مباحثات جدة.. نافذة أمل السودانيين لوقف صوت الرصاص

عبدالمقصود علي
اشتباكات السودان

المبادرة الأمريكية السعودية أول محاولة جادة لإنهاء القتال السودان.. فهل تنجح؟


يعلق السودانيون آمالهم على المحادثات التي جرت في مدينة جدة السعودية، أمس الاثنين 8 مايو 2023، في ظل استمرار الاشتباكات بأنحاء العاصمة الخرطوم.

ولم ترد أنباء عن مدى التقدم في المحادثات، التي بدأت يوم السبت الماضي بين الجيش وقوات الدعم السريع، وفق ما أوردته وكالة أنباء رويترز.

اقرأ أيضًا| إنفوجراف| قمة إدارة الطوارئ والأزمات في أبوظبي 2023

«مفاوضات جدة أملنا الوحيد»

في الوقت الذي يقول فيه طرفا الصراع إنهما سيحاولان التطرق إلى الملفات الإنسانية فقط، مثل فتح ممرات آمنة، ولن يتفاوضا على وقف الحرب، لم تصمد العديد من فترات وقف إطلاق النار، التي أعلنت منذ اندلاع القتال في 15 إبريل الماضي.

وقالت تماضر إبراهيم، 35 عامًا، وهي موظفة حكومية في مدينة بحري على الضفة المقابلة للخرطوم من النيل الأزرق: “إذا أخفقت مفاوضات جدة في وقف الحرب، فهذا يعني أننا لن نتمكن من العودة لمنازلنا وحياتنا… ننتظر ما سينتج عن تلك المفاوضات، لأنها أملنا الوحيد”.

قتال عنيف في العاصمة السودانية

قال محجوب صلاح، وهو طبيب سنه 28 عامًا، إن مناطق العاصمة، التي تشهد أعمال عنف، تتغير من يوم لآخر. وأوضح أنه كان شاهدًا على قتال عنيف، ورأى أحد جيرانه يصاب برصاصة في بطنه في حي العمارات بوسط الخرطوم، الشهر الماضي، قبل أن يستأجر شقة لأسرته في جنوب شرق العاصمة.

وأضاف أنهم ما زالوا ينتظرون إصدار جوازات سفرهم، لكنهم لا يعرفون الوقت الذي سيستغرقه الأمر، موضحًا أنهم يخططون للسفر من بورتسودان إلى السعودية.

محادثات تمهيدية

تعد المبادرة الأمريكية السعودية أول محاولة جادة لإنهاء القتال، الذي حول مناطق في العاصمة السودانية إلى ساحات حرب، أودت بحياة المئات وتسبب في موجات فرار جماعي من البلاد.  وعرقل مسار خطة مدعومة دوليًّا للتحول إلى الحكم المدني، بعد سنوات شهدت اضطرابًا تسبب في أزمة إنسانية طاحنة.

اقرأ أيضًا| قبيل تصويت الأحد .. الغلاء في تركيا يهدد عرش أردوغان

وقالت وزارة الخارجية السعودية، في بيان، إن محادثات “تمهيدية” بدأت، السبت الماضي، وستستمر خلال الأيام التالية، على أمل الوصول إلى وقف فاعل ومؤقت لإطلاق النار، حتى يمكن إيصال المعونات الإنسانية لمن هم في حاجة إليها.

خطأ متكرر

رحب تحالف قوى الحرية والتغيير السوداني، الذي يقود خطة الانتقال إلى الحكم المدني، بمحادثات جدة، لكن محللين نصحوا بتوخي الحذر إزاء نتيجة المحادثات.

وقالت خلود خير مديرة مركز كونفلوينس أدفايزوري السوداني للبحوث: “الأطراف المعنية الرئيسة محليًّا ودوليًّا غائبة، مثل مصر والإمارات، وهما الوحيدتان اللتان أثبتتا حتى الآن أنهما قادرتان على ضمان وقف لإطلاق النار”، مضيفة “عدم وجود مدنيين يكرر فشل المفاوضات السياسية السابقة”.

وقال المتحدث باسم منسق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة، مارتن جريفيث،  إن الأخير موجود في جدة من أجل المحادثات، والاشتراك في المناقشات المتعلقة بالمشكلات الإنسانية في السودان.

مخاوف من تفاقم أزمة اللاجئين

يسعى الآلاف لمغادرة البلاد عبر بورتسودان على متن قوارب إلى السعودية، أو بدفع المال للانطلاق في رحلات جوية تجارية باهظة التكلفة، عبر المطار الوحيد العامل في السودان، أو الفرار عبر طائرات الإجلاء.

ومنذ اندلاع القتال، سجلت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عبور أكثر من 30 ألفًا إلى جنوب السودان، وأكثر من 90% منهم من مواطني جنوب السودان.

وتقول المفوضية إن العدد الحقيقي قد يكون أعلى من ذلك بكثير. وتخشى وكالات الإغاثة من أن يفاقم هذا التدفق للاجئين أزمة إنسانية حادة بالفعل في جنوب السودان.

ربما يعجبك أيضا