التي تقل مدة خبرتها عن 5 سنوات المشاركة في المعرض وعرض منتجاتها وخدماتها على العديد من المستثمرين.


انطلق مؤتمر الدفاع الدولي اليوم الأحد 19 فبراير 2023، تحت رعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، القائد الأعلى للقوات المسلحة.

وجاءت نسخة هذا العام من المؤتمر تحت شعار “التأقلم والاستكشاف والتحول: إعادة رسم ملامح جوانب الأمن والمجتمع والتجربة الإنسانية في عصر التحول التكنولوجي”.

مؤتمر الدفاع الدولي

مؤتمر الدفاع الدولي

1800 مشارك

يصاحب المؤتمر معرضي (آيدكس ونافدكس2023) بدءًا من يوم 20 وحتى 24 فبراير الجاري، في مركز أدنوك للأعمال، بمشاركة دولية واسعة من القادة والمسؤولين ممثلي الجهات الدفاعية والأمنية والأكاديمية والشركات في المنطقة والعالم.

وتنظم مجموعة أدنيك مؤتمر الدفاع الدولي بالتعاون مع وزارة الدفاع و بشراكة استراتيجية مع مجلس التوازن، وتستقطب نسخة هذا العام ما يزيد عن 1800 مُشارك وبنسبة نمو تجاوزت 25% مقارنة بالدورة السابقة.

4 جلسات نقاشية

وفقاً لوكالة الأنباء الإماراتية (وام)، يشمل المؤتمر 4 جلسات نقاشية تتناول التبعات الاقتصادية والاجتماعية ومخاطر الاعتماد للتقنيات الحديثة، وتطوير المواهب وإدارة رأس المال البشري، وتأثير التقنيات على مستقبل العمليات الدفاعية.

وكذلك يناقش المؤتمر أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا والتقنيات المتقدمة، وذلك بمشاركة أكثر من 17 متحدثًا، بمن فيهم قادة، ووزراء، ومسؤولون كبار في قطاع الدفاع من مختلف دول العالم.

التكنولوجيا الحديثة

تنعقد الجلسة الأولى تحت عنوان “الوعد والتبعات: الآثار والمخاطر الاجتماعية والاقتصادية للانتشار المضطرد في تبني تقنيات جديدة مثل الذكاء الاصطناعي والتقنيات العصبية والعضوية والواقع الممتد”، وتتمحور حول التبعات الاقتصادية والاجتماعية ومخاطر الاعتماد واسع النطاق للتقنيات الحديثة، مثل الذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا العصبية والحيوية والواقع الممتد.

تأتي الجلسة الثانية بعنوان “المواكبة: كيف سيغير التضمين المتزايد للتكنولوجيا المتقدمة في أماكن العمل من مناهج تطوير المواهب وإدارة الموارد البشرية”، وتلقي الضوء على مساهمة تزايد اعتماد التقنيات المتقدمة في أماكن العمل على تغيير منهجيات تطوير المواهب وإدارة رأس المال البشري.

مستقبل العمليات العسكرية

تناقش الجلسة الثالثة التي تأتي بعنوان “التكنولوجيا في الطليعة: تأثير التكنولوجيا الناشئة على العمليات الحديثة ومستقبل الحروب” تأثير التقنيات الناشئة على العمليات الحديثة ومستقبل العمليات العسكرية.

ويختتم المؤتمر أعماله بالجلسة الرابعة بعنوان “الجبهات التالية: الغريزة البشرية وتحاول تجاوز أبعاد العالم الواقعي الحالي واستقراء”، وتدور حول سعي البشرية المتواصل لاستكشاف ما بعد الآفاق الحالية للعالم المادي وكوكب الأرض وتعزيز وصول البشرية إلى الفضاء والمجال الرقمي.

مؤتمر الدفاع الدولي

مؤتمر الدفاع الدولي

الشركات الناشئة

يتيح معرض ومؤتمر الدفاع الدولي للشركات الناشئة التي تقل مدة خبرتها عن 5 سنوات المشاركة في المعرض وعرض منتجاتها وخدماتها على العديد من المستثمرين، ما يفتح الكثير من الفرص أمامها للتطور والتعرف على الشركات الأخرى.

وحضر الافتتاح وزير الدولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل، عمر بن سلطان العلماء ، ووزير الدفاع في أرمينيا، سورين بابيكيان، ووزير الإنتاج الدفاعي في جمهورية باكستان، محمد اسرار تارين، ووزير الدفاع والخدمة الوطنية في تنزانيا، إنوسنت لوجا باشونجوا، ووزير الدفاع في منغوليا، سيخانبايار جورسيد.

الافتتاح

شارك أيضًا في الافتتاح وزير صناعة التكنولوجيا المتقدمة في أرمينيا، روبرت خانشاتريان، ووكيل رئاسة أمن الدولة للموارد البشرية في المملكة العربية السعودية، الفريق ناصر بن علي ناصر الصيخان، والوكيل المساعد للإسناد والصناعات الدفاعية في وزارة الدفاع، ونائب رئيس اللجنة العليا المنظمة لمعرضي آيدكس ونافدكس، اللواء الركن الدكتور مبارك سعيد بن جافان الجابري.

