محمد فؤاد وإيهاب توفيق.. كواليس سطوع نجمين أطفأتهم الألفينات

رنا الجميعي
محمد فؤاد في شبابه

شخصية صاحب "فاكرك يا ناسيني" مكّنته من المحافظة على مستواه الفني، بخلاف توفيق الذي يحتاج إلى صاحب رؤية فنية تدفعه للأمام


لمع اسم محمد فؤاد وإيهاب توفيق خلال فترة التسعينيات من القرن الماضي، كاثنين من أبرز نجوم تلك الفترة، لم يخل بيت مصري من شريط كاسيت يحمل اسم أحدهما.

يعود اسم المطربين المصريين إلى فترة التسعينيات، التي يحن إلى إنتاجها الغنائي أجيال عديدة حاليًا، وأطلق على عدوى الحنين تلك مصطلح “نوستالجيا التسعينات”، وكان إيهاب توفيق ومحمد فؤاد ضمن مجموعة من الفنانين الذين ارتبطوا بتلك الفترة الغنائية اللامعة.

بدايات توفيق وفؤاد الفنية

لم تتجاوز بداية إيهاب توفيق ومحمد فؤاد سوى بضعة أعوام، يرجع الأمر إلى فارق السن بينهما، فمحمد فؤاد من مواليد عام 1961، ويرجح الناقد الفني محمد عطية أن فارق السن يعد أحد أسباب بداية فؤاد الفنية، ويقول في حديثه لـ”شبكة رؤية الإخبارية”، إن بدايته الاحترافية انطلقت بعدما التقاه الفنان عزت أبو عوف صاحب فرقة “الفور إم”، وأطلق فؤاد ألبومه الأول “في السكة” عام 1983.

وبالنسبة لتوفيق، وهو من مواليد عام 1966، بدأ بعد انطلاقة فؤاد الفنية بنحو 7 سنوات، فقد ظهر توفيق كصوت غنائي في ألبوم “لقاء النجوم” الصادر عام 1990، كما يذكر عطية، ويكمل: “اجتمع في الألبوم أسماء شبابية في ذلك الوقت، هشام عباس وحميد الشاعري وفارس ومصطفى قمر”، تضمن الألبوم أغنية إيهاب توفيق الأولى “داني”، التي كانت سببًا في شهرته، بحسب عطية.

أغنية “داني”.. حجر الأساس في مشوار توفيق

حققت أغنية توفيق الدفعة الأولى التي كان يحتاجها في بداية مشواره الفني، ثم انطلق الفنان المصري بألبومه الأول “اكمني”، محققًا نجاحًا كبيرًا ضمن الأصوات الشبابية الموجودة على الساحة الفنية، وكان من بينها فؤاد، وتمكن توفيق من اللحاق بهم، ثم توالت من بعدها ألبوماته الفنية التي بلغت نحو 18 ألبومًا.

ايهاب توفيق في إحدى كليبات أغانيه

ايهاب توفيق في إحدى كليبات أغانيه

 

يرى عطية أن بداية مشوار توفيق الفني كانت ناجحة، فقد صنع 3 ألبومات هي “اكمني” و”مراسيل” و”رسمتك”، وزعهم حميد الشاعري، الذي كان سببًا قويًا وصاحب رؤية في انطلاقة توفيق القوية، كما ذكر الناقد الفني، ولكن توقف الشاعري عن تعاونه مع المطربين في عام 1994 نتيجة مشكلاته مع نقابة الموسيقيين، جاء ليشكل عثرة قوية في مشوار صاحب “الأيام الحلوة”.

محمد فؤاد ندًا لعمرو دياب في الثمانينات

لم يواجه فؤاد تلك المشكلة، ففي اعتقاد عطية أن شخصية صاحب “فاكرك يا ناسيني” مكّنته من المحافظة على مستواه الفني، بخلاف توفيق الذي يحتاج إلى صاحب رؤية فنية تدفعه للأمام. كان فؤاد -في رأي الناقد الفني- واحدًا ممن تأثروا بجيل الوسط من المغنيين أمثال علي الحجار ومحمد منير، بالإضافة لاعتباره ندًا لعمرو دياب في فترة الثمانينات وأوائل التسعينات، على حد وصف عطية.

“إسماعيلية رايح جاي”.. سيرة فؤاد في فيلم

عدَّ عطية مشوار فؤاد مختلفًا ومؤثرًا على نحو أكبر، لكونه لم يتبع جيل الشباب الذي تزعمهم حميد الشاعري في فترة التسعينات، بجانب مشاركة فؤاد في الأفلام، على رأسها بطولة فيلم “إسماعيلية رايح جاي” الذي يتناول مواقف حقيقية في مسيرة فؤاد الفنية، كما يذكر عطية، من بينها مقابلته لعزت أبو عوف، وشكلت الأفلام نقطة قوية في تاريخ فؤاد، بينما لم ينجح توفيق في إضافة جمهور جديد إلى محبيه.

المشهد الشهير بين محمد فؤاد وعزت أبو عوف في فيلم اسماعيلية رايح جاي

المشهد الشهير بين محمد فؤاد وعزت أبو عوف في فيلم اسماعيلية رايح جاي

الألفينات.. نقطة فارقة في مشوار النجمين

تعد فترة الألفينات فارقة في مشوار فناني التسعينات، لاعتبارات عدة أبرزها اختلاف ذوق الجمهور، وتطور سوق الغناء المصري، لكن اللافت للنظر في مشوار فؤاد أن خفوته الفني يرجع لعملية غير ناجحة لأحباله الصوتية، كما يذكر عطية، ما أثر على وجوده على الساحة الفنية.

ايهاب توفيق

ايهاب توفيق

 

لكن توفيق، في رأي الناقد الفني، لم يكن ناجحًا منذ البداية في اختيار الأغاني بنفسه، وكان بحاجة طيلة الوقت إلى صاحب رؤية فنية، ما جعل ألبوماته الفنية لم تكن جميعها بالمستوى نفسه من القوة، وتراجع توفيق كثيرًا منذ ألبومه “لازم تسمع” الصادر عام 2009.

ربما يعجبك أيضا