محمد بن راشد: مآثر زايد ستظل خالدة

محمود سعيد

رؤية

أبوظبي – يستذكر محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، إنجازات ومآثر مؤسس دولة الإمارات المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في قصيدة رائعة عنوانها “عام زايد” والقصيدة مكتوبة بمناسبة تخصيص هذا العام لهذه الشخصية الفذة بمناسبة ذكرى مرور مئة سنة على ميلادها، فالشيخ زايد، رحمه الله، شخصية كتبت تاريخاً ناصعاً ليس في الإمارات وحدها، وإنما في المنطقة، وكان لمثل هذه الإنجازات دوره في قيام نهضة شاملة شهدتها الإمارات التي أصبحت في زمن قصير نسبياً نموذجاً عالمياً، يستحق أن يحتذى.

حرص الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، على أن يوفي هذه المناسبة حقها، فكانت قصيدته على رشاقتها الفنية والشعرية، قصيدة شاملة، تقارب هذه الإنجازات، والقصيدة كما قلنا، تميزت ببلاغة الكلام، وقوة الصورة، ورشاقة المعنى، وكان لسلاسة أسلوب سموه الذي عرف به، ما يؤكد إيمان سموه بالدور الذي يلعبه الشعر بوصفه “ديوان العرب” في التأثير على الأجيال، بما يحمله من قيم وبما يجسده من تراث يرصد تاريخ الأجداد كابراً عن كابر.

ويرسخ في القصيدة شخصية المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بوصفه صانع مجد الدولة، وباني أركانها ومسبب نهضتها، وأن هذه السيرة العطرة لهذه الشخصية ستظل خالدة على لسان الجميع و يرددها الصغير قبل الكبير، أن النموذج الذي صنعه المغفور له، بإذن الله، هو نموذج لا يتكرر، فقد تكرس في وجدان الشعب والأمة.

هنا، يبرع الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في تقديم قصيدة، تتدرج في وصف شخصية الشيخ زايد، رحمه الله، فهو أولاً يكتب عن زايد كشخصية فريدة عزّ نظيرها، ثم يكتب عن إنجازاته وهي كثيرة مؤثرة في الخليج والوطن العربي، هو لا ينسى بكل تأكيد السياسة الخارجية التي اتبعها الشيخ زايد، وهي السياسة التي باتت عنواناً مهماً في كيفية صناعة الدول، لا بل إن دولاً كثيرة، ما زالت حتى اللحظة، تحاول تطبيق هذه السياسة التي تنطوي على بعد نظر، وتصلح كمثال يدرس في علم الدبلوماسية، والتأثير في الجوار، كما يؤكد سموه في قصيدته الكيفية التي كان يفكر بها ومن خلالها الشيخ زايد ومن ذلك على سبيل المثال رؤيته لسماحة الدين الإسلامي، هذا الدين الوسطي الذي لا يقبل التطرف ويقف موقفاً واضحاً ضد كل أشكال الإرهاب والعنف والهمجية.

توضح القصيدة كذلك بحسب “الخليج” رؤية الشيخ زايد الفذة، هذه الشخصية التي رأت في نشر العلم والمعرفة، وتنشئة الأجيال على العلم ومواكبة مستجدات العصر، سبيلاً إلى النهضة الشاملة.

وإذا كان الشيء بالشيء يذكر، فإن القصيدة تتحدث عن رؤية المغفور له، بإذن الله، للسياسة الداخلية، هذه السياسة التي كما قلنا، تدرجت في المهام، فانتبهت للشأن الداخلي واحتياجاته، وقامت باستثمار مقدرات الدولة، انطلاقاً من تأسيس البنية التحتية، وتمتين الاقتصاد وإرساء تشريعات وقوانين تحقق مداميك العدل والمساواة وتكافؤ الفرص، وفي موازاة ذ لك كله، لم ينس سموه ما سبق وأكده الشيخ زايد، دوماً من ضرورة الحفاظ على التراث، لما لهذا التراث من دور في الحفاظ على إرث الأجداد، هنا، لا يبدو الحفاظ على التراث بالنسبة للمغفور له، بإذن الله، ضرباً من الترف، بل هو ضرورة تستحق أن يبنى على إيجابياتها وتعزيزها، ونبذ السلبي من هذا التراث وهجره، فالحفاظ على العادات والتقاليد ودعم مشاريع التراث في الدولة، تقع في صلب اهتمامات القادة الإماراتيين، الذين يدعمون قيم البذل والتضحية والسخاء، بوصف ذلك كله من مشاعر العزة والفخر الوطني، وهو ولا شك في ذلك، مهم لذاكرة الأمة ويعتبر إحدى ركائزها الأساسية، لأنه يقوم على مبادئ وأخلاق وقيم استندت عليها الإمارات منذ تأسيسها في الثاني من ديسمبر عام 1971.يبدأ صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم قصيدته بأبيات ذات دلالة، وهو يقول:

