مرصد مراكز الأبحاث| قمة كامب ديفيد.. وشراكة الصين وجورجيا.. وتراجع نفوذ أمريكا

آية سيد
مرصد مراكز الأبحاث

يستعرض مرصد مراكز الأبحاث نتائج قمة كامب ديفيد، وتحدي الديمقراطية في غرب إفريقيا، وملامح تراجع النفوذ الأمريكي العالمي.


استضاف الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أول قمة ثلاثية تجمعه بقادة اليابان وكوريا الجنوبية، في كامب ديفيد.

وفي مرصد مراكز الأبحاث، نستعرض آراء الخبراء بشأن القمة التي انعقدت الجمعة الماضي 18 أغسطس 2023، والتحدي الذي تواجهه الديمقراطية في غرب إفريقيا، وملامح تراجع النفوذ الأمريكي العالمي.

نتائج قمة كامب ديفيد

مرصد مراكز الأبحاثاستعرض المجلس الأطلسي آراء الخبراء عن القمة الثلاثية. ورأى نائب رئيس مركز سكوكروفت للاستراتيجية والأمن، ماثيو كرونيج، أن القمة خطوة تاريخية يمكنها تعزيز التحالفات الأمريكية في آسيا وتحسين موقف الولايات المتحدة في عصر جديد من المنافسة الاستراتيجية.

ورأت الزميلة غير المقيمة بمبادرة أمن الهندوباسيفيك، بي يون جو، أن القمة حققت تقدمًا باتجاه إضفاء الطابع المؤسسي على عناصر التعاون الثلاثي، خاصة التعاون العسكري للتعامل مع كوريا الشمالية، وطرحت أطر عمل وآليات تشاور جديدة في مجالات التمويل، وسلاسل الإمداد والتكنولوجيا المتقدمة، للتعامل مع تهديدات الصين.

اقرأ أيضًا| بقيادة الولايات المتحدة.. نظام أمني من كوريا الجنوبية واليابان ضد الصين

ولفت الزميل غير المقيم بالمجلس، باركر نوفاك، إلى أن التعاون الثلاثي بين واشنطن وطوكيو وسيول ستكون له تداعيات على جنوب شرق آسيا وجزر الباسيفيك، التي أصبحت ساحات للمنافسة الجيوسياسية بين الصين من جهة، والولايات المتحدة وحلفائها من جهة أخرى.

مواجهة نفوذ روسيا في إفريقيا

مرصد مراكز الأبحاثنشر مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية تحليلًا للباحثين ببرنامج أوروبا وروسيا وأوراسيا، ماثيو دروين وتينا دولبايا، يقيّمان فيه علاقات روسيا ونفوذها في إفريقيا، ويقدمان توصيات لصناع السياسة الغربيين لمواجهة الصعود الروسي في القارة السمراء.

ورأى الباحثان أن الغرب لا يمكنه اتباع “الصبر الاستراتيجي” نظرًا إلى العواقب المباشرة لهذا النهج على الأمن والاستقرار العالميين، وكذلك لا يمكنه وضع استراتيجيات كبرى جديدة في الوقت الذي تكافح فيه الولايات المتحدة وأوروبا لتعزيز جهودهما المشتركة في منطقتي أوراسيا والهندوباسيفيك، اللتين تشهدان المنافسة الاستراتيجية الأكثر إلحاحًا.

اقرأ أيضًا| فرص وتحديات.. لماذا لن تغادر فاجنر إفريقيا؟

ولذلك، أوصى الباحثان باستحداث حزمة تعاون أمني تقوم على المبادئ وليس المقايضة، ومضاعفة الجهود في مجال الطاقة، وبناء شراكات استراتيجية خالية من تصورات “الحرب الباردة الجديدة”، وإثبات كذب الروايات الروسية، والتعاون مع شركاء جدد أكثر قبولًا لدى الشعوب الإفريقية، والاحتفاظ بالقدرة على التحرك ضد التهديدات التقليدية والجديدة المحتملة.

شراكة الصين وجورجيا

مرصد مراكز الأبحاثأعلنت الصين وجورجيا عن اتفاقية شراكة استراتيجية في 31 يوليو 2023. ووفق تحليل نشرته مؤسسة كارنيجي للسلام، قال الأستاذ بالجامعة الأوروبية، إميل أفدالياني، إن توقيت وأسباب نشر هذه الوثيقة تسلط الضوء على الوضع الجيوسياسي السائل في جنوب القوقاز.

وتبرز الأسباب كذلك محاولات الصين لتعزيز موقفها في المنطقة التي لطالما اعتبرتها بكين جزءًا من دائرة نفوذ روسيا، وجهود جورجيا للمناورة بين الغرب والشرق، خاصة قبل قرار الاتحاد الأوروبي بشأن منح تبليسي صفة مرشح.

اقرأ أيضًا| كيف تعيد الحرب الروسية الأوكرانية تشكيل خريطة النفوذ في آسيا الوسطى؟

ورأى أفدالياني أنه ينبغي النظر إلى مساعي الصين من منظور يتعلق بآسيا الوسطى، التي اتصلت بالعالم الخارجي عبر بنية تحتية مرتبطة بروسيا. والآن، تبني الصين عدة روابط برية مع الاتحاد الأوروبي بديلة للمسار الروسي، أبرزها الممر الأوسط، الذي يمر عبر آسيا الوسطى وبحر قزوين ثم عبر البحر الأسود أو برًّا عبر تركيا.

