مرصد مراكز الأبحاث| تداعيات هجوم حماس.. وخيارات إسرائيل العسكرية

آية سيد
مرصد مراكز الأبحاث

يستعرض مرصد مراكز الأبحاث تحليلات الخبراء لتداعيات هجوم حماس على المنطقة، وخيارات إسرائيل العسكرية في هجومها البري على غزة، ومخاطر الرفض الأمريكي للدعوة إلى وقف إطلاق النار.


يستمر القصف الإسرائيلي العنيف لقطاع غزة، ردًا على هجوم حركة حماس على إسرائيل، المعروف بـ”عملية طوفان الأقصى“.

وفي مرصد مراكز الأبحاث، نستعرض تحليلات الخبراء لتداعيات هذا الهجوم على المنطقة، وخيارات إسرائيل العسكرية في هجومها البري على غزة، ومخاطر الرفض الأمريكي للدعوة إلى وقف إطلاق النار.

تداعيات هجوم حماس

مرصد مراكز الأبحاث| تداعيات هجوم حماس.. وخيارات إسرائيل العسكرية

مرصد مراكز الأبحاث| تداعيات هجوم حماس.. وخيارات إسرائيل العسكرية

استعرض مجلس العلاقات الخارجية آراء بعض الخبراء بشأن تداعيات التصعيد في قطاع غزة. ورأى رئيس مركز الخليج للأبحاث، عبدالعزيز صقر، أن الهجوم ورد فعل إسرائيل يشددان على محورية القضية الفلسطينية لأمن الشرق الأوسط، محمّلًا العالم جزء من المسؤولية عمّا حدث بسبب غض الطرف عن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.

واقترح صقر نهجًا من شقين لاحتواء الموقف. الأول هو أن تبذل الحكومات الوطنية والمؤسسات الدولية جهودًا منسقة وتستخدم كل قنوات التواصل لضمان عدم تصعيد الموقف أكثر أو دخول أطراف ثالثة. والشق الثاني هو وضع الأساس لمفاوضات حقيقية بشأن القضية الفلسطينية.

دور أمريكي لحل الأزمة

بينما أشارت الزميلة بالمعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية، موريل أسيبورج، إلى أن الأطراف الثالثة، مثل الولايات المتحدة، يجب أن تعمل لمنع اندلاع مواجهة إقليمية أوسع، وأن تتحمل مسؤولياتها الإنسانية عبر الإصرار على احترام القانون الإنساني الدولي والتركيز على تأمين وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين في غزة.

وطرح الزميل بمعهد شنجهاي للدراسات الدولية، جين ليانجشيانج، سيناريوهين للصراع الحالي. الأول هو الخفض التدريجي للتصعيد نتيجة الحسابات المنطقية للطرفين والضغط الخارجي. والثاني هو تصاعد الأزمة وانتشارها إلى المنطقة. ورأى الباحث أن الصراع يتطور باتجاه السيناريو الثاني لأن الكثير من اللاعبين الخارجيين يسيّسون المأساة من أجل مصالحهم الجيوسياسية.

هل انتهى حل الدولتين؟

مرصد مراكز الأبحاث| تداعيات هجوم حماس.. وخيارات إسرائيل العسكرية

مرصد مراكز الأبحاث| تداعيات هجوم حماس.. وخيارات إسرائيل العسكرية

نشر مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية تحليلًا للخبير الاستراتيجي، أنتوني كوردسمان، يلفت فيه إلى أن القتال الحالي يُنذر بأن حل الدولتين يحتضر، وأن مواصلة التركيز عليه ستؤدي إلى حروب وتوترات جديدة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

ضغط دولي على إسرائيل

واقترح كوردسمان اتخاذ خطوات فورية لخلق ما وصفه بحل “اللا دولة” الأكثر استقرارًا. وهذا يشمل فرض ضغط دولي على الحكومة الإسرائيلية لوقف توسع المستوطنات وتخفيف العزلة الاقتصادية لسكان غزة ما بعد الحرب، وفرض قيود على ممارسة الشعائر الدينية اليهودية في المسجد الأقصى.