ذكرت زايد وإبتدى الوقت يرجع
                    وشافت عيوني بوجه زايد مناها
وجهه مشرب بالشرف ما تقنع
                  عن حر كاشف صيدته ما خطاها
من غير مرسل أو إسبوق مولع
                        بالعز والناموس نفسه هواها
في حزة الشدة أبد ما تروع
                    منه السباع تخاف تقرب عشاها.

وتلك الأبيات الاستهلالية لهذه القصيدة الطويلة التي جاءت في 83 بيتاً، تشكل مفتاحاً أولياً لشخصية المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه، هذه الشخصية التي التصقت بقيمة الشرف، كخصيصة أولى من خصائص الشخصية الواثقة، المعتزة بدينها ووطنها وأمتها.

تلك إذاً، بعض من مفاتيح شخصية زايد، رحمه الله، الذي تصفه القصيدة بأنه في عز اشتداد الظروف والمحن والخطوب، كالسبع الذي يترك فريسته أمامه، فتخشى السباع الأخرى الاقتراب من صيدهن ولنتصور هذا التشبيه الشعري الذي يسلط الضوء على شخصية استثنائية في إيمانها وقوة مراسها ووثوقها من قدرتها على الإبهار والتأثير في الآخرين.

ويمعن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في وصف شخصية الشيخ زايد، حين يستخدم مفردة الصيد ملاصقة لشخصية المغفور له، بإذن الله، والصيد هنا، استخدم كدلالة صريحة، كما استخدم كدلالة رمزية، فالصيد يعبر أحياناً عن شخصية قوية يهابها الآخرون، وفي هذا دلالة على الاحترام والتقدير الذي يكنه الآخرون لهذه الشخصية، والصيد كذلك كناية عن إشارة ورمز يجسد فعال الخير والمحبة والمودة، كما تبرز الأبيات اللاحقة ومنها:

صيته سرى ما بين لأرياح الأربع
                         دنيا البشر والجن تدري بنباها
حتى الحجر عن اسم زايد تسمع
                              له يشهد التاريخ أنه فتاها
قيدومها وراس الرجاجيل الأشجع
                     وفارس فوارسها وحامي حماها
مواقفه لها هل الفهم تتبع
                        تبع الدليل إلى السلامه هداها

الكرم أيضاً الذي ميز المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، خصيصة، تلخص جانباً مهما من شخصيته، والكرم صنو العطاء والبذل ونكران الذات، وهو صنو القائد الذي يقدر شعبه، ويفديه، ليشكل قدوة لا تمحى.

يقول:
وإن ضاقت الدنيا على الناس وسع
                          وإن شحت الأيام زايد كفاها
متواضع للناس والرب يرفع
                     له من تواضع للبشر ما إزدراها
ماهمته الدنيا وبها ما تمتع
                    والأموال مب غايه وسيله يراها

تتناول القصيدة كذلك السياسة الداخلية للمغفور له، بإذن الله، وأول هذه السياسة هو حرصه على توحيد الإمارات، في إشارة إلى سنة التأسيس والوحدة عام 1971.

هذه السياسة التي صنعت وطناً مهاباً، مقدراً من الدول العربية ومن دول العالم، مسيّجاً بأبناء وحدود وجنود يحمونه، ودستور يرسم معالم هذه الوحدة، هو دستور قائم على العدل والمساواة.

