حرب إسرائيل وحماس تختبر قطاع الدفاع الأمريكي

آية سيد
حرب إسرائيل وحماس تختبر قطاع الدفاع الأمريكي

تواجه القاعدة الصناعية الدفاعية الأمريكية تحديًا بعد تعهد الولايات المتحدة بإمداد إسرائيل وأوكرانيا بالأسلحة.


في حين تواصل إسرائيل قصفها العنيف لقطاع غزة، وتجهز لاجتياحه بريًّا، يستعد مصنعو السلاح الأمريكيون لزيادة إمدادات الأسلحة إلى تل أبيب.

لكن المحللين يرون أن هذا يشكل تحديًّا على القاعدة الصناعية الدفاعية المنهكة، التي تتعرض لضغوط بسبب دعم أوكرانيا، والحاجة إلى تجديد مخزون وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) المستنفد، وفق ما جاء في تقرير لصحيفة فاينانشال تايمز البريطانية.

احتياجات متزايدة

حسب تقرير الصحيفة، المنشور اليوم الثلاثاء 17 أكتوبر 2023، تطلب إسرائيل ذخيرة وصواريخ اعتراضية لمنظومة القبة الحديدية، إضافة إلى ذخيرة جو-أرض دقيقة، وقذائف دبابات من عيار 120 ملم، في حين تحصل أوكرانيا على مئات الدبابات والمركبات المدرعة.

حرب إسرائيل وحماس تختبر قطاع الدفاع الأمريكي

قذائف مدفعية

لكن مع استمرار الصراع، يقول المحللون إن القوات الإسرائيلية قد تحتاج إلى نفس نوع منظومات الصواريخ الموجهة، التي تنفد الآن من أوكرانيا، ومن ضمنها المسيّرات المسلحة، وقذائف المدفعية من عيار 155 ملم.

تأكيد أمريكي

أصر الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الذي تعهد بتزويد إسرائيل وأوكرانيا بكل الأسلحة التي تحتاجان إليها، على أن الولايات المتحدة يمكنها تلبية الطلب، وإبقاء البنتاجون جاهزًا لحالات الطوارئ الأخرى، مثل الحرب على تايوان.

وحسب ما نقلت فاينانشال تايمز، قال بايدن، في مقابلة تليفزيونية أول أمس الأحد: “نحن الولايات المتحدة الأمريكية، أقوى دولة في تاريخ العالم. يمكننا الاهتمام بالأمرين معًا والحفاظ على دفاعنا الدولي الشامل”.

جرس إنذار

يقول المحللون إن حرب أوكرانيا دقت جرس إنذار لصناعة الدفاع الأمريكية، التي كانت تقلل من أهمية إنتاج الأسلحة اللازمة للحروب البرية التقليدية وتركز أكثر على منظومات المراقبة والاستطلاع المتطورة تكنولوجيًا اللازمة لمهام مكافحة الإرهاب وردع الصين في منطقة الباسيفيك.

ووفق الصحيفة البريطانية، فإن الحاجة إلى الانتقال سريعًا إلى زيادة إنتاج الأسلحة التقليدية تعطلت بسبب النقص في الإمدادات والعمالة ما بعد جائحة كوفيد-19.

وفي هذا السياق، قالت المحللة بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، سينثيا كوك: “هدف دعم الصناعة يشير إلى أننا إذا أرسلنا هذه الأسلحة إلى إسرائيل، سيتعين علينا بدء جزء جديد من القاعدة الصناعية، ربما أسرع مما اعتقدنا”.

الدعم الأمريكي

نقلت فاينانشال تايمز عن مسؤول دفاعي أمريكي أن الولايات المتحدة تزود الجيش الإسرائيلي “سريعًا” بموارد إضافية، مثل الذخيرة والمعدات. ووصلت أول شحنتين من المساعدات العسكرية الأمريكية إلى إسرائيل الأسبوع الماضي، وشملت قنابل صغيرة القطر وذخيرة أخرى.

حرب إسرائيل وحماس تختبر قطاع الدفاع الأمريكي

منظومة القبة الحديدية

وقالت الولايات المتحدة إنها ستزيد شحنات الصواريخ الاعتراضية لمنظومة القبة الحديدية الإسرائيلية. وقال المسؤول الدفاعي الأمريكي: “خرجت بعض صواريخ القبة الحديدية الاعتراضية من المخزون الأمريكي وذهبت إلى الإسرائيليين في وقت قصير”، مضيفًا أن الولايات المتحدة سترسل صواريخ اعتراضية إضافية لإسرائيل.

وتوقع المسؤولون الأمريكيون أن تل أبيب ستحتاج إلى صواريخ اعتراضية إضافية بخلاف تلك المدرجة في حزمة المساعدات الفتاكة، التي تقدمها الولايات المتحدة لإسرائيل. وتحصل إسرائيل على مساعدات عسكرية أمريكية سنوية بقيمة 4 مليارات دولار.

صناعة الأسلحة

تشترك شركة “آر تي إكس” الأمريكية مع شركة “أنظمة رافائيل الدفاعية المتقدمة” الإسرائيلية في إنتاج الصواريخ الاعتراضية، المعروفة بصواريخ “تمير”، ويجري تجميعها في إسرائيل.

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن الأسلحة الأخرى التي طلبتها إسرائيل، التي تشمل منظومات جو-أرض مثل ذخائر الهجوم المباشر المشترك، وصواريخ “هيلفاير”، والقنابل صغيرة القطر، تستطيع الولايات المتحدة توفيرها بسهولة أكبر، نظرًا للاستثمار المكثف في إنتاجها. والقفزة في الطلب ستكون بمثابة هدية للمُصنِّعين.

وتنتج شركة لوكهيد مارتن الأمريكية صواريخ “هيلفاير”، في حين تنتج بوينج ذخائر الهجوم المباشر المشترك والقنابل صغيرة القطر. وحسب المحللين، سيكون من السهل زيادة إنتاج ذخائر الهجوم المباشر المشترك، وتوجد قدرة فائضة على إنتاج “هيلفاير” لأن الحكومة الأمريكية أبطأت مشترياتها في السنوات الأخيرة.

منافسة أوكرانيا

تتعلق إمدادات الأسلحة بشكل الحرب، وما إذا كان الاجتياح البري لغزة سيجلب أطرافًا أخرى للصراع، مثل حزب الله اللبناني. وقال المحللون إن الصراع مع حزب الله سيزيد من احتياج إسرائيل إلى الأسلحة ويضعها في منافسة مباشرة مع أوكرانيا للحصول على الإمدادات الأمريكية.

وفي هذا الإطار، قال مدير برنامج الأمن الدولي بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، مارك كانسيان، إنه حتى إذا نجحت الجهود الدبلوماسية الأمريكية الأخيرة في منع حزب الله من فتح جبهة شمالية في الحرب، فإن “نوع الحرب التي تخوضها إسرائيل في غزة سيحدد احتياجاتها من الأسلحة الأساسية”.

وأوضح كانسيان أنه إذا واصلت إسرائيل “قنص” حماس، ستحتاج إلى ذخيرة أقل. لكن الغزو الشامل والأطول لقطاع غزة المزدحم بالسكان سيكون شيئًا آخر، وسيزيد الطلب الإسرائيلي على الأسلحة الأمريكية.

ربما يعجبك أيضا