كما حضر كل من الأمين العام للتحالف الاسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، اللواء الطيار الركن محمد سعيد المغيدي، والأمين العام لمجلس التوازن، طارق عبد الرحيم الحوسني، والعضو المنتدب الرئيس التنفيذي لمجموعة أدنيك، سعادة حميد مطر الظاهري، إلى جانب عدد من كبار المسؤولين في جهات حكومية وخاصة محلية، وإقليمية ودولية.

تحقيق الأمن

قال وزير الدولة لشؤون الدفاع، محمد بن أحمد البواردي، خلال الكلمة الافتتاحية للمؤتمر، إن تحقيق الأمن يأتي في مقدمة أولويات دولة الإمارات لأنه يفتح المجال أمام مجتمعاتنا للعيش بكرامة في بيئة آمنة ويتيح الفرصة لحكوماتنا لبناء علاقات التعاون المثمر بين دولنا.

تابع محمد بن أحمد البواردي، أن الأمن يساهم في حل النزاعات بالحوار والتفاهم مما يؤدي إلى تحقيق سلام عالمي ويدفع بعجلة التقدم والازدهار، متابعًا أن الأمن لا يتحقق بالقوم والسلاح ولا بالتقنيات الحديثة وحدها.

منظومة وطنية متكاملة

أضاف أن الأمن منظومة وطنية متكاملة تنبع من أسلوب الحياة وثقافة المجتمع ومنجزاته القائمة على مجموعة من القيم والمبادئ الإنسانية التي تدعو إلى احترام حقوق المجتمعات الأخرى وثقافتها وتهدف إلى بناء علاقات إنسانية معها.

ودعا الوزير إلى التأمل في نموذج التسامح والتعايش السلمي الذي تقدمة دولة الإمارات، فبينما تحتضن  جاليات من جميع الشعوب والثقافات فهي تمنحهم الفرصة للعيش والعمل على أرضها بأمن وسلام، كما تسعى الدولة إلى بناء جسور التعاون مع دول العالم على أسس الإحترام المتبادل.

استقطاب الخبرات العالمية

قال المدير التنفيذي لشركة كابيتال للفعاليات، التابعة لشركة أبوظبي الوطنية للمعارض، سعيد بن خادم المنصوري، إننا نسعى في “أدنيك” إلى المساهمة في مسيرة نقل وتوطين المعرفة باستقطاب الخبرات العالمية، حيث يعد مؤتمر الدفاع الدولي منصة مثالية لحضور ومشاركة الخبراء من هذه القطاعات الحيوية، للاجتماع ومواصلة الأعمال، ما يؤكد مكانة أبوظبي كعاصمة إقليمية لقطاع سياحة الأعمال.

وأكد المنصوري أن دولة الإمارات تتمتع بثقة المجتمع الدولي، كوجهة عالمية آمنة، تعاملت بشكل استباقي مع جائحة كورونا واحتوتها، كما أنها قادرة على استضافة العالم مجدداً. وفي ظل مساعيها الرامية لاستقطاب الوفود من جميع أنحاء العالم، ستطبق “أدنيك” مجموعة واسعة من التدابير والإجراءات الوقائية التي تضمن صحة وسلامة جميع المشاركين والوفود في المؤتمر وفقاً لأعلى المعايير العالمية.

رؤية استراتيجية

قال الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، ورئيس وحدة التسلح بالمركز المصري للدراسات الاستراتيجية، أحمد عليبة، في تصريحات لشبكة رؤية الإخبارية، إن انعقاد مؤتمر الدفاع الدولي بالتوازي مع معرضي آيدكس ونافدكس هو أمر هام جدًا خاصة وأنه سيمثل رؤية استراتيجية كبيرة لأنه معرض دفاعي عالمي هام، كما يعد قيمة مضافة لمعارض الدفاع، وهو شيء لم يكن موجودًا من قبل.

أحمد عليبه

أحمد عليبه

وأضاف عليبة أن المؤتمر يمثل منصة لتقديم رؤية استراتيجية حول القضايا الفنية والقضايا الاستراتيجية المتعلقة بالتكنولوجيا وتقدمها ومخاطرها، وأن القضايا التي يتناولها المؤتمر هامة جداً لأنه يتحدث عن تداعيات التقدم التكنولوجي ومانسميه “الأتمتة” في الشؤون العسكرية، وانعكاسات الذكاء الإصطناعي على البشر، لأن دائمًا كان هناك تحدي يتزايد وهو “أنسنة الآلة” والخوف من أن تحل التكنولوجيا محل الإنسان.

واختتم عليبة قائلًا إنه من الجيد اهتمام المؤتمر بالاستفادة من مميزات التكنولوجيا وفي ذات الوقت حماية الإنسان من مخاطرها، مضيفًا أن إحدى محاور المؤتمر الهامة جدًا هي الأنسنة واستخدام الألة دون أن تمثل خطر على الإنسان وكيفية تسخير الآلة والتكنولوجيا لخدمة الإنسان وأن تكون في خدمة دفاعية له بدلًا من أن تمثل خطر عليه.

ربما يعجبك أيضا