متخصصة في الشأن الإسرائيلي لـ”رؤية”: دماء سليماني تعزز فرص نتينياهو وترامب السياسية

عاطف عبداللطيف

كتب – عاطف عبداللطيف

أكدت الدكتورة رانيا فوزي، المتخصصة في تحليل الخطاب الإعلامي الإسرائيلي بجامعة عين شمس أنه في ضوء القراءة التحليلية للخطاب الإعلامي والسياسي والعسكري الإسرائيلي يثبت أن اغتيال قاسم سليماني كان مسألة وقت؛ فبعد محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها سليماني في العراق عام 2018، والذي تفوق شهرته قادة الحرس الثوري الإيراني ويذاع صيته على الحدود مع الجولان المحتل، إضافة إلى دوره السياسي غير مسبوق في العراق لدرجة وصفه بأنه “مهندس العراق”.

وقالت رانيا فوزي -في تصريحات خاصة لـ”رؤية”- اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليمان في هذا التوقيت له معاني كثيرة إذ يشهد الداخل الإسرائيلي غليانًا وأزمة سياسة وموته يخدم موقف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي يتعرض لورطة كبيرة إثر اتهامه بثلاث جرائم فساد والذي طلب الحصانة البرلمانية قبل اغتيال سليماني بيومين، ويحاول نتينياهو بأي شكل إثبات أن إسرائيل هي الخط الدفاعي الأول لحماية بعض الدول العربية من الخطر الإيراني.

وأضافت فوزي: قبل أيام من اغتيال سليماني اجتمع المجلس الوزراي المصغر للشؤون السياسية والأمنية يومي الأحد والأربعاء الماضيين ليواصل استمرار المحادثات بشأن التهدئة مع حركة حماس، وفي اعتقادي أنه كان اجتماعًا تمويهيًا بمعنى أن توقيت الاجتماع كان معد له سلفًا للتحسب لما بعد اغتيال سليماني على الجبهة الجنوبية.

وأشارت الباحثة المتخصصة في تحليل الخطاب الإعلامي الإسرائيلي بجامعة عين شمس إلى أن محاولة عزل حركة الجهاد ودعم حماس حتى تضمن أن تكون جبهتها الجنوبية في مأمن من أي رد فعل من قبل المقاومة وأذرع إيران؛ فاغتيال سليماني صب أيضًا في مصلحة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي خرج من عام عصيب في 2019 ويحاول إعادة شعبيته التي اهتزت في الفترة الماضية خاصة مع ما يمكن وصفه بأن عام 2020 هو عام الحسم بالنسبة لترامب المقبل على انتخابات رئاسية لا أحد يجزم بنتائجها.

وأكدت رانيا فوزي، أن نتنياهو يطمع أيضًا ببلوغ اليمين والحريديم نسبة الحسم في الانتخابات البرلمانية المقبلة بالحصول على 61 مقعدًا، وهو درب من الخيل؛ فضلًا عن عودة سياسة الاغتيالات الإسرائيلية التي تتم بدعم أمريكي والتي كان آخرها اغتيال بهاء أبوالعطا قائد سرايا القدس لحركة الجهاد الإسلامي التي تمولها إيران وفشل محاولة اغتيال القيادي أكرم العجوري في دمشق.

وقتل قاسم سليماني وأبومهدي المهندس نائب رئيس قوات الحشد الشعبي في العراق، فجر أمس الجمعة، في هجوم أمريكي استهدف موكب قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني والذي كان متجهًا إلى مطار بغداد.

ويعتبر قاسم سليماني “رأس حربة إيران” ومهندس مصالحها في ونفوذها في المنطقة العربية وكان مسؤولًا عن عمليات إيران السرية في الخارج الأمر الذي وسع نفوذه الدبلوماسية لتصبح أكثر من وزير الداخلية جواد ظريف

يعتبره محللون شخصية محورية في إطار علاقات طهران بجماعات مثل حزب الله اللبناني وحركة حماس الفلسطينية، حيث برز اسمه بشكل أكبر حين جرى تعيينه قائدا لفيلق القدس وأظهر مواهبه في العراق المحاذي لبلاده، ففي كل تطور سياسي أو عسكري في هذا البلد، كان يقبع في الكواليس.

وعقب عملية الاغتيال علق البنتاجون أن سليماني كان يعمل بنشاط ودأب على تطوير خطط لمهاجمة الدبلوماسيين الأميركيين في العراق وفي جميع أنحاء المنطقة.

ويرجح محللون أن النظام الإيراني لن “يجد بديلا” لسليماني، الذي كان شخصية فريدة من نوعها لن تتكرر

ربما يعجبك أيضا