أما في السياسة الخارجية للشيخ زايد، فقصيدة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حافلة بمثل هذه الإنجازات؛ حيث نراه على سبيل المثال يشير إلى غزو الكويت ومواقف المغفور له، بإذن الله، الصريحة إزاء هذا الموقف، حين نادى رحمه الله، بضرورة تحرير الكويت، وتخليصها من هذا الغزو الغاشم:

ويوم غزا صدام الكويت واتبع
                           جيشه إلى الخفجي بشره نواها
والناس في محنة وقف ما تزعزع
                          والحرب مشتده وتطحن رحاها
وقال بصريح اللفظ لا بد ترجع
                             الكويت حره مستقله لحماها
وتجمع الحلف الكبير المدرع
                       ومع كل حر وشهم خذنا قضاها

تتطرق القصيدة أيضاً إلى رؤية الشيخ زايد للدين، التي تنطلق من سماحة الإسلام ومنهجه العادل، هذا الإسلام الذي لا يتوقف عند حدود الشكليات والطقوس، وإنما يغوص في معانيه وقيمه؛ حيث مكارم الأخلاق؛ وحيث دلالات النوايا الحسنة والطيبة؛ وحيث العبادة تجد صورة ساطعة في التعامل مع الآخرين، بمرجعية واضحة دعا إليها الدين الحنيف، وبكل تأكيد ليس هو دين التطرف والعنجهية والعنف، في إشارة من سموه إلى كل أسباب الحروب والفتن الطائفية والدينية التي اجترت عذابات كثيرة، وسببت مواجع لا حصر لها، من طائفة وشرذمة باعت دينها بأبخس الأثمان.

تقدم القصيدة كذلك التوجه النهضوي للشيخ زايد؛ حيث تشير إلى حرص المغفور له، بإذن الله، على تحصين أبناء وطنه بالعلم، كما تكفل برعاية الفتيات، وأوصى بهن، بل حرص على أن ينلن قسطاً وافراً من المعرفة، أسوة بالذكور، في ذلك ضمانة لرفعة الوطن وازدهاره وعلو شأنه.

هذه التكاملية في شخصية الشيخ زايد، عكست نهضة شاملة عمت البلاد، بعد أن كانت صحراء قاحلة، فعم الخير البلاد والعباد، وفي الوقت الذي كان تحصين الداخل مهماً بالنسبة للمغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد، فقد كانت عينه، رحمه الله، على الخارج، في إشارة إلى ما بذله من همة عالية، في حسن الجوار وبناء العلاقات مع الدول، وهو الذي نراه واضحاً في علاقات الدولة على المستويين العربي والدولي.
لقد أشار الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في قصيدته إلى كل تلك المعالم التي تشهدها نهضة الإمارات اليوم، والتي يعود الفضل فيها إلى هذه الشخصية الملهمة، التي أطلقت عليها ألقاب كثيرة، ومنها “حكيم العرب”.

في ختام قصيدته يشير إلى أن فراق هذه الشخصية اللامعة بكل ما تركه من حزن ولوعة، إلا أنه يظل شامخاً كالطود في ذكريات وحكايات كثيرة، لا يملها أبناء وطنه، بل يرددونها صباحاً ومساء، وهي بكل تأكيد حكايات وقصص عن واقع قريب مطرز بالفخر والحكمة والعطاء بمثل ما شكل “أيقونة” مزدانة بالشذى وبالقيم والمواقف والمكرمات.. يقول سموه:
وتاريخ عاطر بالمفاخر مشبع
                 مثل الكواكب في عوالي سماها

إلى أن يقول:
معاني عن شعر غيري إتمنع
                         يسري بألحان المعاني غناها
المسك منها ومن حلاها تضوع
                         ويعطر السامع بطيبه شذاها.

