ما أهمية شهادة “مولر” أمام مجلس النواب الأمريكي؟

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

بعد أربعة أشهر على صدور تقريره النهائي حول نتائج التحقيقات في مزاعم التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية، عاد المحقق الخاص روبرت مولر للإدلاء بشهادة علنية أمام مجلس النواب بحكم استدعاء قانوني.

ورغم أن شهادة مولر تحت القسم وكمحقق سابق لم تأت بجديد في ظل إلزامه من قبل وزارة العدل بعدم الخروج عن نتائج التقرير النهائي الذي حمل اتهاما لروسيا بالتدخل في الانتخابات الأمريكية ولم يبرئ الرئيس دونالد ترامب من تهم عرقلة مسار العدالة، إلا أن فتح نتائج التقرير من جديد قوبل من الحزب الديمقراطي بآمال في أن يدفع نحو عزل الرئيس بينما رأى فيه الجمهوريون فرصة للتأكيد العلني على عدم وجود تواطؤ بين حملة ترامب الانتخابية وروسيا.

مولر.. الشاهد الوحيد لكنه الأقل كلاما

بعد طول انتظار حضر المحقق الخاص السابق جلسة عاصفة بالكونجرس للدفاع عما جاء في تقريره بشأن التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية الأخيرة.

في رد مباشر على تصريحات ترامب، نفى مولر أن تكون التحقيقات قد برأت ترامب بشكل تام، وقد أشار إلى أن إرشادات وزارة العدل هي التي حالت دون محاكمة الرئيس وهو ما يزال في السلطة.

مولر أكد أن تقريره لم يبرئ الرئيس بشكل تام كما أعلن ترامب، لا سيما من شبهة عرقلة سير العدالة، وفي الوقت نفسه لم يوجه أي تهم إلى الرئيس.

إثبات التدخل الروسي

مولر لم يجب عن الكثير من الأسئلة التي تحيط بتحقيقات لا تزال جارية وأحال غالبية الأسئلة إلى نص التقرير، وأكد أنه لا يملك معلومات أكثر من تلك الموجودة في تقريره وأنه تحدث مراراً عن الدور الذي لعبته روسيا في الانتخابات الرئاسية التي فاز بها ترامب عام 2016  الأمر الذي أثار غضب أعضاء اللجنة خاصة الجمهوريين.

وأكد مولر الذي قدم إجابات مختصرة أن نتائج التحقيق أثبتت تدخل روسيا بشكل ممنهج وواسع في الانتخابات.

وقال مولر “”طوال مسيرتي المهنية شهدت العديد من التحديات التي واجهتها ديمقراطيتنا جهود الحكومة الروسية للتدخل في انتخاباتنا هي من أخطر الجهود أنه تستحق جلب اهتمام كل أمريكي”.

البيت الأبيض يصف الجلسة بـ”الإحراج الكبير”

بدوره وصف البيت الأبيض الجلسة بـ”الإحراج الكبير” للديمقراطيين، الذين أصرّوا على تقديم مولر لشهادته اعتقاداً منهم أنها ستقدم مادة دسمة لحملتهم الانتخابية ولقطات تليفزيونية شيقة تعطي الروح لتقرير طويل وممل، لكنهم لم يحصلوا على ما يريدوا بعدما التزم مولر بنص التقرير وأعلى درجات ضبط النفس.

ويأمل الديمقراطيون الذين قضوا الوقت في قراءة أجزاء من التقرير تظهر الرئيس في صورة سلبية لاستغلال تقرير مولر لمساعدتهم في عزل ترامب الذي أعلن عزمه الترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة.

ويعتقد “جيرولند نادلر” عضو اللجنة القضائية في مجلس النواب أن مجرد إخبار مولر للشعب الأمريكي ما يتضمنه تقريره هو أمر مهم جدا لأنه جرى لعدة أشهر الخلط بين محتويات التقرير من قبل النائب العام ومن قبل الرئيس.

ترامب.. ليس المتهم الوحيد

لم تستهدف تحقيقات مولر في التدخل الروسي المزعوم بالانتخابات الرئاسية الأمريكية دونالد ترمب مباشرة. لكنها أفضت إلى اتهامات شملت 34 شخصًا منهم مستشارون مقربون من الرئيس.

على رأس هؤلاء “بول مانافورت” مدير حملة ترامب السابق والمدان في 8 تهم بالاحتيال الضريبي والمصرفي، و”مايكل كوهين” المحامي السابق لترامب والذي وصف ترامب في شهادته أمام مجلس النواب بـ”العنصري المحتال والمخادع” وقال إن ترامب طلب منه الصمت خول اتصالاته بروسيا.

فضلا عن “مايكل فلين” أحد مستشاري ترامب والذي اعترف بالكذب في شهادته أمام الـ”إف بي أي” حول لقاء السفير الروسي وأصبح شاهد متعاونا منذ ديسمبر 2017.

وكذلك “جورج بابادوبولوس” مستشار سابق في حملة ترامب بعدما اعترف بالكذب أمام الـ”إف بي آي” بشأن اتصالاته مع الروس عام 2016.

القائمة تضم أيضاً “ريك غيتس” مستشار سابق في حملة ترامب والمتهم بالاحتيال المصرفي وغسيل الأموال، و”كارتر بايج” رجل أعمال وضع تحت المراقبة لصلات مشبوهة بالروس عام 2016، و”روجي ستون” الذي عمل مستشارا لترامب لفترة طويلة وقد اتهم بالإدلاء بتصريحات كاذبة تتعلق بعلم حملة ترامب برسائل بريدية مسروقة للمرشحة الديمقراطية قبل إعلانها.
 

ربما يعجبك أيضا