ما حدود المشاركة الأمريكية في الدفاع عن إسرائيل؟

التدخلات الأمريكية السابقة في المنطقة كانت باهظة التكلفة.. هل تكرر واشنطن التجربة؟

آية سيد
ما حدود المشاركة الأمريكية في الدفاع عن إسرائيل؟

أثارت التحركات الأمريكية الأخيرة التساؤلات عمّا إذا كان الرئيس الأمريكي مستعد فعلًا للتورط في حرب جديدة في الشرق الأوسط.


تعهدت الولايات المتحدة بتقديم الدعم لإسرائيل وأرسلت إليها مساعدات عسكرية، في ظل قصفها لقطاع غزة ردًا على هجوم حماس.

لكن التدخلات الأمريكية السابقة في المنطقة كانت باهظة التكلفة، سياسيًّا واقتصاديًّا، ومن ناحية الأرواح الأمريكية، فما مدى استعداد الولايات المتحدة للتورط في حرب جديدة في الشرق الأوسط؟

تحركات أمريكية

أرسلت الولايات المتحدة حاملتي طائرات إلى شرق المتوسط، وتحمل كل واحدة منهما 70 طائرة على متنها. كما وضع الرئيس الأمريكي، جو بايدن، آلاف القوات الأمريكية في حالة تأهب للتحرك إلى المنطقة إذا لزم الأمر، وفق تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، أمس الاثنين 23 أكتوبر 2023.

ولفت التقرير إلى أن الولايات المتحدة هي أكبر داعم عسكري لإسرائيل، إذ تقدم لها مساعدات دفاعية بقيمة 3.8 مليار دولار سنويًا. وكذلك فإن الطائرات التي تقصف غزة حاليًا، ومعظم الذخيرة دقيقة التوجيه التي تستخدمها إسرائيل، وصواريخ القبة الحديدية، أمريكية الصنع.

ما حدود المشاركة الأمريكية في الدفاع عن إسرائيل؟

الدعم العسكري الأمريكي لإسرائيل في حربها على غزة

وأرسلت واشنطن إمدادات إضافية من هذه الأسلحة حتى قبل أن تطلبها تل أبيب. ويوم الجمعة الماضي، طلب بايدن من الكونجرس الموافقة على تمويل بقيمة 14 مليار دولار لإسرائيل. واليوم التالي، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أنها سترسل منظومة ثاد والمزيد من منظومات باتريوت لإسرائيل.

خطوة أولى

أثارت هذه التحركات الأمريكية التساؤلات عما إذا كان الرئيس الأمريكي مستعد فعلًا للتورط في حرب جديدة في الشرق الأوسط، خاصة أنه من المقرر إجراء انتخابات الرئاسة الأمريكية هذا العام، وفق بي بي سي.

وفي هذا السياق، رأى السفير الإسرائيلي السابق في الولايات المتحدة، مايكل أورين، أن بايدن اتخذ خطوة أولى بتحريك حاملتي الطائرات في المنطقة. وقال، “أنت لا تُشهر هذا النوع من السلاح إلا إذا كنت مستعدًا لاستخدامه”.

ملاذ أخير

من جهته، قال مدير الأمن الدولي بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، سيث جونز، إن الولايات المتحدة ستكون مترددة جدًا بشأن المشاركة العسكرية المباشرة في الحرب في غزة.

وحسب بي بي سي، أشار جونز إلى أن وجود حاملتي الطائرات قد يكون مفيدًا “دون إطلاق رصاصة واحدة”، بفضل قدرتهما على جمع المعلومات الاستخباراتية وتوفير الدفاعات الجوية. وقال إن أي مشاركة ستكون بمثابة “ملاذ أخير”.

يو إس إس فورد 1

معلومات عن حاملة الطائرات يو إس إس جيرالد فورد

التهديد الرئيس

لفتت الهيئة البريطانية إلى أن أكثر ما يُقلق إسرائيل والولايات المتحدة الآن هو التهديد الناشئ من حزب الله، على الحدود الشمالية لإسرائيل.

وتشكل الجماعة المدعومة إيرانيًا تهديدًا أكبر من تهديد حماس في غزة. وتمتلك ترسانة من حوالي 150 ألف صاروخ، أقوى وأكثر دقة من صواريخ حماس. وتبادل حزب الله إطلاق النار مع إسرائيل.

مخاوف من تدخل حزب الله

يخشى أورين أن حزب الله قد يتدخل عندما تصبح إسرائيل “متوغلة داخل غزة ومنهكة”. ورأى أنه إذا حدث ذلك، قد تستخدم الولايات المتحدة قوتها الجوية لضرب أهداف داخل لبنان، مستبعدًا أن ترسل واشنطن قوات على الأرض.

وعلى الجانب الآخر، أقر جونز، من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، بخطر اتساع دائرة الصراع، لكنه يعتقد أن الردع الأمريكي “يزيد من تكلفة المخاطر على إيران ووكلائها”.

وحسب بي بي سي، قال جونز إنه في حالة مشاركة حزب الله في عملية هجومية كبرى من شمال إسرائيل، “سيواجه ردًا قويًا”، مشيرًا إلى أن القوات الأمريكية في المنطقة تعرضت من قبل لهجمات محدودة من الجماعات المرتبطة بإيران.

دعم محدود

لفتت بي بي سي إلى أن زيارة بايدن لإسرائيل الأسبوع الماضي أظهرت أن الدعم الأمريكي لإسرائيل مشروط. فالرئيس الأمريكي يريد من إسرائيل السماح للمساعدات الإنسانية بدخول غزة، ولا يريد أن تحتل إسرائيل القطاع إلى أجل غير مسمى، لأن هذا سيكون “خطأ كبيرًا”، على حد تعبيره.

وقد يكون الدعم الأمريكي محدود زمنيًا. وفي هذا الشأن، رأى المحلل العسكري والكاتب بصحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية، يعقوب كاتس، أن دعم أمريكا لإسرائيل سيتعرض للضغط بمجرد أن تبدأ الأخيرة عمليتها العسكرية في غزة وتتصاعد الخسائر المدنية، وقد يخف في غضون أسابيع.

وقال: “لا أرى أن إسرائيل ستحصل على مهلة من أمريكا أو العالم لهجوم بري يستمر أكثر من ذلك”. وأشارت بي بي سي إلى أن الولايات المتحدة تأمل أن دعمها العسكري لإسرائيل وجودها العسكري المعزز في المنطقة سيكونا كافيين لمنع اتساع دائرة الصراع.

ربما يعجبك أيضا