                              عام زايد

ذكَرتْ زايدْ وإبتدىَ الوَقتْ يرجَعْ      وشافتْ عيوني بوَجهْ زايدْ مِناها
وجْهِهْ مشَرَّبِ ْ بالشَّرَفْ ما تِقَنَّعْ        عنْ حِرْ كاشِفْ صيدتِهْ ما خطاها
منْ غيرْ مرسَلْ أوْ إسبوقٍ موَلَّعْ       بالعزْ والنَّاموسْ نفسِهْ هِواها 
في حزَّةْ الشِّدِّهْ أبَدْ ماترَوَّعْ               منهْ السِّباعْ تخافْ تِقرَبْ عشاها
يالينْ يتركْ لأجلها ما تِقَطَّعْ             هيهْ البَلاَ ياغيرْ منِّهْ بلاها
 
صيدِهْ منْ أفعالِهْ كثيرْ ومنوَّعْ           حبرْ وقطا وغزلانْ سَيَّلْ دماها
أوْ ضبعْ أوْ ذيبٍ مِ الإذيابِهْ أكْوَعْ       وإذا نوىَ حيِّهْ بوادي طواها
منهْ الخطَرْ ليسْ الحذرْ منهْ يشْفَعْ      القاعْ والوديانْ يرجِفْ حصاها
صيتهْ سَرىَ مابينْ لأرْياحْ الأربَعْ      دنيا البِشَرْ والجنْ تدري بنباها
حتَّى الحِجَرْ عنْ إسمْ زايدْ تِسَمَّعْ       لِهْ يشهَدْ التَّاريخْ أنِّهْ فتاها
قيدومَها وراسْ الرِّجاجيلْ الأشجَعْ   وفارسْ فوارسها وحامي حماها
مواقفِهْ لها هلْ الفهمْ تِتبَعْ               تَبعْ الدِّليلْ إلىَ السَّلامِهْ هداها
وسياستهْ منها المعادينْ تِخضَعْ       خضوعْ يجبرها ويَكسِرْ عصاها
ولِهْ تغيبْ الشَّمسْ وتردْ تِطلَعْ         دنيا العَرَبْ عليهْ تَعقِدْ رجاها
وإذا تضِرْ النَّاسْ هوُ بَسْ ينفَعْ        نفسِهْ وحيدِهْ بفعلها ومِستواها
النَّاسْ تاخذْ مِنهْ مايومْ تِدفَعْ           وإذا عطاها رَدْ تالي وعطاها
بينِهْ وبينْ الحِرْ كِشْفْ ومبَرقَعْ        وبينهْ وبينْ السِّبعْ مخلَبْ كساها
وبينِهْ وبينْ الغيمْ رعدٍ تقَرقَعْ          يعطي بِصَمتْ وهيهْ ترعِدْ بماها
ولها مواسِمْ بعضْ الأعوامْ تِقطَعْ    وزايدْ بلا موسمْ يمينِهْ بسخاها
وإنْ ضاقتْ الدِّنيا علىَ النَّاسْ وسَّعْ    وإنْ شحَّتْ الأيَّامْ زايدْ كفاها
متواضِعٍ للنَّاسْ والرَّبْ يرفَعْ            لِهْ مِنْ تِواضَعْ للبِشَرْ ما إزدراها
ماهَمِّتِهْ الدِّنيا وبها ما تِمِتَّعْ               والأموالْ مَبْ غايِهْ وسيِلهْ يراها
ملاكْ في إنسانْ وأنبَلْ وأروَعْ          منْ كِلْ رايِعْ والرِّوايِعْ حواها
ومشخَصْ ذهَبْ لي بالجواهِرْ مرَصَّعْ  أصَفىَ منْ أصفَىَ جوُهِرَهْ في صِفاها
هوُ للتِّوَحدْ في الإماراتْ يجمعْ      يومٍ بلادهْ لإتِّحادِهْ دعاها
في واحدْ وسبعينْ بالخيرْ وَقَّعْ       علىَ عهودٍ بالرِّجولِةْ رعاها
صنَعْ وطنْ مهيوبْ مافيهْ مطمَعْ     لِهْ جيشْ يحمي حدودها مَعْ سماها
وزايدْ ما يخدَعْ كانها النَّاسْ تخدَعْ    وزايدْ مايَغدِرْ بالعِدىَ منْ وراها
سجيِّتِهْ في الوَجهْ لهْ قولْ يِقطَعْ       لِهْ كلمِةٍ وحدِهْ ويسري صِداها
مايِلِفْ وإلاَّ يدورْ وإلاَّ يْتِضَعضعْ    مواقفِهْ مثلْ الجبَلْ منتهاها
النَّاسْ لهْ تتبَعْ ولأمرَهْ إتِّسَمَّعْ       عينِهْ ما تِشبَعْ لأجلنا منْ كراها
دستورنا سَنِّهْ بعدلِهْ وشَرَّعْ        ورفعْ علىَ أعلىَ الدِّواري لواها
وأمستْ لنا دانهْ منْ النُّورْ تلمَعْ    وغَلَبْ شعاعْ الشَّمسْ ساطِي سناها
ومنْ بعدْ توحيدهْ لدارَهْ تِطَلَّعْ       صوبْ الخليجْ وللجزيرهْ ودَعاها
وفي بوظبي لأهلْ السياساتْ جَمَّعْ   قَصدِهْ يوحِّدها وتوصَلْ رجاها
ويومٍ غزا صدَّامْ الكويتْ وأتْبَعْ      جيشهْ إلىَ الخَفجي بشَرَّهْ نواها
والنَّاسْ في محنِهْ وقَفْ ماتزعزعْ   والحَربْ مشتدِّهْ وتطحَنْ رحاها
وقالْ بصريحْ اللفظْ لابِدْ ترجَعْ        الكويتْ حرَّهْ مستقِلِّهْ لحْماها
وتجمَّعْ الحلفْ الكبيرْ المِدَرَّعْ        ومعْ كلْ حِرْ وشَهْمْ خذنا قضاها
الدِّينْ عندِهْ لطاعَةْ اللهْ يِفزَعْ           وبمنهَجْ الإسلامْ نفسِهْ شفاها
 