ويشمل كذلك التوقف عن تحميل إسرائيل أو الفلسطينيين مسؤولية الأزمة الحالية، والتركيز على الحد من آثار هجوم حماس وحرب إسرائيل على غزة. ورأى الخبير الاستراتيجي أن إحدى الخطوات المهمة في هذا النهج هي الجهود الدولية لتقديم مساعدات كبرى وفرص للفلسطينيين في غزة والضفة الغربية على أساس مشروط.

خيارات إسرائيل العسكرية

مرصد مراكز الأبحاث| تداعيات هجوم حماس.. وخيارات إسرائيل العسكرية

مرصد مراكز الأبحاث| تداعيات هجوم حماس.. وخيارات إسرائيل العسكرية

حسب المدير التنفيذي للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في الشرق الأوسط، توم بيكيت، تمتلك إسرائيل خيارين عسكريين استراتيجيين في الهجوم البري على غزة، وهما إما إعادة احتلال غزة، أو الانسحاب بعد الهجوم والتنازل عن الأرض لحركة المقاومة. وأضاف أن الأسرى المحتجزين لدى حماس سيزيدون من تعقيد الهجوم البري.

وفي ظل غياب المعلومات الاستخباراتية عن استعدادات حماس، سيكون من المنطقي افتراض أن عناصرها جهزوا دفاعات في غزة، خاصة بالقرب من المواقع العسكرية المهمة. ولذلك فإن تطهيرها سيكون مكلفًا لإسرائيل، وكذلك فإن السيطرة عليها لفترة احتلال قصيرة ستتطلب عددًا كبيرًا من الجنود.

وبينما تهاجم إسرائيل لتحييد بنية حماس العسكرية وتدميرها، ستمتلك زمام المبادرة من حيث الوقت، والقوات، والمساحة الجغرافية، والموارد. لكن بمجرد وقف الهجوم والبدء في الاحتلال، ستفقد المبادرة وتتحول إلى حامية عسكرية في مواقع ثابتة. وحينها سيميل توازن “التفوق المعرفي” لصالح عناصر حماس التي تختبئ وسط المدنيين.

ووفق بيكيت، إذا حاول الجيش الإسرائيلي إنشاء حامية كبيرة للسيطرة على غزة وحماية إسرائيل من التهديدات الناشئة من الضفة الغربية وجنوب لبنان وسوريا، ستتعرض قدراته للاستنزاف عمّا قريب، وسيكون ذلك مكلفًا ومدمرًا بشدة للاقتصاد الإسرائيلي.

الرد الأوروبي على هجوم حماس

مرصد مراكز الأبحاث| تداعيات هجوم حماس.. وخيارات إسرائيل العسكرية

مرصد مراكز الأبحاث| تداعيات هجوم حماس.. وخيارات إسرائيل العسكرية

طرح الباحثان بالمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، جوليان بارنز ديسي، وهيو لوفات، عدة توصيات للأوروبيين من أجل ضمان ألا تخرج الحرب الحالية عن السيطرة، ومنها إظهار التضامن مع الإسرائيليين مع التشديد على امتثال إسرائيل للقانون الإنساني الدولي في الدفاع عن نفسها.

وتشمل أيضًا العمل مع الدول التي لديها بعض النفوذ على حماس لتحذيرها من الاستهداف المتعمد للإسرائيليين، ودعم الجهود الرامية إلى تحرير الأسرى المدنيين وفتح قنوات إنسانية لدعم سكان غزة، والعمل لمنع انتشار العنف في إسرائيل والضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية.

ووفق الباحثين، ينبغي على أوروبا إدراك أن السلطة الفلسطينية تظل هامشية في الأحداث الجارية، ولذلك فإن الضغط عليها لتضييق الخناق على حماس والجماعات الأخرى سيفشل، وقد يؤدي إلى حرب أهلية فلسطينية في الضفة الغربية.

