الشركات الصينية في «وول ستريت» تتنفس الصعداء قبل الشطب

بدأت الشركات الصينية المدرجة في بورصة “وول ستريت” تنفس الصعداء، مع الحديث عن مفاوضات بين الصين والولايات المتحدة بشأن مراجعة وثائق تدقيق حسابات الشركات الصينية.

وتخارجت، خلال 3 سنوات الأخيرة، شركات صينية تتخطى قيمتها السوقية عشرات مليارات الدولارات، بسبب اعتراض الصين على طلبات تدقيق الحسابات المالية، التي ترى بكين أنها تخص الأمن القومي للبلاد، في حين تراه واشنطن ضرورة للشفافية.

الصين تسمح بدخول شركات تدقيق الحسابات

تتسارع وتيرة المحادثات بين بكين وواشنطن لتجنب شطب نحو 200 شركة صينية تناهز قيمتها 2.4 تريليون دولار  من بورصات نيويورك، مع وجود خطة للسماح للمفتشين الأمريكيين بالسفر إلى هونج كونج لمراجعة وثائق تدقيق حسابات الشركات الصينية، وفق “بلومبرج” في 26 أغسطس 2022.

وأصدر المنظمون الصينيون تعليمات لشركات المحاسبة الكبرى بالاستعداد لإحضار أوراق عمليات مراجعة الحسابات الخاصة بالشركات الصينية المدرجة في الولايات المتحدة إلى هونج كونج، حيث يمكن لمجلس مراقبة محاسبة الشركات الأمريكي الاطلاع عليها ومراجعتها.

وقد تؤدي المحادثات، التي لا تزال جارية، إلى إحراز تقدم كبير في المواجهة المستمرة منذ سنوات بشأن عمليات التفتيش المطلوبة لجميع الشركات المتداول أسهمها في الولايات المتحدة.

الرهان على شطب الأسهم الصينية يتراجع 45%

بحسب “بلومبرج”، تعمل واشنطن وبكين على قدم وساق لتفادي الموعد النهائي الذي فرضه الكونجرس في عام 2024 لطرد الشركات التي لا تمتثل لقواعد بورصتي نيويورك وناسداك. وقالت مجموعة جولدمان ساكس إن الأسواق تراهن بنسبة 50% على شطب أسهم الشركات الصينية من بورصات الولايات المتحدة.

وتراجع ذلك الرهان من نسبة 95% في مارس الماضي، نتيجة هذه المحادثات، حتى مع توصل الدولتين إلى اتفاق مبدئي بهدف تسوية مشكلة استمرت عدة عقود بشأن تدقيق القوائم المالية، بحسب شبكة سي إن بي سي، يوم الاثنين 29 أغسطس 2022.

عدم الشطب ينعش الأسهم الصينية

كتب استراتيجيو البنك أنه وفقًا لمقياس شطب الأسهم لدى المؤسسة المالية، الذي يعتمد على نماذج كمية، انخفضت تقديرات السوق لحجم الخطر عن ذروتها التي بلغت 95% في مارس الماضي، غير أنه ما زال يوج المزيد لفعله مع استمرار مخاطر شطب الأسهم.

وقال جولدمان ساكس إنه في أفضل سيناريو لعدم شطب الأسهم عند وصول بكين وواشنطن إلى اتفاق نهائي، ربما تشهد الأسهم الصينية المدرجة في الولايات المتحدة ومؤشر “إم إس سي آي تشاينا” ارتفاعًا في القيمة بنسب 11% و5% على التوالي.

عودة التفاؤل لشركات بـ2.4 تريليون دولار

بحسب تقرير “نيويورك تايمز“، في 12 أغسطس 2022، تواجه نحو 300 شركة مقرها في الصين وهونج كونج، بقيمة سوقية تزيد على 2.4 تريليون دولار، خطر الشطب من البورصات الأمريكية، مع زيادة هيئة الأوراق المالية والبورصات عمليات تدقيق حسابات الشركات.

وبحسب التقرير، من بين أكبر الشركات “تشاينا لايف” و”بتروتشاينا” و”تشاينا بتروليوم أند كيميكال” ومجموعة “علي بابا” القابضة و”بايدو”، مضيفًا أنه تحدد الموعد النهائي في العام 2024 بموجب قانون صادر في 2020 المسمى قانون محاسبة الشركات الأجنبية الذي حصل على مناصرة الديمقراطيين والجمهوريين.

شركات بـ318 مليار دولار انسحبت في أغسطس

التقرير تحدث عن إعلان 5 شركات صينية تبلغ قيمتها مجتمعة 318 مليار دولار، بينها أكبر مجموعتين للنفط في الصين، انسحابها من بورصة نيويورك، على إثر تصاعد الخلاف بين النظامين الحاكمين داخل البلدين.

وكانت أكبر مجموعات الطاقة في العالم “سينوبيك” و”بتروتشاينا”، أول المعلنين في بيانين منفصلين، بأنهما ستتقدمان بطلب لانسحاب طوعي من سوق المال الأمريكية، وصدرت إعلانات مماثلة عن شركة الألمنيوم الصينية “تشالكو” و”تشاينا لايف” وفرع لشركة الصين للبتروكيماويات “سينوبك”، مقره في شنجهاي.