إذا سِمَعْ لآياتْ لِهْ قلبْ يِخشَعْ       ودَمعِهْ يبَلِّلْ وَجنِتِهْ منْ بكاها
والإسْلامْ عندِهْ مَبْ طقوسْ إتِّوَزَّعْ   والأعمالْ بالنِّيَّاتْ منْ لي نواها
صحيحْ زايدْ كانْ يسجِدْ ويركَعْ     بَسْ العبادِهْ في التِّعامِلْ يِراها
ضدْ التِّطَرِّفْ لي للإرهابْ يصنَعْ   وضدْ الوصايَهْ عَ البشر في إدْعَواها
أمَّهْ وَسَطْ اللهْ جعلها ووزَّعْ        الأديانْ منْ وحيِهْ وبأمرَهْ هِداها
علىَ دليلْ منْ الشِّريِعهْ ومِرْجَعْ        اللهْ يامرها واللهْ نهاها
حكمِهْ إلاهيِّهْ بها الرَّبْ يرفعْ            ناسٍ وناسْ إيردِّها عا قفاها
إستخدموا الإسلامْ سلعِهْ ومِطمَعْ     خاسرْ ترىَ منْ باعها ومنْ شراها
ماهوُ بغَصْبْ الدِّينْ لهْ سِرْ يوضَعْ    في قلبْ منْ شافْ النِّجاهْ ووعاها
ودايمْ إلىَ رَبَّهْ بقَلبَهْ إيْتِضَرَّعْ         ويَكسِبْ رضا رَبَّهْ وناسِهْ رضاها
والنّوُرْ منْ وجهِهْ تبَسَّمْ وشَعْشَعْ      ياحَيْ لَفْتَةْ طَلْعتِهْ وملتقاها
ونَفسِهْ منْ الإحسانْ ما يومْ تِشْبَعْ    صوبْ الشَّهامهْ والكرامَهْ حداها
كَمْ كانْ زايدْ ينشِرْ وكانْ يِطبَعْ       منْ المصاحفْ بآيها ومحتواها
ويشَجِّعْ الطِّلّاَبْ تحفَظْ ويدفَعْ        لهُمْ جوايزْ هوُ قَبِلنا بداها
والعلمْ في عهدِهْ لقا منْهْ منبَعْ       مدارسٍ متمَيِزِهْ بمستواها
آمَنْ بأنْ العلمْ واجِبْ ونَوَّعْ         بينْ المعاهدْ عَ التَّخَصِّصْ بَناها
وأعطىَ البناتْ الحقْ تدرسْ وترفَعْ   صَرحْ الوطَنْ مَعْ سِترها ومَعْ غطاها
إمحافِظَهْ عَ أخلاقِها ما إتِّمَيَّعْ         بَسْ ما تِتِمْ بجهلها في خباها
حكيمْ في الإنسانْ يصنِعْ ويزرَعْ    ياليْن دولَتنا زَهَتْ منْ حلاها
ومنْ عقبْ صحرا وسْطَها اللالْ يلمَعْ     غدَتْ لنا جنِّهْ ومسك ٍ ثراها
زايدْ نقَلها مِ البداوَهْ وطَوَّعْ           رمولها ومنْ فيضْ جودهْ حياها
