مرصد مراكز الأبحاث| علاقة الصين وتونس.. وانتخابات تركيا.. ودخول فنلندا الناتو

آية سيد
مرصد مراكز الأبحاث

يستعرض مرصد مراكز الأبحاث الوجود الصيني في تونس، وانضمام فنلندا إلى الناتو، والانتخابات التركية المقبلة.


تستمر محاولات الصين لتعزيز نفوذها في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مع التزامها بـ”الشراكة غير المحدودة” مع روسيا.

وفي مرصد مراكز الأبحاث، نلقي الضوء على حدود الوجود الصيني في تونس، ومزايا انضمام فنلندا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وتعامل الاتحاد الأوروبي مع الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ومخاطر الانفصال الاقتصادي بين واشنطن وبكين.

ما حدود الوجود الصيني في تونس؟

مرصد مراكز الأبحاث

مرصد مراكز الأبحاث: ما حدود الوجود الصيني في تونس؟

نشر معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى تحليلًا للدبلوماسي الفرنسي والزميل الزائر بالمعهد، لويس دوجيت جروس، والزميلة سابينا هينبرج، يتناولان فيه مساعي الصين لتعزيز نفوذها في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ويركزان على تونس كمثال.

ويذكر الباحثان أن تونس من أوائل الدول العربية التي أقامت علاقات اقتصادية مع الصين، وأنها جزء من مبادرة الحزام والطريق الصينية، ويحافظ البلدان على علاقات دبلوماسية ثابتة.

الوجود الفعلي

يلفت الباحثان إلى أن الوجود الفعلي لبكين في تونس يقتصر حتى الآن على المشروعات الرمزية، لأن الاستثمارات ومشروعات البنية التحتية الصينية تواجه بعض العقبات، مثل تلك التي يواجهها المستثمرون والمانحون الغربيون. ومن ضمن هذه العقبات، حسب الباحثين، عدم وجود إطار عمل قانوني للشراكة بين القطاعين العام والخاص.

وبسبب تلك العقبات، لم تتحقق مشروعات البنية التحتية الكبرى التي تشتهر بها الصين في الدول الأخرى، باستثناء عدد متواضع من المبادرات البارزة. وتسببت الأزمات السياسية والاقتصادية في تونس في عرقلة تعميق العلاقات الثنائية بين البلدين في الأعوام الماضية.

هل توسع بكين نفوذها؟

نظريًّا، قد يتوسع نفوذ الصين إذا تخلفت تونس عن سداد ديونها أو انهارت اقتصاديًّا، مثلما فعلت بكين مع بعض دول إفريقيا جنوب الصحراء. إلا أن الدراسات تُظهر أن غالبية حزم الإنقاذ كانت في بلاد تستثمر فيها الصين بكثافة، وهو ما لا ينطبق على تونس.

وختامًا، قال الباحثان إن الولايات المتحدة يمكنها الإسهام في تنمية تونس، عبر التركيز على استعادة المسار الديمقراطي والاستقرار الاقتصادي على المدى الطويل. ومن أفضل طرائق التنافس مع الصين، تقديم بدائل في القطاعات التي يمثل توغل بكين فيها إشكالية كبيرة.

انضمام فنلندا إلى الناتو

مرصد مراكز الأبحاث

مرصد مراكز الأبحاث: انضمام فنلندا إلى الناتو

في تحليل نشرته مؤسسة راند الأمريكية، قال الباحثان تشارلوت كليبرج وجيمس بلاك، إن انضمام فنلندا إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو) يمثل هدية للحلف، وتغييرًا جذريًّا في السياسة الخارجية والأمنية لفنلندا، وانتكاسة أخرى للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

ولفت الباحثان إلى أن فنلندا تحافظ على قدرة دفاع قومي قوية لحماية أراضيها، بسبب التهديد الوجودي الذي تمثله روسيا. ولهذا فإن الانضمام إلى الناتو والحصول على الأمن بوجب المادة 5 من معاهدة الحلف، لا يغير التركيز الفنلندي على الاكتفاء الذاتي، والمرونة، وحشد المجتمع لحماية البلاد في حالة الأزمة.

مكسب للحلف

قال الباحثان إن ثقافة الاكتفاء الذاتي في المجال العسكري تعني أن فنلندا ستنضم إلى الناتو كمساهم في الأمن الجماعي للحلف، وستلعب دورًا مؤثرًا في الدفاع عن حدود الناتو مع روسيا. وأضاف الباحثان أن انضمام فنلندا يجلب عدة فرص ومنافع للحلف، ويضيف خبرة تاريخية في تقييم التهديدات والنوايا الروسية.

