محلل سياسي لـ«رؤية»: غياب المقاومة والسلطة عن «اقتحام جنين» علامة استفهام

أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية عسكرية واسعة في مناطق شمال الضفة الغربية تستهدف بالتحديد مدينة جنين ومخيمها.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد سبعة أشخاص جراء القصف الإسرائيلي على مدينة جنين، فجر اليوم الاثنين، مرجحة ارتفاع حصيلة القتلى نتيجة وجود عشرات الإصابات بينهم حالات حرجة.

إسرائيل تحاصر جنين

قالت صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية، إن الجيش أطلق عملية عسكرية واسعة النطاق، لتدمير البنى التحتية للمسلحين، ولفصلهم عن السكان المدنيين في جنين. وحتى هذه اللحظة تشهد سماء جنين ومخيمها تحليقا مكثفا لطائرات الاحتلال الإسرائيلي، سواء الأباتشي أو طائرات الاستطلاع.

وفي هذا الصدد، اقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال وجرافات عسكرية مدرعة مدينة جنين وحاصرتها من مختلف الجهات، وقطعت الطرق التي تربط بين المدينة والمخيم، واستولت على عدد من المنازل المطلة على المخيم، ونشرت قناصتها فوق أسطحها، وقطعت التيار الكهربائي عن أجزاء كبيرة من المخيم. ومنعت سيارات الإسعاف من الدخول لنقل المصابين لتلقي العلاج.

جيش الاحتلال

تحديات تواجه إسرائيل

مع ذلك، رأى محلل الشؤون العربية بالصحيفة الإسرائيلية، آفي يسّاخروف، أنه لا يمكن تأكيد أن هذه العملية توفّر استجابة حقيقية في جنين، لوقف تطوير البنى التحتية للمسلحين في القطاعات الشمالية للضفة الغربية، وربما هذه استجابة مؤقتة فقط، وقد تجد إسرائيل نفسها في عملية عسكرية إضافية في المدينة بعد مرور عدة أسابيع.

ورجح موقع والا العبري أن القوات الإسرائيلية الخاصة تواجه تحديات كبيرة في المدينة، لأن المسلحين يقفون على الأسطح وفي الشوارع، ويبدون مقاومة شديدة.

عملية «البيت والحديقة»

أقرت العملية قبل 10 أيام من المستوى السياسي، وهي تجرى بقيادة قائد فرقة الضفة الغربية في جيش الاحتلال، آفي بلوت، الذي أطلق عليها اسم “البيت والحديقة”، وأنها ستستمر 72 ساعة، وتستهدف في المقدمة مخيم جنين، ويشارك بها أكثر من 1000 جندي.

وقالت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية إن استمرار العدوان على جنين وسلوك الاحتلال ما سيحدد طبيعة رد المقاومة، وأن أبطال جنين عازمين على إذلال العدو، لذلك فإن الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة في حالة انعقاد دائم لمتابعة العدوان على جنين، مع استمرار المقاومة في كل الساحات التي لن تسمح للعدو بالتغول.

جيش الاحتلال

جريمة في جنين

في هذا الصدد، قال أستاذ العلوم السياسية، أيمن الرقب، في تصريح لشبكة رؤية الإخبارية إن هجوم جيش الاحتلال الإسرائيلي على مدينة جنين “جريمة معد لها مسبقًا”، موضحًا أنه قبل أيام ادعت إسرائيل إطلاق صواريخ من المدينة وهذا لم يحدث، على حد قوله، ما يوضح أنه كان يخطط للهجوم منذ فترة طويلة.

وأضاف أن الاحتلال استخدم في جنين، التي مساحتها لا تزيد عن 500 متر، طائرات مسيرة بعدد كبير جدًا، ما تسبب في سقوط العديد عن الشهداء، فضلًا عن عشرات المصابين، وأدخل نحو 1000 جندي لحصار المخيم وقطع الكهرباء عنه، ما يشكل جريمة يحاسب عليها القانون، على حد وصفه.

وقال الرقب إن الاحتلال الإسرائيلي يحاول كسر الشعب الفلسطيني، من خلال هذه الاعتداءات، لكن قال إنه سيفشل في ذلك، كما فشل سابقًا وللأسف الشديد حكومة نتنياهو لم تتعلم من تجارب الماضي، موضحًا أن الشعب الفلسطيني لن تكسره جرائم الاحتلال.

الدكتور أيمن الرقب

انسحاب الأجهزة الأمنية الفلسطينية

أشار إلى أن المعضلة في هذا الوضع هي انسحاب الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية من مخيم جنين، الذي يقع تحت سيادتها، وتركه لقوات الاحتلال، مشددًا على أن السلطة باتت في وضع حرجّ، خاصة أن الاحتلال يريد أن يقتنص أي فرصة للهجوم على السلطة وتدميرها، على حد تعبيره.

وعبر عن أمله أن تعود السلطة الفلسطينية للوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، والتصدي لاقتحامات الاحتلال المناطقة، مشددًا على ضرورة الا تقف السلطة مكتوفة الأيدي أمام اقتحام مخيم جنين.

غياب المقاومة علامة استفهام

لفت الرقب إلى أمر قال إنه يعيبه على المقاومة، موضحًا أنه منذ فترة طويلة رفعت المقاومة شعار “وحدة الساحات”، ما يعني أنها ستقاتل عند الاعتداء على أي مكان، لكنه قال إنه هذا الشعار لا ينفذ على أرض الواقع، موضحًا أنه عند اقتحام مخيم جنين لم تنتفض باقي الفصائل في نابلس وطولكرم ورام الله وغزة، وحتى من يدعون أنهم مقاومة في لبنان، أو في إيران أو حتى في سوريا،

وحذر من ما يحدث ومعاقبة كل منطقة منفردة، مشيرًا إلى أنه في لحظة عندما ينتهي الاحتلال من جنين سيتوجه الى نابلس وطولكرم، لذلك يجب تكاتف الجميع حتى لا تبيع المقاومة الوهم للشعب الفلسطيني، وحتى ينتصر على الاحتلال.

اقرأ أيضًا| حقائق عن مدينة جنين ومخيمها بالضفة الغربية

اقرأ أيضًا| ما أهداف إسرائيل من عمليتها العسكرية في جنين؟