ما هي تكلفة التصدي للهجوم الإيراني على إسرائيل؟

إسرائيل أجبرت على استخدام دفاعات متطورة ومكلفة للتصدي للهجوم الإيراني

بسام عباس
الصواريخ الإيرانية والدفاعات الاسرائيلية

رغم إطلاق 180 صاروخًا باليستيًا، فمن المرجح أن إيران أرادت الاحتفاظ بمعظم مخزونها لاستخدامها في حالة اندلاع حرب شاملة مع إسرائيل.

ويشير قرار إيران بإطلاق نحو 180 صاروخًا باليستيًا عالي السرعة على إسرائيل إلى أن طهران سعت إلى إلحاق أضرار جسيمة في هجوم ليلة الثلاثاء، على عكس هجومها في أبريل الماضي.

صعوبة الاعتراض

أوضحت صحيفة الجارديان البريطانية أن السرعة الهائلة التي تتمتع بها الصواريخ الإيرانية تجعل من الصعب اعتراضها، ولكن التقارير الأولية التي أفادت بعدم وقوع وفيات داخل إسرائيل وواحدة في الضفة الغربية تشير إلى أنه على الرغم من عدد الصواريخ التي أطلقت، إلا أن بعض الأسلحة أو الشظايا يبدو أنها ضربت الأرض.

وأضافت، في تحليل نشرته الثلاثاء 1 أكتوبر 2024، أن التقديرات تشير إلى أن صواريخ عماد وغدر التي استخدمتها طهران في هجوم إبريل، تنطلق بسرعة تعادل 6 أضعاف سرعة الصوت عند الاصطدام أو أكثر، وتستغرق 12 دقيقة من إيران، ما يعني أكثر من 4600 ميل في الساعة، ولكن إيران أعلنت أنها نشرت صاروخ فاتح-2، الذي تقدر سرعته بنحو 10 آلاف ميل في الساعة.

وتشير التقديرات إلى أن إيران تمتلك ترسانة من الصواريخ الباليستية يبلغ عددها نحو 3 آلاف صاروخ، رغم أن التقديرات الأصلية التي أجرتها واشنطن كانت قبل عامين ونصف العام، لذا فمن المرجح أن تكون الأعداد أعلى كثيرًا، ولابد أن طهران كانت ترغب في الاحتفاظ بالغالبية العظمى من مخزونها في حالة تطور الصراع مع إسرائيل إلى حرب شاملة.

استنزاف الدفاعات الإسرائيلية

أوضح محرر شؤون الأمن والدفاع في الجارديان، دان صباغ، أن إطلاق هذا العدد الكبير من الصواريخ الباليستية في بضع دقائق يمثل إرباكًا واستنزافًا الدفاعات الجوية الإسرائيلية، ولأن هذه الصواريخ الاعتراضية متطورة، فإنها باهظة الثمن، ومخزونها غير مؤكد.

وقال إن إيقاف الصواريخ الباليستية أثناء طيرانها هو في الأساس مهمة أنظمة الصواريخ بعيدة المدى الأمريكية والإسرائيلية “حيتس 3” و”حيتس 2″، التي استخدمت للمرة الأولى أثناء الحرب بين إسرائيل وحماس، والتي تدعمها منظومة “مقلاع داود” متوسطة المدى، وتستخدم القبة الحديدية لاعتراض الصواريخ قصيرة المدى، التي تطلقها حماس من غزة.

تكلفة التصدي

في إبريل، قال مستشار مالي سابق لرئيس أركان جيش الدفاع الإسرائيلي، إن صاروخ “حيتس” يكلف 3.5 مليون دولار في المرة الواحدة، وصواريخ “مقلاع داود” الاعتراضية تكلف مليون دولار، ومن السهل أن تصل تكلفة تدمير 100 صاروخ أو أكثر إلى مئات الملايين من الدولارات، رغم أن الصواريخ نفسها ستكلف إيران نحو 60 ألف دولار لكل صاروخ أو أكثر.

في ذلك الوقت، قال وزير خارجية طهران، حسين أمير عبداللهيان، إن طهران أعطت الدول المجاورة مهلة 72 ساعة للهجوم المخطط له، والذي وقع بعد أسبوعين من قصف إسرائيل للسفارة الإيرانية في دمشق، وهذه المرة، تحركت إيران بعد أيام من مقتل زعيم حزب الله حسن نصر الله يوم الجمعة الماضي.

في هجوم إبريل، استخدمت إيران أكثر من 300 طائرة مسيرة وصواريخ كروز وصواريخ باليستية، لكنها تخلت في هجوم الثلاثاء عن الطائرات المسيرة الأبطأ حركة، ما يشير إلى أنها تشعر بأنها غير فعّالة ضد خصم يمتلك نظام دفاع جوي متطور، كما أنها لم تستخدم صواريخ كروز أيضًا.

ربما يعجبك أيضا