وعلى المدى الطويل، قد يستفيد الناتو أيضًا من فنلندا باعتبارها رائدة في المرونة المجتمعية والنهج الأمني الشامل. وبانضمامها، سيكسب الحلف موطئ قدم استراتيجيًّا مهمًّا في شمال أوروبا. وبصفتها اقتصاد سوق متقدمًا، وديمقراطية، وصاحبة جيش من الطراز الأول، من المرجح أن تمارس فنلندا قدرًا كبيرًا من النفوذ في تشكيل سياسة الناتو.

ورأى الباحثان أن هذه الفوائد ستتضاعف إذا انضمت السويد إلى الحلف، ما يدمج كل دول منطقة الشمال الأوروبي والبلطيق والقطب الشمالي (ما عدا روسيا) في الناتو. وحذر الباحثان من أن التأجيل الطويل قد يؤدي إلى عواقب وخيمة ويترك الجناح الشمالي للحلف دون السويد، ما يجعله عرضة للهجوم.

انتخابات تركيا

مرصد مراكز الأبحاث

مرصد مراكز الأبحاث: انتخابات تركيا

كتبت الزميلة الزائرة بمؤسسة بروكنجز، أسلي أيدينتاشباش، عن زيارتها الأخيرة لإسطنبول، وكيف رأت الآثار المدمرة للزلازل التي ضربت تركيا في فبراير الماضي، ووجدت أن معظم الناس يحمّلون الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان، ونظام حكمه، مسؤولية الأعداد المرتفعة للضحايا.

ولفتت أيدينتاشباش إلى أن كل من قابلتهم تقريبًا أقنعوا أنفسهم بأن أردوغان سيخسر الانتخابات المقبلة. لكن تفصلنا عن الانتخابات 6 أسابيع ويمكن أن تتغير فيها الكثير من الأمور، وفق الصحفية التي أعربت عن قلقها إزاء اليقين بشأن التغيير وما يمكن أن يحدث إذا تمسك أردوغان بالسلطة.

مشكلات مستمرة

لن تنتهي مشكلات تركيا بهزيمة أردوغان، وفق أيدينتاشباش. فمن المنتظر أن يواجه الاقتصاد رياحًا معاكسة بعد الانتخابات مباشرة. وقدرة الحكومة التي ستأتي بعد أردوغان على التعامل مع الضغوط التضخمية والتداعيات الاقتصادية الناتجة عن سنوات الحماقة الاقتصادية، قد تتقيد بشدة إذا نجح حزب العدالة والتنمية (الحاكم الآن) في الاحتفاظ بالأغلبية البرلمانية.

وفي الوقت ذاته، اتجه الرئيس التركي نحو جناح اليمين، وعقد تحالفات مع أحزاب صغيرة تقدم الحد الأدنى من المزايا وعبئًا أيديولوجيًّا كبيرًا. وحسب الصحفية التركية، هذه الكأس المسمومة قد تساعد أردوغان، لكنها تمثل تهديدًا وجوديًّا للعلمانيين والكرد والعلويين في تركيا.

الانتخابات الحرة

عن إمكانية إجراء انتخابات حرة في تركيا واعتراف أردوغان بنتيجتها، قالت أيدينتاشباش إن هذا ممكن إذا فازت المعارضة بفرق أكبر من 2%، لأن أردوغان بنى شرعيته على الانتخابات، ولن يطعن في فوز حاسم.

لكن السيناريو المرعب هو النتيجة المتقاربة وادعاء الطرفين الفوز. ففي هذه الحالة، سيكون من الضروري للمعارضة أن تكلف منظمة فاعلة بالإشراف على صناديق الاقتراع في أنحاء الدولة، وفق أيدينتاشباش.

وختامًا، قالت الصحفية التركية إنه في حالة فوز المعارضة، ستظهر فرصة لاستعادة الديمقراطية وحتى الحوكمة الاقتصادية الفاعلة.

اقرأ أيضًا: كليتشدار أوغلو ضد أردوغان.. استطلاعات لانتخابات الرئاسة التركية

كيف يتعامل الاتحاد الأوروبي مع الصراع الفلسطيني الإسرائيلي؟

مرصد مراكز الأبحاث

مرصد مراكز الأبحاث: كيف يتعامل الاتحاد الأوروبي مع الصراع الفلسطيني الإسرائيلي؟

قالت المحللة السياسية الإسرائيلية، بيث أوبنهايم، إن الصراع المطول بين فلسطين وإسرائيل يؤدي إلى التدهور الديمقراطي في كلا الجانبين. وفي مقال لها بمركز كارنيجي أوروبا، أشارت أوبنهايم إلى أن الاتحاد الأوروبي يجب أن يعيد التفكير في نهجه تجاه فلسطين وإسرائيل في ضوء هذه التدهورات.

