ماذا قال أبرز الكتاب الأمريكيين عن الازمة الأوكرانية؟

أحمد ليثي

أدان الكثير من الكتاب الأمريكيين قرار بوتين بالاعتراف بالجهوريتين الشعبيتين لوهانسك ودنستيك


مع حشد القوات الروسية على حدود أوكرانيا، تسعى الولايات المتحدة وحلفاؤها للوصول إلى الصيغة الصحيحة لإبلاغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتصميمهم على منع الحرب، وإثنائه عن شن غزو.

في خطابه أمس، أشار بوتين بشكل مكثف إلى التاريخ القيصري الروسي والسوفيتي وما بعد الشيوعي، تبريرًا لما يقوم به الكرملين تجاه أراضي أوكرانيا منذ عام 2014، وتميز الخطاب بتشويهه لهذا التاريخ وعدد من الإغفالات الصارخة لحقائق ظهور الوعي الوطني الأوكراني للاستقلال عن روسيا.

كتاب أمريكان يحمّلون بايدن المسؤولية

في مقالها بالسي إن إن، تقول فريدا جيتيس إن أمريكا كلها كانت تعرف أن بايدن لن يستطيع تحمل 4 سنوات من العمل المضني في رئاسة أمريكا، وقالت إن أعداءنا الطغاة في الصين وروسيا رأوا ضعف رئيسنا واضحًا، ولذلك تجرأ بوتين على الاعتراف بجمهوريتين مستقلتين فيما تقف أمريكا متفرجة.

من جهة أخرى، وعد بايدن بفرض عقوبات سريعة وشديدة على روسيا، لكنه يعلم تمامًا أنه غير قادر على المساس بمنتجي الطاقة في روسيا، خوفًا من ارتفاع أسعار النفط الذي يتسبب في أزمة للأمريكيين، ويسهم في هبوط استطلاعات الرأي للديمقراطيين، كما أن فرض عقوبات على اقتصاد بحجم روسيا مهمة محفوفة بالمخاطر.

المعارضة الروسية تدين بوتين

قال زعيم المعارضة الروسية أليكسي نافالني، المسجون بعد المحاولة الفاشلة لتسميمه، إن الفساد استنزف قدرات الدولة الروسية لدرجة أنها غير قادرة على فعل أي شيء بكفاءة، بما في ذلك قتل خصم سياسي.

ويذكر أيدو فوك في موقع ذا نيو ستيتمينت، أن المحاولات الروسية المضحكة لصنع ذريعة للحرب أو تصعيد التوترات لفرض مزيد من المفاوضات لن تقنع الكثيرين خارج البلاد، خاصة تلك المزاعم الكاذبة بأن القوات الأوكرانية فجرت سيارة دفع رباعي قديمة في ساحة انتظار سيارات في وسط دونيتسك، أو الغموض الاستراتيجي الأوسع في كييف الذي يُفترض أنه يخطط لهجوم ضخم في اللحظة المحددة التي يصل فيها ما يصل إلى 200 ألف جندي روسي حشدوا على الحدود.

هل تتميز أوكرانيا بهوية قومية؟

من جهته، يقول توني باربر في مقاله بجريدة فاينانشال تايمز، إن بوتين بدأ خطابه بالتأكيد على أن الأوكرانيين كانوا يسمون أنفسهم بالروس الأرثوذكس، إنكارًا لفكرة الأمة الأوكرانية المنفصلة عن روسيا، لكن أسلاف الأوكرانيين كانوا معروفين بأسماء مختلفة يغفلها بوتين، فأطلقت عليهم الإمبراطورية القيصرية “الروس الصغار”.

يتابع باربر “في القرن التاسع عشر، مع صعود القيصرية وظهور الكتاب الوطنيين مثل الشاعر الوطني تاراس شيفتشينكو، بدأت فكرة الهوية الأوكرانية الحديثة في الانتشار، وتغافل بوتين أن الحكومة القيصرية لروسيا شعرت بوجود تهديد من نمو الوعي القومي الأوكراني في القرن التاسع عشر، كما أن أوكرانيا الحديثة أُنشئت بالكامل على يد روسيا”.

تاريخ القلق الروسي من الغرب

يقول جيفري ساكس في مقاله بجريدة فاينانشال تايمز، لطالما خشيت روسيا من الغزوات من الغرب، سواء من قبل نابليون أو هتلر أو الناتو، لهذا السبب، جادل استراتيجيي السياسة الخارجية الأمريكية الأكثر حكمة، بمن فيهم وزير دفاع بيل كلينتون وليام بيري، ورجل الدولة العظيم والدبلوماسي جورج كينان والسفير السابق لدى الاتحاد السوفيتي، جاك ماتلوك، بأن توسع الناتو إلى الشرق غير ضروري ومتهور واستفزازي.

رغم تكرار الدول الغربية تأكيدات غير رسمية إلى الاتحاد السوفييتي، بأن الناتو لن يتوسع إلى الشرق بعد توحيد ألمانيا، تصرفت الولايات المتحدة وحلفاؤها بشكل مخادع، مستخدمين الحجج السفسطائية للادعاء بأن التعهدات السابقة لم تكن ملزمة، خاصة حين فتح جورج بوش الباب أمام أوكرانيا وجورجيا لدخول عضوية النيتو.

المواجهة لم تنته بعد

جاء في افتتاحية جريدة نيويورك تايمز الأمريكية، أن الرئيس الأمريكي بايدن كان على حق في عدم المبالغة، وتقديم استراتيجية لمواجهة بوتين، وأعرب عن استعداده للقاء السيد بوتين مرة أخرى، فيما كان قادة ألمانيا وفرنسا على اتصال دائم به.

وتتابع الافتتاحية، أن المواجهة لم تنته بعد، فيوجد المزيد من الخدع التي يمكن أن تتجنبها روسيا في إرسال الدبابات عبر الحدود، بما في ذلك نوع المشكلات التي تسببها في شرق أوكرانيا أو الهجمات الإلكترونية، مثل تلك التي يعتقد المسؤولون الغربيون أنها قدمتها مؤخرًا ضد البنوك الأوكرانية.

وأوضحت الافتتاحية، أن الاعتراف بالجموريتين الشعبيتين لا يوجد مبرر روسي له، وهو عمل غير قانوني، ولم يُتخذ هذا القرار إلا لاستفزاز الدول الغربية، فيما أشارت الافتتاحية أن الكارثة التي تصيب أوكرانيا وروسيا في حالة الغزو الكامل تستدعي مواصلة منح الدبلوماسية فرص.

الأولوية لحل دبلوماسي سلمي

وقال الكاتب أندرو لوهسن في مقال نشره مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إن على إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أن تجري مناقشات فورية مع نظرائها في كييف وعواصم أوروبية أخرى لتطوير خطط للاستجابة لهذه الخطوة، لافتًا إلى أن الغرب ركز، حتى الآن، على ردع العمل العسكري الروسي في أوكرانيا، ولكن ليس من الواضح تمامًا كيف سيرد على اعتراف الكرملين بدونتسك ولوغانسك كدولتين مستقلتين.

وأفاد الكاتب بأنه يجب على الأمريكيين والاتحاد الأوروبي الاستمرار في التأكيد على اهتمامهم بالتوصل إلى حل سلمي للنزاع شرق أوكرانيا وإيجاد حل دبلوماسي للمأزق بشأن المطالبات الروسية الأخيرة، كما ينبغي على المسؤولين الأوكرانيين الاستمرار في التأكيد على التزامهم بخدمة جميع المواطنين الأوكرانيين، وبناء مجتمع شامل وديمقراطي.

ربما يعجبك أيضا