محلل أمريكي: الغاز الطبيعي المسال يتحدى الحرب التجارية بين الصين وأمريكا

ولاء عدلان

رؤية

نيويورك – أفادت وكالة الأنباء الألمانية، اليوم (الأربعاء)، بأن الحرب التجارية التي نشبت بين الصين والولايات المتحدة خلال السنوات الخمس الماضي وشهدت تبادلا لفرض رسوم عقابية على سلع البلدين بمئات المليارات من الدولارات، إلا أن ملف الصادرات الأمريكية من الغاز الطبيعي المسال إلى الصين لم يتأثر بهذه الحرب بل شهد انتعاشا قويا.

يقول نيكوس تسافوس أستاذ كرسي جيمس آر شلزينجر  لدراسات الطاقة والجيوسياسات في برنامج أمن الطاقة والتغير المناخي  بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الأمريكي: إن العلاقات الأمريكية مع العديد من دول العالم تصبح معقدة للغاية عندما يتعلق الأمر بتجارة الغاز الطبيعي المسال، وبعد عدة بدايات خطأ وبعض التقلبات أصبحت الولايات المتحدة ثاني أكبر مورد للغاز الطبيعي المسال للصين.

وأضاف: خلال السنوات الأخيرة وقعت الشركات الصينية عقودا طويلة الأجل لشراء الغاز الطبيعي المسال الأمريكي، ويعتبر هذا تحولا كبيرا، ومؤشرا على أن المنطق التجاري الذي يربط الدولتين المتخاصمتين قوي وسيستمر جنبا إلى جنب رغما عن الخلاف السياسي الأوسع نطاقا بين واشنطن وبكين.

وأوضح: أن بدايات تجارة الغاز الطبيعي المسال بين الولايات المتحدة والصين تعود إلى نوفمبر 2010 عندما وقعت شركة صينية عقدا طويل الأجل لشراء الغاز الطبيعي المسال الأمريكي، ولكن هذا الاتفاق  لم يدخل حيز التطبيق أبدا، ولم يتم تنفيذ أي عقد لاستيراد الغاز الأمريكي حتى فبراير 2018، معتبرا أن نقطة التحول الكبرى في تجارة الغاز بين أمريكا والصين جاءت عندما قررت الحكومة الصينية في فبراير 2020 إعفاء مجموعة من المنتجات الأمريكية وبينها الغاز الطبيعي المسال من الرسوم العقابية، في إطار اتفاق التهدئة مع إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وبالتدريج عاد الغاز الأمريكي للتدفق إلى الصين.

وتابع: رغم التنافس السياسي بين الولايات المتحدة والصين، فإنهما مرتبطتان ببعضهما البعض عندما يتعلق الأمر بالطاقة، فالصين تستورد الوقود الأحفوري من الولايات المتحدة التي تستورد تقنيات الطاقة منخفضة الكربون من الصين، وتعتبر إدارة هذه الحركة التجارية في ظل التوترات المتصاعدة تحديا كبيرا للدولتين. 

ربما يعجبك أيضا