وحسب أوبنهايم، كان الاتحاد الأوروبي عاجزًا بسبب إدراك أن حل الدولتين يتلاشى، مع عدم قدرته على صياغة نهج بديل. ومن الصعب تصور حدوث أي تحول في السياسة يحظى بإجماع الدول الأعضاء، المنقسمة حول فلسطين وإسرائيل، بسبب مزيج قوي من المصالح الاقتصادية والأمنية والدفاعية، ومصالح الطاقة.

إعادة رسم السياسة

قالت المحللة الإسرائيلية إن على الاتحاد الأوروبي صياغة سياسته تجاه فلسطين وإسرائيل حسب قيمه، ثم تحديد حوافز وروادع واضحة للسياسات التي تدعم أو تناقض تلك القيم.

وأضافت أن على المسؤولين الأوروبيين من كل الدول الأعضاء بالاتحاد الاصطفاف مع الرسالة الأمريكية، في ما يتعلق بالإصلاحات القضائية في إسرائيل وما نتج عنها من اضطرابات، وتوضيح أن العلاقات مع إسرائيل تستند إلى القيم الديمقراطية الليبرالية المشتركة.

التعامل مع الفلسطينيين

على الجانب الفلسطيني، يجب أن تطلب الدول الأوروبية مشاركة صريحة وعلى مستوى أعلى مع رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس. وحسب أوبنهايم، على الاتحاد الأوروبي صياغة استراتيجية وحملة رسائل مشتركة، للضغط من أجل الانتخابات والتصالح والإصلاح الديمقراطي.

وعلى الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء إشراك الفاعلين الإقليميين لتشجيع مسار بنّاء بنحو أكبر للسياسة الفلسطينية. وأشارت المحللة الإسرائيلية إلى أن الاتحاد الأوروبي يجب أن يشجع مشاركة الأردن، الذي يستطيع توحيد العناصر المختلفة في حركة فتح الفلسطينية لإجراء انتخابات مستقبلية.

وحسب أوبنهايم، على الاتحاد الأوروبي أيضًا تشجيع مصر على الاستمرار في الوساطة بين غزة وإسرائيل، وهي خطوة ضرورية لإرساء استقرار القطاع.

برنامج إيران النووي يمثل مشكلات للصين وأمريكا

مرصد مراكز الأبحاث

مرصد مراكز الأبحاث: برنامج إيران النووي يمثل مشكلات للصين وأمريكا

بعد الوساطة الصينية في اتفاق التقارب السعودي الإيراني، رأى الزميل غير المقيم بالمركز العربي بواشنطن، دانيال برومبرج، أن المشكلة التي تواجهها الصين، وكذلك الولايات المتحدة، هي أن استئناف العلاقات السعودية الإيرانية لا يوفر مسارًا واضحًا لمواجهة برنامج إيران النووي وتداعياته الأمنية على المنطقة.

وفي مقاله بموقع ريسبونسيبل ستيتكرافت، التابع لمعهد كوينسي الأمريكي، حذر برومبرج من أن غياب الإجراءات الفعالة لوقف التوسع في برنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني، والصراع المحتدم بين إسرائيل والولايات المتحدة ضد إيران وحلفائها الإقليميين من غير الدول، قد تتطور إلى صراع عسكري أوسع له عواقب إنسانية وتكلفة اقتصادية هائلة.

موقف الصين

خلال زيارته لطهران في فبراير الماضي، وعد الرئيس الصيني شي جين بينج، بأن الصين «ستشارك بطريقة بناءة» في الجهود الدولية لإحياء المفاوضات النووية. لكنه وعد أيضًا بدعم إيران في «مقاومتها للأحادية والبلطجة».

وحسب برومبرج، يشير هذا إلى رغبة الصين في قيادة تحالف جديد من الدول التي تسعى للحد من قوة الدول الغربية، خاصة الولايات المتحدة. لكن يظل السؤال الأساسي هو ما إذا كانت بكين تستطيع موازنة هذين الدافعين العالميين المتناقضين.

وفي ظل تعثر الدبلوماسية النووية في الشرق الأوسط، وتنامي احتمالات المواجهة العسكرية، قد تضطر بكين إلى مراجعة بعض مواقفها السابقة. وبينما تراهن طهران على أن بكين ستدعمها في معركتها ضد «الهيمنة الأمريكية»، تقلل إيران من قدر مصلحة الصين الدبلوماسية والاقتصادية في ضمان عدم انجراف المنطقة نحو حرب مكلفة، وفق برومبرج.