ويجب على الحكومات الأوروبية مقاومة الإجراءات التي تهدف إلى قطع التمويل عن السلطة الفلسطينية لأنها ستفاقم الضرر الاجتماعي والاقتصادي والسياسي على الأراضي المحتلة وتزيد نفوذ الجماعات المسلحة. ويتعين التركيز على تحذير جميع الأطراف، ومن ضمنهم إيران، بشأن توسيع رقعة الصراع إلى مواقع أخرى.

هل إيران مسؤولة عن الهجوم؟

مرصد مراكز الأبحاث| تداعيات هجوم حماس.. وخيارات إسرائيل العسكرية

مرصد مراكز الأبحاث| تداعيات هجوم حماس.. وخيارات إسرائيل العسكرية

يحاول العالم معرفة ما إذا كانت إيران ساعدت حماس في التخطيط للهجوم على إسرائيل أم لا. وفي تحليل نشره المجلس الأطلسي، قال مدير مبادرة سكوكروفت الأمنية للشرق الأوسط، جوناثان بانيكوف، إن مشاركة إيران من عدمها في التخطيط للهجوم يجب ألا تغير رأي أحد في أن طهران مسؤولة عنه.

ولسنوات، زودت إيران حماس بالأغلبية الساحقة من تمويلها، وأسلحتها، وتدريبها، التي استُخدمت في هذا الهجوم. وبهذا، تتحمل طهران قدر مكافئ من المسؤولية عن نجاحه، وفق بانيكوف، الذي أشار إلى أن حماس وإيران ليستا متماثلتين أيديولوجيًّا، لكن ما يجمعهما هي كراهية إسرائيل.

ولفت المحلل إلى أن العلاقة في جوهرها علاقة تبادلية، على عكس علاقة إيران بحزب الله اللبناني. ولذلك توفر إيران المال والسلاح والتدريب لحماس مقابل أن تقاتل إسرائيل، بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.

كيف يعرّض بايدن الأمريكيين للخطر؟

مرصد مراكز الأبحاث| تداعيات هجوم حماس.. وخيارات إسرائيل العسكرية

مرصد مراكز الأبحاث| تداعيات هجوم حماس.. وخيارات إسرائيل العسكرية

نشر موقع ريسبونسيبل ستيتكرافت تحليلًا لنائب الرئيس التنفيذي لمعهد كوينسي، تريتا فارسي، رأى فيه أن جميع الأطراف تتصرف بطريقة تجعل الحرب الإقليمية أكثر ترجيحًا. وقال إنه إذا نجح غزو إسرائيل لغزة في تدمير حماس، قد يشعر حزب الله بأنه مضطر للتدخل، ما قد يدفع نتنياهو إلى توسيع الحرب إلى لبنان.

وتدخل حزب الله سيُدخل إيران في الصراع. وحينها ستتعرض إدارة جو بايدن لضغط هائل للتدخل عسكريًا بالرغم من رغبتها في البقاء بعيدًا. وحذر فارسي من أن التدخل العسكري الأمريكي المباشر سيدفع الجماعات المسلحة المدعومة إيرانيًّا إلى شن هجمات كبرى ضد القوات والمصالح الأمريكية في الشرق الأوسط.

وفي هذا السياق، فإن رفض إدارة بايدن الدعوة إلى خفض التصعيد ووقف إطلاق النار يُعد إشكاليًّا. وقال فارسي إن بايدن يخاطر بتعريض آلاف الأمريكيين للقتل في حرب عبثية ويمكن تجنبها في الشرق الأوسط.

وإذا كان بايدن يفتقر للإنسانية للدعوة إلى وقف إطلاق النار لمنع قتل آلاف الفلسطينيين، ينبغي على الأقل ألا يتخلى عن مسؤوليته كرئيس للولايات المتحدة للحفاظ على أرواح الأمريكيين، وفق فارسي.

ربما يعجبك أيضا