ما هي آخر تطورات الحرب الالكترونية بين روسيا وأوكرانيا؟

أحمد ليثي

أعلنت مجموعة أنونيموس التي كانت لها سوابق عدة في الهجمات الإلكترونية الأسبوع الماضي أنها ستستهدف الحكومة الروسية


في الوقت الذي اشتدت فيه الحرب الروسية الأوكرانية توجد مجموعة غير مرئية من مئات الآلاف من المتطوعين تقاوم، من غرف نومهم.

وفقًا لفاينانشال تايمز، هذا الأسبوع أعلن نائب رئيس الوزراء الأوكراني ميخايلو فيدوروف عن إطلاق “جيش تكنولوجيا المعلومات” وحث المتسللين السريين على بدء هجمات إلكترونية تخريبية على موسكو.

ماذا فعل المقرصنون الأوكرانيون؟

ادعى جيش تكنولوجيا المعلومات أنه مسؤول عن العديد من الانتصارات الصغيرة، مثل إزالة المواقع الإلكترونية لبورصة موسكو ووكالة الأمن الفيدرالية الروسية، وبنك سبيربنك، أكبر بنك في البلاد، وأعلن الخميس الماضي عن وضع أهداف جديدة مثل نظام الملاحة عبر الأقمار الصناعية الروسية وشبكة السكك الحديدية البيلاروسية، التي تستخدم لنقل القوات والإمدادات الروسية إلى ساحة الحرب الروسية الأوكرانية.

ورغم أنه من الصعب التحقق من ادعاءاته فإن هذه الجبهة الجديدة تحيي ما يسمى الهجمات الإلكترونية التي تُجرى لأغراض أيديولوجية وأنشطة بدلًا من أن تكون ذات دوافع مالية أو جزءًا من نشاط الدولة الرسمي. ونُشرت هذه الممارسة لأول مرة في أواخر التسعينات، لكنها أصبحت أقل شيوعًا في السنوات الأخيرة بعد حملات القمع التي تتعرض لها من قوات إنفاذ القانون. فضلًا عمَّا تتعرض له من آخرين.

مَن هم القراصنة الذين تؤيدهم أوكرانيا رسميًّا؟

قال مسؤولو جيش تكنولوجيا المعلومات في قناتهم على تليجرام إنهم ممتنون للغاية لكل محارب إلكتروني، وهو الأمر الذي رد عليه الآلاف من المحاربين المشتركين في القناة باستخدام رموز تعبيرية على شكل قلوب وومضات نارية أو إبهام للأعلى. ومن جهته قال نائب رئيس جهاز الأمن والاستخبارات الأوكراني الجمعة الماضية، إن الروس يستخدمون وسائل النقل لتسليم الجنود والأسلحة لمهاجمة أوكرانيا، وهو ما يجب أن يتوقف.

وأضاف أن المحاربين السيبرانيين لا يستهدفون المدنيين، بل يستهدفون خدمات المدفوعات الروسية والنقل ووسائل الإعلام والأنظمة الحكومية. من الذين انضموا إلى المعركة مجموعة أنونيموس التي شنت في منتصف العقد الأول من القرن الحالي هجمات حظيت بتغطية إعلامية جيدة وأعلنت الأسبوع الماضي أنها سوف تستهدف الحكومة الروسية، لكن الخبراء يحذرون من انتقام روسيا حيال تلك الهجمات.

 

كيف ترد روسيا؟

قال الرئيس التنفيذي لمجموعة الأمن السيبراني الروسي كونترا فورس، ستان جولوبشيك لجريدة فاينانشال تايمز، إننا لم نشهد هذه التهديدات من قبل ولا بهذا القدر. وقال باحثون بمجموعة استخبارات التهديدات الإلكترونية فلاش بوينت، إنهم تعقبوا ما يقرب من 50 مجموعة قرصنة انضمت الآن إلى الجهود السيبرانية تدعم أوكرانيا ولها دوافع مالية. وقد أدى هجوم روسيا على أوكرانيا إلى ارتفاع أسهم مجموعات الأمن السيبراني الكبرى.

ووفقًا للصحفية المهتمة بالأمن السيراني هانا ميرفي، في مقالها بجريدة فاينانشال تايمز، حذرت وكالات الاستخبارات في بداية الحرب الروسية الأوكرانية من أن الهجوم الروسي على أوكرانيا قد يصاحبه هجمات إلكترونية، بما في ذلك هجمات على البنية التحتية مثل انقطاع التيار الكهربائي في عام 2015 في كييف. وتوجد مخاوف من زحف الهجمات الإلكترونية إلى أجهزة الكمبيوتر في جميع أنحاء العالم.

استنفار عالمي لمواجهة الهجمات السيبرانية

حثت الولايات المتحدة الأمريكية ودول أووربية مجموعات البنية التحتية الحيوية، مثل المؤسسات المالية وخطوط الأنابيب وشركات الطيران والكهرباء، على الاستعداد لاحتمال وقوع هجمات إلكترونية من روسيا، مثل مجموعات برامج الفدية الإجرامية، في حالة تصعيد الحرب الإلكترونية، خاصة أن الروس لديهم قدرات كبيرة واستطاعوا جمع المعلومات الاستخبارية وقاموا بأنواع أخرى من الهجمات التخريبية.

ومن جهته قال المدير السابق لوكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية الأمريكية ورئيس مجموعة الاستشارات الإلكترونية كريبس ستاموس جروب، كريس كريبس، للمصدر نفسه توجد حرب تحدث في أوروبا، وإذا تطورت الحرب يمكن للتقنيات التي نعتمد عليها أن توفر فرصًا لهجوم المقرصنين، لذا يجب أن نأخذ الوقت المتاح أمامنا لنكون مستعدين لمواجهة الهجمات السيبرانية المحتمل وقوعها قريبًا جدًّا”.

مخاوف بلا حلول مؤكدة

توجد مخاوف من انتشار البرمجيات الخبيثة التي اكتُشفت الأسبوع الماضي، والتي كانت كامنة في بعض أنظمة الكمبيوتر الأوكرانية منذ ديسمبر من العام الماضي، وقال مدير إحدى شركات الأمن السيبراني، والذي ساعد في إنشاء وحدة “الفريق الأحمر” للجيش الإسرائيلي، رؤوفين أروناشفيلي إننا “نشهد زيادة كبيرة جدًّا في طلبات التوظيف لشركتنا في آخر 48 ساعة فقط، بمقدار 10 أضعاف”.

ومن جهتها قالت مديرة المعلومات السابقة في البيت الأبيض والتي تشغل الآن منصب الرئيس التنفيذي لشركة الاستشارات الأمنية السيبرانية فورتلايس سولوشنز، تيريزا بايتون، إن “مكتب التحقيقات الفيدرالي كان يصدر نشرات طوال الأسبوع وقت شغلها منصب مديرة المعلومات حول مخاوف مختلفة، من خلال نظام إنفراجارد، وهو شراكة مع القطاع الخاص لتعزيز حماية البنية التحتية الحيوية لأمريكا”.

ربما يعجبك أيضا