ما سر زيارة وزير خارجية إسرائيل إلى كينيا؟

التقى وزير خارجية إسرائيل، إيلي كوهين، بعدد من المسؤولين الأفارقة في العاصمة الكينية نيروبي، أول من أمس الأحد 16 يوليو 2023.

وخلال زيارته لكينيا، التي استمرت 10 ساعات، التقى وزير الخارجية الإسرائيلي بقائد من دولة إفريقية مسلمة لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، وفق ما أورد موقع المونيتور الأمريكي، أمس الاثنين 17 يوليو 2023.

أهداف الزيارة

سافر كوهين إلى كينيا على خلفية الاجتماع التنسيقي نصف السنوي للاتحاد الإفريقي. وحسب المونيتور، لم يشارك الوزير الإسرائيلي في اجتماع الاتحاد الإفريقي، لكن الحدث قدم له فرصة للالتقاء بالعديد من القادة الأفارقة الموجودين في نيروبي. وجاءت زيارة كوهين بدعوة من الرئيس الكيني، وليام روتو، ووزير خارجية كينيا، ألفريد موتوا.

ومن جهته، أوضح مصدر دبلوماسي إسرائيلي رفيع لموقع المونيتور أن زيارة كوهين لكينيا ركزت على 3 أهداف، وهي توسيع دائرة السلام وعلاقات إسرائيل مع الدول الإفريقية المسلمة، وكبح طموحات إيران بتوسيع نفوذها في القارة، ومواصلة الجهود لتأمين وضع إسرائيل كدولة لها صفة مراقب في الاتحاد الإفريقي.

أهمية استراتيجية

وفق بيان صادر عن وزارة الخارجية الإسرائيلية، بحث كوهين في الاجتماعات مع القادة الأفارقة “تعزيز العلاقات بين إسرائيل والقارة الإفريقية، وجهود تأكيد وضع إسرائيل كدولة لها صفة مراقب في الاتحاد الإفريقي وجهود توسيع دائرة السلام”.

ونقل بيان الخارجية عن كوهين أن “الزيارة لنيروبي كانت ذات أهمية إقليمية واستراتيجية، في ضوء جهود إيران لتوسيع نفوذها في القارة”، مضيفًا أن “موقف كينيا الإقليمي يجعلها شريكًا رئيسًا لإسرائيل في منطقة شرق إفريقيا”.

وحسب المونيتور، أشار البيان إلى عضوية كينيا في مجلس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي تسمح لها بـ”التأثير في المراقبة الدولية للانتهاكات الإيرانية”.

اجتماع سري

أضاف بيان خارجية إسرائيل أن كوهين توجه بالشكر لروتو وموتوا على “جهودهما في تعزيز مكانة إسرائيل في القارة الإفريقية وفتح الأبواب أمامها في الدول التي ليست لديها علاقات دبلوماسية معها حتى الآن”.

وشدد المصدر الدبلوماسي للمونيتور على انعقاد اجتماع بين وزير الخارجية الإسرائيلي وقائد دولة إفريقية مسلمة في نيروبي. وحسب المصدر، جرى تسهيل اجتماع كوهين بالقائد الإفريقي، الذي لم يُحدد اسمه، تماشيًّا مع اجتماع الاتحاد الإفريقي. وهكذا، لم يتطلب الاجتماع السري من مشاركيه الحضور إلى كينيا فقط كي يلتقي كوهين والقائد الإفريقي.

تكهنات بشأن الدولة

لفت المونيتور إلى أن وزارة الخارجية الإسرائيلية أوردت عن الاجتماع فقط بعد عودة كوهين إلى إسرائيل، ومن دون أن تقدم أي تفاصيل إضافية أو تذكر اسم الدولة الإفريقية المعنية.

وكانت إسرائيل تبذل جهودًا على مدار السنوات الماضية لإقامة علاقات مع مالي، والنيجر، وموريتانيا. وأقامت موريتانيا علاقات دبلوماسية مع إسرائيل في 1995، عقب اتفاقيات أوسلو مع الفلسطينيين، لكنها قطعتها في 2010، بسبب العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة في 2008-2009.

وفي مارس الماضي، أوردت صحيفة “إسرائيل هيوم” أن كوهين كان يعمل لتطبيع العلاقات مع موريتانيا، والصومال، والنيجر، وإندونيسيا.

توقيت الزيارة

جاءت زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي إلى كينيا بعد أيام من بدء جولة الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، في القارة الإفريقية، التي استمرت لـ3 أيام وشملت زيارة كينيا، وأوغندا، وزيمبابوي. وأشار المونيتور إلى أنها كانت أول زيارة لرئيس إيراني لإفريقيا منذ 11 عامًا.

وعلى مدار العقدين الماضيين، حددت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة العلاقات مع إفريقيا كأولوية دبلوماسية. وتعتبر إسرائيل زيارة رئيسي للقارة الإفريقية محاولة من طهران لتشكيل تحالفات جديدة هناك.

وجود إسرائيل في الاتحاد الإفريقي

في يوليو 2021، منح رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي حينذاك، موسى فقي محمد، إسرائيل صفة مراقب في الاتحاد. لكن بعد اعتراض مجموعة من الدول، بقيادة الجزائر وجنوب إفريقيا، جرى الاتفاق على إعادة تقييم ذلك القرار والحصول على موافقة كل الأعضاء.

وحتى الآن، لم يُحدد موعد لمناقشة المسألة، وتواصل إسرائيل جهودها لتأمين صفة المراقب. وفي فبراير الماضي، جرى اصطحاب نائبة وزير الخارجية الإسرائيلي للشؤون الإفريقية، شارون بارلي، إلى خارج قمة الاتحاد الإفريقي، حسب المونيتور.

رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1565733