«مجرد بداية».. مقتل 4 إسرائيليين ردًّا على هجوم جنين وتوغلات عسكرية بالقدس

بالقرب من مستوطنة عيلي الإسرائيلية بالضفة الغربية، أطلق مسلحان فلسطينيان النار وقتلوا 4 إسرائيليين، الثلاثاء 20 يونيو 2023.

وصفت حركة حماس الهجوم بأنه عملية بطولية ردًّا على مداهمة للقوات الإسرائيلية يوم الاثنين، في مدينة جنين، وأظهر فيديو أن إطلاق النار وقع في مطعم ومحطة وقود بجوار مستوطنة إيلي، يبعد 25 ميلًا شمال القدس.

مقتل 4 إسرائيليين

عملية بطولية

حسب نيويورك تايمز الأمريكية، قال مسؤولون أمنيون إن مدنيًّا إسرائيليًّا أطلق النار على المهاجمين وقتل أحد المهاجمين، وأصيب مهاجم ثانٍ في وقت لاحق برصاصة في سيارته بعد مطاردة.

وقالت حركة حماس إن “المهاجمين كانوا أعضاء في جناحها العسكري”، ووصفت الحادثة بأنه رد على الضربات الجوية الإسرائيلية الأخيرة على غزة، ومداهمات الشرطة لمسجد في القدس، والتوغلات العسكرية الإسرائيلية في مدينة القدس شمال الضفة الغربية.

مجرد بداية لسلسلة من أعمال المقاومة

أضافت حركة حماس “نؤكد أن هذه العملية مجرد بداية لسلسلة من أعمال المقاومة التي ستقض مضاجع الاحتلال الصهيوني وتحول ليل جنوده ومستوطنيه إلى كابوس”.

وتجنبت حماس في الفترة الأخيرة، الاعتراف المباشر بأي تورط في أي أعمال في الضفة الغربية، وأثار قرارها إعلان المسؤولية هذه المرة احتمال ردود انتقامية لإسرائيل ضد قادة حماس والبنية التحتية في كل من غزة والضفة الغربية.

غارات يومية بالضفة الغربية

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في بيان: “قواتنا تعمل الآن على الأرض من أجل تصفية الحسابات مع القتلة، في الأشهر الأخيرة أثبتنا أننا نجري تسوية الحسابات مع جميع القتلة دون استثناء، أولئك الذين هاجمونا، إما في القبر أو في السجن، وهكذا سيكون هنا”.

اقرأ أيضًا: البيت الأبيض: بلينكن أجرى محادثات بنّاءة مع الرئيس الصيني

وجدد الهجوم الدعوات من داخل الحكومة اليمينية الأكثر تطرفًا بقيادة بنيامين نتنياهو في تاريخ إسرائيل، من أجل اتخاذ إجراءات أكثر قوة في المنطقة، وتشن إسرائيل غارات يومية داخل البلدات الفلسطينية في الضفة الغربية، ويقول الخبراء إنها العملية العسكرية الأكثر عنفًا هناك منذ الانتفاضة الفلسطينية الثانية في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

مقتل 6 فلسطينيين وجرح أكثر من 90

قال سكان ومسؤول محلي في قرية حوارة الفلسطينية القريبة إن “مستوطنين إسرائيليين أضرموا النار في سيارة، وبعض الحقول في المنطقة بعد حلول الظلام، فيما يبدو أنه رد على الهجوم”.

وأدت إحدى هذه الغارات، يوم الاثنين 19 يونيو، إلى اندلاع معركة بالأسلحة النارية مطولة بشكل غير معتاد بين قوات إسرائيلية ومسلحين فلسطينيين في جزء آخر من شمال الضفة الغربية، ما أسفر عن مقتل 6 فلسطينيين، وجرح أكثر من 90 فلسطينيًّا، وإلحاق أضرار نادرة بمركبات عسكرية إسرائيلية.

ويرتفع عدد القتلى الفلسطينيين هذا العام إلى أكثر من 160 قتيلًا، معظمهم قتلوا في الضفة الغربية خلال الغارات العسكرية الإسرائيلية، وهي واحدة من أعلى معدلات الوفيات في العقد ونصف العقد الماضي.

تنديد أمريكي

ندد السفير الأمريكي لدى إسرائيل، توم نايدز، بالهجوم على مستوطنة عيلي، وقال إنه “يشعر بقلق عميق إزاء الوفيات والإصابات بين المدنيين التي حدثت في الضفة الغربية خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية، والتي تضمنت قُصرًا”.

واحتلت إسرائيل الضفة الغربية خلال الحرب العربية الإسرائيلية عام 1967، واحتلت المنطقة منذ ذلك الحين، وشيدت مئات المستوطنات اليهودية التي تقول معظم الدول إنها غير قانونية بموجب القانون الدولي.

فلسطين.. مقتل 4 إسرائيليين

4000 وحدة سكنية جديدة في المستوطنات

تلاشي احتمال قيام دولة فلسطينية في الضفة الغربية، وترسيخ سيطرة إسرائيل على الأرض، وإضعاف القيادة الفلسطينية السائدة هناك، عوامل أسهمت في التصعيد الفلسطيني، معظمها مدفوع بجيل جديد من الجماعات المسلحة الصغيرة المحبطة من الوضع الراهن.

وأعلنت الحكومة الإسرائيلية الأسبوع الماضي أنها ستجعل الموافقة على بناء المستوطنات في الضفة الغربية أسرع وأسهل، ومن المتوقع أن تقدم خططًا الأسبوع المقبل لأكثر من 4000 وحدة سكنية جديدة في المستوطنات في القطاع.

اقرأ أيضًا: بلينكن في بكين.. هل ينجح في إعادة العلاقات الأمريكية الصينية؟

بالقرب من مدخل إيلي

ووقع إطلاق النار يوم الثلاثاء على الطريق السريع الرئيس في الضفة الغربية، حول محطة وقود يستخدمها المستوطنون الإسرائيليون، ولكن يسهل على الفلسطينيين الوصول إليها، وسبق أن تعرض الموقع للهجوم في عام 2015.

وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان، إن المسلحين أطلقوا النار في البداية على ثلاثة مدنيين في مطعم بالقرب من مدخل إيلي، قبل أن يقتلوا شخصًا آخر في محطة وقود قريبة وإصابة آخرين، ثم أطلق أحد المارة النار على أحد المهاجمين، وقاد الثاني ما يقرب من 25 ميلًا شمالًا قبل اعتراضه وإطلاق النار عليه من مجموعة من ضباط الأمن الإسرائيليين.

وتأسس إيلي في عام 1984 على مئات الأفدنة من الأراضي التي طالبت بها القرى الفلسطينية المجاورة، لكن المسؤولين الإسرائيليين قالوا إنه ليس لها مالك خاص، وهي الآن موطن لنحو 4600 إسرائيلي.