مراجع اللغة الفارسية في «الحشاشين» لـ«رؤية»: التنظيمات الإرهابية تسير على خطى حسن الصباح

عمر رأفت

أجرت “شبكة رؤية الإخبارية” حوارًا مع مُدقق اللغة الفارسية وأستاذ الأدب الفارسي في جامعة عين شمس المصرية، أحمد لاشين، للحديث معه بشأن مسلسل “الحشاشين”، الذي يعرض في الموسم الرمضاني الحالي. 

وفي حواره مع “رؤية” عن المسلسل الذي أثار الجدل في الفترة الحالية، تحدث أحمد لاشين عن طائفة الحشاشين وشخصية حسن الصباح.

a73744e6 b0cf 4f34 a97c 73c5a3e7f603

طائفة الحشاشين 

قال أحمد لاشين، أن طائفة الحشاشين ظهرت بقيادة حسن الصباح، أو طائفة النزارية التي دعت لإمامة نزار بن المستنصر الخليفة الفاطمي في مصر، والذي انقض أخيه المستعلي على الإمامة من بعد وفاة والده، ولكن حسن الصباح قرر اعتبار نزار هو الإمام الغائب وأنه مسؤول عن دعوته في إيران. 

وأضاف لاشين، في حواره مع “شبكة رؤية الإخبارية”، أن حسن الصباح تمكن من السيطرة على قلعة آلموت في إقليم الديلم، وكوّن أول فرقة عسكرية مدربة بشكل جيد على الاغتيالات، وخاض العديد من الحروب ضد الدولة السلجوقية، واستولى على العديد من القلاع الأخرى بخلاف آلموت، واستمرت دعوته بعد وفاته لمدة 200 عام، إلى أن انتهت على يد المغول عام 654 هـ.

طائفة الحشاشين والتنظيمات الموالية لها

أوضح لاشين أن البنية الفكرية والتنظيمية للحشاشين أصبحت هي الأساس لكل التنظيمات التي أتت بعدها، خاصة فكرة الحرس الخاص أو التنظيم السري كما حدث مثلًا في جماعة الإخوان الإرهابية، أو فرق الاغتيالات التي تبناها أمراء الجهاد في داعش أو القاعدة، أو فكرة الانتحار تحت مسمى الجنة أو الوعد بالجنة التي أشاعها العديد من الفرق.،وكذلك فكرة قدسية الفرد، التي تبنتها العديد من الفرق، فقائد أو الأمير أو المرشد. 

وأضاف أن هذه كلها امتداد لفكرة الإمام كما اخترعها الحسن الصباح، وهذا ما يتعلق بالعصر الحديث، مشيرًا إلى أن جماعة الحشاشين استمروا لفترة طويلة جدًا بعد هدم قلعة آلموت على يد المغول، خاصة في منطقة سوريا والعراق، حتى قاومهم الظاهر بيبرس لفترة زمنية طويلة.

الحشاشين والدولة الإيرانية 

وأشار أحمد لاشين في حواره مع “رؤية” إلى أن بنية الدولة الإيرانية نفسها اعتمدت في تكوينها على فكرة المرشد الملهم، أو الولي الفقيه المكتسب قداسته من الإمام الغائب، فرغم الخلاف المذهبي بين النزارية والإثنا عشرية المذهب الرسمي لإيران، لكن بنية التنظيم التي كونها الحسن الصباح والحشاشين، وكانت ملهمة للعديد من الحركات التي أتت على شاكلتها بعد ذلك، ومن ضمنها الدولة الإيرانية، بخلاف فكرة المهدي المنتظر بين المذهبين، لكن التنظيم متشابه، وحتى فكرة الحرس الثوري بتشكيلاته المعقدة والمختلفة تعكس نفس فكرة النظام الخاص العسكري الذي تبناه الحسن الصباح.

وقال إن وصول إبراهيم رئيسي للحكم هو وصول التيار المتشدد، خاصة بعد فوز نفس التيار في الانتخابات الأخيرة، سواء البرلمان أو مجلس الخبراء، والتيار المتشدد مؤمن بشكل كامل أنه الأكثر تمسكًا بالتعاليم المذهبية الشيعية. 

اغتيالات الحشاشين وعلاقة حسن البنا بالصباح 

تطرق لاشين إلى الحكي الذي كان يرويه أحد أعضاء تنظيم الإخوان وأخطرهم، وهو سيد قطب، حيث أنه كان يشبه حسن البنا بالحسن الصباح، وسيد قطب نفسه كان من المعجبين بتنظيم الفرقة النزارية، ويرى أنها الأفضل لتكون نبراس لجماعة الإخوان، خاصة في مرحلة التنظيمات المسلحة التي تبنتها الإخوان لمسافة طويلة. 

وقال إن الحشاشين نفذوا العديد من الاغتيالات، بداية بنظام الملك وزير الدولة السلجوقية، ويُقال إنهم من قتلوا ملك شاه بالسم، بل أن الجماعة كانت تقوم أحيانًا باغتيالات لصالح من يؤجرها بالمال، أو يناصرها ضد أعداءها، مثل محاولة اغتيال صلاح الدين الأيوبي بالتواطؤ مع الصليبيين.

وأضاف أن سر نجاهم في عمليات الاغتيالات هي العقيدة التي انطلقوا منها، ففرد الحشاشين كان ينتحر بعد تنفيذ العملية في معظم الأحيان تحت زعم الشهادة، مما جعلهم مرهوبي الجانب في التاريخ أمام خصومهم، وأشاعوا حولهم العديد من الأساطير. 

الإيرانيون وحسن الصباح 

قال لاشين إن الإيرانيين يعتبرون الحسن الصباح جزء من تراثهم وتاريخهم، إذ عده البعض بطلًا قوميًا لمقاومته الأتراك السلاجقة وكذلك الخلافة العباسية، رغم الخلاف المذهبي بين أغلبية الشعب الإيراني، وأفكار الصباح، أو الحركة النزارية بشكل عام. 

وأضاف أنه لذلك نُسِجت حوله مجموعة من الأساطير والحكايات التي شاعت بين الناس، فقيل إن السماء أمطرت دمًا حين موته، وقيل إنه لم يمت بل في غيبة وسوف يعود، وأُشيع عنه أنه كان يظهر في أماكن متعددة في نفس الوقت، وغيرها من الخرافات التي شاعت الصباح بوصفه شخصية أسطورية لها حضور جيد في الشخصية الإيرانية.

 

ربما يعجبك أيضا