مخاطر وتداعيات.. كيف ستغير القنابل العنقودية حرب أوكرانيا؟

محمد النحاس

على الصعيد العسكري قد تغير القنابل العنقودية حقائق الميدان.. لكن بأي تكلفة؟


أفادت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية بأن مسؤولًا كبيرًا في إدارة الرئيس جو بايدن، قال “الولايات المتحدة ستعلن تزود أوكرانيا بذخائر عنقودية”.

ويشير تقرير لصحيفة الإيكونوميست البريطانية إلى إمكانية تغيير الواقع العسكري الميداني في أوكرانيا وروسيا بفعل القنابل العنقودية التي ستؤثر في سير العمليات، في ظل الهجوم المضاد الأوكراني.

القنابل العنقودية

تعهدت الولايات المتحدة بإرسال القنبلة صغيرة القطر “جي إل إس دي بي”، لكنها لم تفعل بعد، وهناك سلاح آخر ترغب به أوكرانيا -وفق تقرير الإيكونوميست- وهو نظام ATACMS الصاروخي الباليستي الذي يبلغ مداه 300 كيلومتر.

اقرأ أيضًا| ميدفيديف: حرب أوكرانيا قد تستمر لعقود

غير أن أكثر ما ترنو إليه أوكرانيا، هي القنابل العنقودية، وهي عبارة عن مجموعة من القنابل الصغيرة تستهدف المشاة، والمركبات، وجرى تطوير أنواع منها تستهدف الآليات المصفحة.

بطء شديد

طلبت أوكرانيا من واشنطن إمدادها بـ”الذخائر التقليدية المحسنة ثنائية الغرض (DPICM)، وهي إحدى فئات القنابل العنقودية، ويمكن إطلاقها من مدافع هيمارس وهواتزر، (وهي أسلحة أمد بها الغرب أوكرانيا).

اقرأ أيضًا| روسيا تتمسك بمواصلة الحرب في أوكرانيا

وفق التقرير، تتقدم أوكرانيا في هجومها المضاد جنوبًا ببطء شديد “على نحوٍ محبط”، وتوقعت كييف أن تتراجع روسيا سريعًا عن خطوطها الدفاعية الأولى، وهو ما لم يحدث، ما أدى لزيادة أعداد الخسائر البشرية في صفوف القوات الأوكرانية، فضلًا عن ارتفاع معدلات استهلاكات الذخيرة.

تغيير قواعد اللعبة

يشير مقال سابق نشرته مجلة برتش أرمي ريفيو في عام 2019 إلى أن القنابل العنقودية يمكن أن تكون “مغيرًا لقواعد اللعبة، وهو رأي شائع بنحو كبير لدى الأوساط العسكرية الغربية”، حسب ما نقلت الإيكونوميست.
ووفق المجلة البريطانية، توجد مزايا أخرى للقنابل العنقودية، منها أن سرعة الإطلاق كبيرة مقارنةً بنظائرها، غير أن المعلومات الأقل دقة عن الهدف تفي بالغرض، بسبب الكثافة العالية للنيران.

وتجد فائدة أخرى لوجيستية تكمن في تخفيف الضغط على الذخائر الأخرى في ظل معدل استهلاك قياسي لدى أوكرانيا. وتنقل المجلة عن مسؤول غربي لم تحدد هويته قوله “لا أستطيع تصوّر كيف يمكن الحفاظ على الزخم دونها”، في حديثه عن القنابل العنقودية.

ويرى المسؤول الدفاعي الأمريكي السابق، بن هودجز، أنه بإمكان هذه الذخائر أن تقوّض فعالية النيران الروسية، وتمنح أوكرانيا مزيدًا من الوقت لإزالة الألغام.

مخاطر وتداعيات

تحظر اتفاقية الذخائر العنقودية التي وضعت في صيغتها النهائية عام 2008 استخدام هذه الذخائر، ونقلها وإنتاجها وتخزينها، لكن الولايات المتحدة وأوكرانيا وروسيا لم توقع الاتفاقية، ومن شأن الخطوة أن تشق إجماع دول حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وفي حين تبدي بعض دول الجناح الشرقي للحلف الغربي رغبةً في المضي قدمًا في هذا المسار، ترفض ألمانيا الأمر.
وتوجد مخاوف إنسانية أيضًا من استخدام هذا السلاح، إذ تُشكل خطرًا على المدنيين بعد فترة طويلة من انتهاء الحرب، وهناك بعض السوابق التاريخية التي تشير للأضرار والمخاطر الكبيرة لاستخدام مثل هذه الذخائر.

وفي عام 2006 استخدمت إسرائيل هذه القنابل إبّان اجتياحها لبنان، ما أدى لتلويث مساحات شاسعة من الأراضي الصالحة للزراعة، ويمكن أن تمثل أيضًا مخاطر في ما يسمى بـ”النيران الصديقة”، ففي عام 1991 قتلت 22 جنديًا أمريكيًّا في حرب الخليج الثانية عن طريق الخطأ.

أسلحة شنيعة

وفق المستشار العسكري في منظمة PAX للسلام، وهي منظمة هولندية غير حكومية، مارك جارلاسكو: “توجد خيارات أفضل بكثير من تشبع بلدك بالألغام الأرضية”، ويضيف أن مثل هذه الأسلحة سوف “تشوّه جنودك وأبناء شعبك لعقود قادمة”، واصفًا إياها بـ”الأسلحة الشنيعة”.

إجمالًا، يمكن القول “هذه الذخائر فعّالة من الناحية العسكرية والميدانية، لكنها سلاح ذو حدين، فضلًا عن تكلفتها الإنسانية والبيئية العالية”.

ربما يعجبك أيضا