إيجاد أساس مشترك

قال برومبرج إن تجنب الحرب والانتشار النووي مصلحة مشتركة بين واشنطن وبكين. لكن في سياق ما تبدو أنها حرب باردة جديدة، ليس من السهل معرفة ما إذا كانت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تستطيع حصد دعم الصين لاستراتيجية دبلوماسية، بعيدًا عن سياسة الردع، خاصة وأن واشنطن تعتبر بكين التهديد الأول للنظام العالمي.

وأضاف برومبرج أن دور الصين المحوري في الوساطة بين السعودية وإيران، قد يمنح بكين مجالًا لإبداء استعدادها لتوسيع دورها في صنع السلام في الشرق الأوسط، بطرائق تخاطب المصالح المشتركة للبلدين.

لكن قد تكون بكين غير مستعدة لاتخاذ المواقف التي يتطلبها هذا الدور، في حين أن دوافعها الأيديولوجية قد تفوق استثماراتها الضخمة في منطقة، حيث الصراعات المتعددة والمتقاربة أمر معتاد.

الانفصال المدمر بين الولايات المتحدة والصين اقتصاديًّا

مرصد مراكز الأبحاث

مرصد مراكز الأبحاث: الانفصال المدمر

نشر مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي تحليلًا للزميل الزائر، مايكل سبنس، يوضح فيه مخاطر الانفصال الاقتصادي الذي تتجه إليه الولايات المتحدة والصين.

وعلى الجانب الأمريكي، أدت المخاوف المتعلقة بالأمن القومي إلى إعداد قائمة مطولة من القيود على صادرات التكنولوجيا إلى الصين والاستثمار فيها، ومحاولات لضمان أن تنضم الدول الأخرى إلى الجهود الأمريكية.

وفي المقابل، ظلت الصين ملتزمة بـ”الشراكة غير المحدودة” مع روسيا. وحسب سبنس، تقوم هذه الشراكة على اعتقاد مشترك بأن الغرب، بقيادة الولايات المتحدة، يصر على كبح بلديهما وعرقلة نموهما وتقويض نفوذهما الدولي.

تحركات اقتصادية

مع إدراك الصين أن الاقتصاد العالمي سيصبح أقل انفتاحًا وأكثر عدائية، يسعى قادتها لتقليل اعتمادهم على الطلب على الصادرات، وأصبحت أولويتهم القصوى الآن هي الاستقرار والاعتماد على النفس في التجارة والاستثمار والتكنولوجيا، ما يدفعهم لتعزيز المرونة وتقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي، حسب سبنس.

لكن العواقب الاقتصادية لهذا الميل نحو المواجهة، واسعة النطاق بقدر ما هي وخيمة. وبينما تصبح سلاسل الإمداد العالمية أقل مرونة وكفاءة، وأكثر تكلفة، ستتراجع قدرتها على مواجهة الضغوط التضخمية. وهكذا، ستدير البنوك المركزية وحدها نمو الأسعار، عبر قمع الطلب المتزايد.

رياح معاكسة

لفت سبنس إلى أن كل هذا يخلق رياحًا قوية معاكسة للنمو. وسيؤدي المزيج من أسعار الفائدة المرتفعة وأعباء الديون السيادية الثقيلة، إلى مضاعفة الضغوط المالية. وقال إن وجود حواجز أمام تطوير التكنولوجيا وتوزيعها، يعرض التقدم في أجندة الاستدامة للخطر.

وتدرك اقتصادات ناشئة ونامية كثيرة أن الاقتصاد العالمي المفكك ليس في مصلحتها، ناهيك بحتمية الاختيار بين كتلتين متنافستين، لكن هذه الاقتصادات لا تملك حاليًّا القوة اللازمة لتغيير حوافز اللاعبين الرئيسين. ورأى سبنس أن الهند قد تصبح قادرة على لعب هذا الدور يومًا ما، لكن ليس الآن.

وفي حين أنها كبيرة بما يكفي لمقاومة ضغوط الانفصال، ليست أوروبا موحدة بالكامل، ويعرقلها عدم استقلالها في مجال الطاقة. أما المؤسسات متعددة الأطراف، فهي مدينة بشدة للمساهمين فيها من الدول المتقدمة، وهذا لا يترك مخرجًا واضحًا من المسار الحالي، وفق سبنس.

ربما يعجبك أيضا