ويشير توقيت توقيع الاتفاقية مع الصين إلى أن جورجيا ترفع المخاطر عمدًا، لدفع الاتحاد الأوروبي لاتخاذ قرار إيجابي بشأن عضويتها لاحقًا هذا العام. إلا أن التداعيات قد تكون أكبر، وفق الباحث الذي استبعد أيضًا أن ترحب موسكو بالتحركات الصينية في جنوب القوقاز.

ماذا سيحدث للقوات الأمريكية في النيجر؟

مرصد مراكز الأبحاثبعد الانقلاب العسكري في النيجر، وتهديد المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) بالتدخل العسكري، ثارت تكهنات بشأن الوجود العسكري الأمريكي في البلاد، المتمثل في قاعدة كبيرة للطائرات المسيّرة.

وفي هذا الشأن، أشار المراسل بموقع ريسبونسيبل ستيتكرافت، كونر إيكولس، إلى أن الولايات المتحدة تجد نفسها في مأزق، لأن المسؤولين الأمريكيين اتخذوا بعض الخطوات لتقليل التعاون مع النيجر في المدى القريب. وفي الوقت نفسه، أوضح المسؤولون أن البنتاجون لن يغادر النيجر ما لم تطلب الحكومة النيجرية ذلك.

اقرأ أيضًا| كيف يهدد انقلاب النيجر المصالح الأمريكية في إفريقيا؟

ورأى محللون أن الولايات المتحدة ستضطر إلى المغادرة إذا تحولت تهديدات إيكواس العسكرية إلى حقيقة. وقالت المحللة بمجموعة الأزمات الدولية، سارة هاريسون، إن واشنطن ستنسحب «لأسباب متعلقة بحماية القوات»، وقد تضطر أيضًا إلى مغادرة النيجر إذا نجح المجلس العسكري في التمسك بالسلطة.

ونظرًا إلى هذه التحديات، يرى بعض المحللين أن الانقلاب فرصة كي يغير صناع السياسة الأمريكيون مسارهم، ويجرّبوا نهجًا جديدًا لتحسين الأمن وبناء قدرة الدولة في غرب إفريقيا.

تحدي الديمقراطية في غرب إفريقيا

مرصد مراكز الأبحاثرأى الزميل الاستشاري بمؤسسة تشاتام هاوس، بول ميلي، أن الاتجاه المتسارع للانقلابات العسكرية في غرب إفريقيا، التي شهدت 6 انقلابات في 3 أعوام، تطور إلى تحدٍّ أيديولوجي أكثر جوهرية لنموذج إيكواس لحكومة دستورية تعددية بقيادة مدنية، مدعومة بشراكات تنموية وعسكرية وثيقة مع الغرب ونظام الأمم المتحدة.

اقرأ أيضًا| بين عودة الديمقراطية وعقوبات الإيكواس.. ماذا يحدث في النيجر؟

ويقول الباحث إن سقوط النيجر، رغم التقدم الذي حققته وفق المقاييس المألوفة للديمقراطية والأمن، يشدد على أن جذور الانقلابات في غرب إفريقيا تكمن ليس فقط في الحوكمة السيئة أو سياسة القصر، بل أيضًا في التداخل المعقد للهويات الناشئة، والاتجاهات الاجتماعية الجديدة والرفض الشعبي للسياسات المعتادة.

ولفت ميلي إلى أن «إيكواس» فشلت في حشد الدعم الشعبي، أو تأييد دول الاتحاد الإفريقي الأخرى، لتهديدها العسكري، وأن الانقلابيين يستخدمون العقوبات لتصوير أنفسهم مدافعين عن الشعب الذي يتعرض للمعاناة بسبب الجيران الإقليميين. وهكذا يبقى الخيار الوحيد لإيكواس حاليًّا هو السياسة والدبلوماسية.

تراجع النفوذ الأمريكي العالمي

مرصد مراكز الأبحاثفي تحليل نشره مركز «ذا استراتيجيست» الأسترالي، رأى الأستاذ الفخري لدراسات الشرق الأوسط وآسيا الوسطى بالجامعة الوطنية الأسترالية، أمين سايكال، أن جهود إدراة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، لإصلاح الأضرار الناتجة عن الإخفاقات في أفغانستان والعراق والاستقطاب الناتج عن الترامبية، لم تؤتِ نتائجها المرجوة.

وبرر سايكال هذا بأن روسيا صمدت في وجه العقوبات، ودعمتها دول أخرى، في أن دولًا أكثر التزمت الحياد. وكذلك لم تكن سياسات إدارة بايدن لاحتواء الصين مثمرة، ولم تكبح الطموحات القومية والاستبدادية للرئيس الصيني شي جين بينج.

وفي الوقت ذاته، لم تسفر جهود واشنطن عن أي نتيجة لجعل أمريكا ومصالحها العالمية، وكذلك العالم، أكثر أمنًا من تهديد الإرهاب، في ظل ازدهار الجماعات الإرهابية في أفغانستان وباكستان وبلاد الشام وإفريقيا.

وحسب سايكال، كل هذا يشير إلى أن الولايات المتحدة لم تعد القوة العالمية التي كانت عليها. ومن نفس المنطلق، يثير هذا تساؤلًا بشأن ما إذا كانت واشنطن تمتلك القدرة على لعب دور مركزي في تشكيل نظام عالمي جديد، يسود فيه التكيف والتعاون بدلًا من المواجهة.

اقرأ أيضًا| ما أسباب تراجع النفوذ الأمريكي بأنحاء العالم؟

ربما يعجبك أيضا