وفتَحْ بلادِهْ للتِّطَوِّرْ وشجَّعْ            النَّاسْ تستثمِرْ وينمي نماها
ولإقتصادْ الدَّارْ وَظَّفْ وفَرَّعْ          في كِلْ أنواعْ التِّجارَهْ دَعاها
وساوىَ مابينْ النَّاسْ بالعَدلْ وأتبَعْ     الحَقْ لأصحابَهْ بِعَدلِه جزاها
ولانسىَ الماضي ولا فيهْ ضَيَّعْ      حافَظْ علىَ عاداتْ شعبِهْ وحياها
وعنْ سيرَةْ الماضينْ علَّمْ وسَنَّعْ     علىَ سنَعهُمْ للعيالْ بْربَاها
ورَدْ الحصونْ اللِّي بَنيهِنْ تصَدَّعْ    وجدَّدْ مبانيها ووثَّقْ عراها
منْ أجلْ هذا الجيلْ لأنِّه توَقَّعْ       أنْ يَختِلِفْ صبحْ العَرَبْ عنْ مساها
ما يومْ عَنْ بَذلِهْ بعذرٍ تذرَّعْ         يَدْهْ إوصلتْ في جودها منتهاها
كلمَةْ نَعَمْ والبابْ دومَهْ مِشَرَّعْ      للِّي إلى دارَهْ تِعَنَّى وجاها
الخَلقْ في عهدِهْ منْ الخيرْ ترتَعْ    حتىَّ البهايمْ م ِ العطا ما نساها
بأنهارْ عَشرٍ منْ أياديهْ تِنَبَعْ        ويفيضْ منْ عَشرْ الأصابِعْ عطاها
مايعتريهْ الضَّعفْ أوْ يومْ يخضَعْ   إذا العَرَبْ خوفْ وتخاذِلْ عراها
إذا نِطَقْ سَمَّعْ وإنْ شَدْ وَجَّعْ       وإذا حِرَبْ شَنَّعْ عداهْ ومَحاها
وإذا فَرَسْ لي يَفرسِهْ ما إيْتِرَقَّعْ    وفرايسِه فرسانْ تَفرِسْ عداها
وحتَّىَ إذا سَمَّىَ الأسامي يبَدِّعْ     يختارْ الأسما لي يفَرِّحْ نِداها
لِهْ طاقَةْ الإيجابْ منها يِوَزِّعْ       طاقَهْ حِماسيِّهْ لذيذٍ جنَاها
زايدْ ماهوُ شخصٍ لفانا وودَّعْ      زايدْ حكايِهْ يفتخِرْ منْ رواها
معجزْ كتابِهْ يشبَهْ الفَجْرْ وأنصَعْ   يبهِرْ كتابِهْ وسيرتِهْ وما حواها
وتاريخْ عاطرْ بالمفاخرْ مِشَبَّعْ     مثلْ الكواكِبْ في عوالي سماها
لوُ قلتْ في أوصافَهْ إلى يومْ تِطلَعْ   أهلْ القيامِهْ مزملي ما حصاها
معانيٍ عنْ شعرْ غيري إتِّمنَّعْ     يسري بألحانْ المَعاني غناها
 
المسكْ منها ومنْ حلاها تِضَوَّعْ   ويعَطِّرْ السَّامعْ بطيبِهْ شذاها

ربما يعجبك أيضا