ماذا قالت الجالية العراقية بأوروبا عن داعش و”يوم النصر”؟

سحر رمزي
رؤية – سحر رمزي 

أمستردام – وصفت الجالية العراقية بأوروبا ما عرف رسميًا بيوم النصر في العراق بـ”المؤامرة  المضحكة المبكية والنصر الكاذب”.  

واحتفلت العراق أول أمس  بالذكرى السنوية لما عرف رسميًا بـ”يوم النصر في العراق”، وهو مختلف بتمام المعنى عن بقية الأيام لديهم، لأنه يمثل موعد ولادة جديدة للعراق بعد النصر الكبير الذي تمكن العراقيون من تحقيقه على تنظيم “داعش” الإرهابي. 

الجالية العراقية بأوروبا  ترى أنه نصر كاذب، لأن العراق ومن خلفها إيران وأمريكا، يحتفلون بالانتصار على داعش التى أدخلوها مدن الموصل والأنبار وبيجي والحويجة وجرف الصخر وغيرها وقاموا بتدميرها وتهجير أهلها على حد قولهم على سبيل المثال:  تدمير 120000 وحدة سكنية وقتل 150,000 مدني 50% منهم أطفال ونساء  وتدمير 31 مدينة و200 ناحية وقصبة  1649 قرية وتدمير 80% من البنية التحتية والخدمية والصحية التي لها علاقة بحياة المدنيين وخمسة مليون نازح ومائة ألف و900,000 لاجئ في تركيا والأردن وسوريا ولبنان وتدمير 53 موقعًا آثريًّا منها كنائس وجوامع و مقابر تاريخية.
 
وفي تقرير حكومي عراقي مسرب، أظهر أن خسائر مرحلة داعش تعادل عشرة أضعافها أثناء الغزو الأمريكي.
 
وأوضحت الجالية، تنظيم داعش اندحر بشكل كبير بعد نحو 40 شهراً من اجتياحه لمساحات واسعة من الأراضي العراقية، تاركًا خلفه خسائر بشرية ومادية تعادل في بعضها 10 أضعاف ما خسره العراق في الغزو الأمريكي للبلاد في العام 2003، بحسب تقرير حكومي مسرب.
 
ووفق التقرير الصادر عن اللجنة الحكومية المشكلة من عدة وزارات، والذي سربه موظف رفيع المستوى في رئاسة الوزراء، وتم إعداده بهدف التحضير لمؤتمر المانحين الدولي المزمع عقده في الربع الأول من العام المقبل، ونشره موقع “العربي الجديد”، مؤخرًا، فقد بلغت الخسائر البشرية والمادية خلال 40 شهراً التي مضت، مستويات قياسية، تعادل في بعضها 10 أضعاف ما خسره العراق في الغزو الأمريكي للبلاد في العام 2003.
 
وحسب التقرير تشير الأرقام التقريبية إلى مقتل وإصابة أكثر من 150 ألف مدني، يشكل الأطفال والنساء نحو 50 في المائة منهم، غالبيتهم من سكان المحافظات الشمالية والغربية ومن المكون المجتمعي السني، في حين بلغت خسائر القوات العراقية النظامية نحو 50 ألف قتيل وجريح، واحتلت قوات الجيش العراقي فيها المرتبة الأولى، ثم جهاز مكافحة الإرهاب المرتبة الثانية، في أعلى معدل قتلى سقط لتشكيلات الجيش العراقي.
 
الخسائر المادية
 
 بلغت كلفة الخسائر في عموم مدن العراق أكثر من 100 مليار دولار، شملت 120 ألف وحدة سكنية بين تدمير كامل أو جزئي، فضلاً عن دمار لحق بأكثر من 80 في المائة من البنى التحتية، كالمستشفيات والمدارس ومحطات الماء والكهرباء والطرق والجسور والخدمات الأخرى، مثل المراكز الصحية والمباني الحكومية الخدمية وشبكات الاتصال والصرف الصحي والبنوك والمصارف وحقول النفط ومصافي التكرير وأنابيب نقل النفط والغاز والمعامل والمصانع الحكومية والأهلية.
 
وأكدت الجالية أن الموصل كانت أعلى مدن العراق تدميراً، تليها الرمادي ثم بيجي وجرف الصخر والفلوجة وتكريت، وبلغ عدد المدن والحواضر السكنية المدمرة 31 مدينة رئيسية من محافظات الأنبار ونينوى وديالى وصلاح الدين وكركوك وحزام بغداد وشمال بابل، فيما تم تسجيل 200 ناحية وقصبة وبلدة صغيرة ضمن المناطق المدمرة، مثل الصقلاوية وسلمان بيك والعياضية، فضلاً عن 1649 قرية.

وتم تسجيل 5.1 ملايين نازح داخل العراق، يتوزعون على 103 من المخيمات والمعسكرات والتجمعات.
 
