مجلس العلاقات الخارجية | إثيوبيا تغرق أكثر في الصراع

آية سيد

ترجمة – آية سيد

بعد تسعة أشهر من اندلاع القتال في إقليم تيجراي الشمالي، تسير إثيوبيا من سييء إلى أسوأ. لقد توسع الصراع جغرافيًّا إلى عفر وأمهرة، وهما إقليمان يقعان خارج حدود تيجراي، وجذب مقاتلين جدد حيث تحشد الحكومة الفيدرالية قوات ميليشيا عرقية من أنحاء البلاد وتدعو “كل الإثيوبيين الراشدين القادرين” لحمل السلاح والقتال. في الوقت نفسه، يدعي جيش تحرير أورومو عقده اتفاقًا للتنسيق مع قوات تيجراي في القتال ضد الحكومة المركزية. تسير كل الاتجاهات في الاتجاه الخاطئ، ويتخذ كل أطراف الصراع قرارات توسّع الصراع حيث يضاعفون الرهان على السعي وراء الحلول العسكرية.

في تلك الأثناء، تلقى الدعوات الدولية العاجلة لخفض التصعيد، والحوار السياسي، ومنح الأولوية لوصول المساعدات الإنسانية آذانًا صماء. يعجز الدبلوماسيون الماهرون عن اختراق حسابات صناع القرار في أديس أبابا، التي تُسقِط الولايات المتحدة والآخرين بوصفهم متحيزين لجبهة تحرير شعب تيجراي، أو متطفلين استعماريين جدد لا يحترمون العزم والسيادة الإثيوبية، أو كلاهما. يحذر آخر بيان لرئيس الوزراء آبي من أعضاء المجتمع الدولي الذين يسعون إلى “إنعاش” جبهة تحرير شعب تيجراي “من أجل أجنداتهم الخاصة” ومن “مكائد الأيادي الأجنبية”. إن اقتحام التصورات المسبقة والرفض الجاهز أصبح التحدي الرئيسي الآن لمن يعملون من أجل منع انهيار إثيوبيا ودخولها في صراع أهلي مستعصي.

ومن المفارقات أن الكثير من المتهمين الآن بالتآمر لاستعادة سيطرة جبهة تحرير شعب تيجراي على الحكومة الفيدرالية هم نفس الأفراد والحكومات الذين رحبوا بصعود رئيس الوزراء آبي بحماس جامح، تحديدًا لأنه بدا وأنه يمثّل تغييرًا في الاتجاه من الممارسات التعسفية التي ميّزت عصر هيمنة جبهة تحرير شعب تيجراي. من المنصف انتقاد العلاقة الوثيقة التي جمعت الولايات المتحدة والدول الأخرى بإثيوبيا القمعية تحت حكم ملس زيناوي، لكن لا يمكن إنكار أن نفس تلك الحكومات أعربت عن حماسها الحار لتغيير الاتجاه خلال فترة الود من حكم رئيس الوزراء آبي. لقد أمل المراقبون والمسئولون في الولايات المتحدة وأوروبا أنه عن طريق فتح مجال سياسي وتعزيز المؤسسات، ربما يستطيع توحيد مكاسب التنمية مع إثيوبيا أكثر شمولًا، وخضوعًا للمساءلة، وقوة، واستقرارًا، والتي في المقابل قد تصبح قائدًا إقليميًّا وعالميًّا بنَّاءً. يعرب نفس أولئك المراقبون عن قلقهم ليس فقط بسبب تأثير الصراع الحالي على المدنيين، ولكن لأنهم يرون إثيوبيا تستهلك نفسها ومستقبلها الواعد بالعنف. إنه ليس حنينًا لعصر زيناوي ولا خوفًا من القوة الإثيوبية هو ما يقف وراء مناشدات الدبلوماسيين للحكومة الإثيوبية وقيادات التيجراي لوقف هذا الجنون، وإنما الإحساس الحاد بالفرصة الضائعة، وبالثمن المروع الذي سيتكبده الإثيوبيون والمنطقة إذا دخلت الدولة في الفوضى.

للإطلاع على المقال الأصلي إضغط هنا

ربما يعجبك أيضا