وأضافت أن هناك نزوح في وسط وشمال البلاد، ونحو 900 ألف لاجئ في الأردن وتركيا ولبنان، وتم سب وانتهاك أعراض أكثر من 9 آلاف امرأة من الطائفة الأيزيدية، فضلاً عن سرقة وتدمير 53 موقعاً أثرياً مهماً في العراق، بينها كنائس ومساجد و قبور وأضرحة أنبياء وصحابة وتقول الجالية إنه وفقاً للموظف في رئاسة الوزراء، فإن التقرير غير رسمي، ولم تتم المصادقة عليه حتى الآن لاعتماده، كون الحرب ما زالت مستمرة. 
 
ضحايا داعش من السنة
 
أكدت  مصادر حقوقية في بغداد، بينها رئيس منظمة السلام لحقوق الإنسان العراقية محمد علي، وجود 80 ألف معتقل ومغيّب قسرياً، بينهم نحو 9 آلاف شخص لدى المليشيات.
 
ويضيف علي أن “غالبية ضحايا داعش للعراق هم من السنة”، مؤكداً أن “أبرز ملامح الأشهر الأربعين هو خلق دولة المليشيات أو دولة الظل المليشياوية، إذ خلقت هذه الفترة 37 مليشيا راديكالية مسلحة متورطة بقتل العراقيين على الهوية.
 
واعترفت الجالية بأنه “يمكن وصف تنظيم داعش بأنه أبشع تنظيم إرهابي عرفه التاريخ، وكلفة استئصاله كورم من العراق كانت باهظة، إذ أدت حروب استعادة المدن إلى مقتل وإصابة عشرات الآلاف من الأبرياء، بالقصف الجوي والصاروخي والمعارك.
 
ولفت إلى أن “خسائر العراق جراء دخول داعش لا يمكن حصرها بشكل دقيق الآن، لكن يكفي أن نقول اليوم إن لدينا جيشاً من الأرامل والأيتام والأميين حسب الجالية، وقد افتتحت أكثر من 80 مقبرة جديدة، ولدينا اليوم 456 مقبرة جماعية في عموم مدن البلاد، و3 ملايين طفل تركوا التعليم طيلة هذه المدة، كما أن لدينا نسبة فقر مخيفة في المدن المنكوبة بداعش تصل إلى 45 في المائة، وبطالة تفوق الأربعين في المائة.
 
يقول مقرر لجنة حقوق الإنسان العراقية، أرشد الصالحي، إن “الذكرى ليست مرور 40 شهراً على اجتياح داعش، بل على بدء الصفحة الثانية من مشروع تدمير العراق، فكانت لدينا بعد الغزو الأمريكي صفحة القاعدة، واليوم داعش، وغداً الصفحة الثالثة والأخيرة وهي تقسيم العراق، وبدأت بالاستفتاء في إقليم كردستان.
 
ويضيف الصالحي، أن “العراق تكبد خسائر مرعبة خلال هذه الفترة من التنظيم الذي لا دين ولا مذهب له، وخلف لنا عشرات الآلاف من الضحايا ودماراً لا يشبه أي دمار آخر شهدته أي دولة في العالم”.
 
ويوضح أنهم “يخرجون من المدن واحدة تلو الأخرى، فكيف يخرجون وإلى أين، ومن سمح لهم بالخروج؟ هذه أسئلة تريد إجابات على الأقل من ذوي الضحايا”، واصفاً أبرز الخسائر بأنها “بشرية، ومن ثم التفكك الاجتماعي الذي حل بالعراق بعد سيطرة داعش للمدن العراقية.
 
من جانبه، يقول القيادي في التحالف الحاكم في العراق، عباس البياتي، إن “الفترة الماضية كانت الأقسى على سكان مدن شمال وغرب العراق”، ويضيف “40 شهراً من المعارك والتدمير قامت بها داعش تزامنت مع انخفاض أسعار النفط واحتياجات المعركة.
 
خسائر 100 مليار دولار
 
إن “خسائر العراق المالية بلغت نحو 100 مليار دولار، وتحتاج لأكثر من 10 سنوات لإعمار ما تم تدميره، لكن للأسف خسرنا الكثير من الأبرياء بسبب هذا الورم الخبيث الذي دخل العراق”.
 
ويقول عضو لجنة الأمن والدفاع العراقية، النائب حامد المطلك، إن “الأضرار كانت لا توصف، وما زاد من المعاناة الفساد والإفراط باستخدام القوة من قبل القوات العراقية في تحرير المدن من سيطرة التنظيم الإرهابي وجرائم وانتهاكات بعض المليشيات بحق المدنيين”.
 
ويضيف “حصاد داعش أكبر من أن يحصر بالأرقام، لكن يكفي القول إن مدناً مسحت بالأرض، وعوائل شردت، ونفوساً دمرت وبلاء كبيراً حل بالعراقيين السنة على يد من ادعى زوراً وكذباً أنه يمثلهم، سواء في العراق أو سوريا”.

ربما يعجبك أيضا