مركز فاروس يناقش «حلف دول الساحل» بين تحديات الحاضر وسيناريوهات المستقبل

حلف دول الساحل.. إقليمية جديدة في مواجهة فرنسا

يوسف بنده

تشترك الأنظمة في مالي والنيجر وبوركينافاسو في مجموعة من الروابط الأيديولوجية والعقائدية التي أسهمت في تقارب وجهات النظر، ما حفزهم لتبني مناهج واستراتيجيات مشتركة دفعت باتجاه توقيع ميثاق ليبتاكو – غورما.


تشهد منطقة الساحل الإفريقي تحولات جيوسياسية حادة؛ حيث أعلنت مالي والنيجر وبوركينافاسو الانسحاب من المجموعة الاقتصادية لغرب أفريقيا “الإيكواس” مؤخرًا.

وحسب تقرير لمركز فاروس للاستشارات، 25 فبراير، فإن تلك الخطوة تضيف جدارًا عازلًا جديدًا بين الدول الثلاث ودول الجوار في الساحل وغرب أفريقيا، إذ إنها ليست المرة الأولى التي تنسحب فيها هذه الدول من إطار إقليمي.

 

منطقة الساحل الإفريقي بالأخطر عالمياً

منطقة الساحل الإفريقي بالأخطر عالمياً

إقليمية جديدة

تمضي تلك التحركات في ترسيخ التوجهات الإقليمية الجديدة التي أنشأتها الدول الثلاث بإعلان كيان حلف دول الساحل في سبتمبر 2023.

وتأتي الإقليمية الجديدة بالتزامن مع ظهور لاعبين سياسيين مستحدثين في منطقة الساحل، إذ استقبلت بوركينافاسو فرقة مقاتلين روس للمشاركة في الدفاع عن أمن البلاد، بالإضافة إلى دور قوات فاغنر في مساعدة الجيش المالي في حربه ضد المتمردين الطوارق، وذلك في الوقت الذي تنسحب فيه القوات الفرنسية والدولية من المنطقة، وهو ما ينبئ ببداية عصر جديد تتعاون فيه روسيا مع الأنظمة العسكرية الانقلابية في دول مالي، والنيجر، وبوركينافاسو.

اقرأ أيضًامركز فاروس يناقش محاربة الخرافات الغذائية في جنوب السودان

اقرأ أيضًامركز فاروس يناقش دور الطاقة في توجيه سياسات روسيا داخل إفريقيا

وفي ظل ما تواجهه دول الساحل الأفريقي من ظروف غير عادية ناجمة عن نشاط الجماعات الإرهابية والتغيرات المرتبطة بخريطة انتشار القوات الأجنبية، وسيطرة نظم عسكرية انقلابية على السلطة، قررت الدول الثلاث أن الحلف الجديد ستؤول إليه مهام الدفاع المشترك فيما بينهم ضد التهديدات الإرهابية وحركات التمرد.

 

منطقة الساحل الإفريقي بالأخطر عالمياً

منطقة الساحل الإفريقي بالأخطر عالمياً

تطور فكرة حلف دول الساحل

يعتبر الحلف Alliance من أقدم صور الروابط الدولية التي تنشأ نتيجة رغبة دولتين أو أكثر في تحقيق أهداف مشتركة في مجالات الأمن أو الدفاع أو التعاون الاقتصادي، وتتضمن مبادئ الحلف التزامًا قويًا من جانب الدول الأعضاء بالدفاع المتبادل في مواجهة التهديدات المشتركة.

أي إن الغرض الأساسي من العلاقة فيما بينهم يستهدف تعزيز الأمن، والقدرات العسكرية، وتوثيق التعاون الاقتصادي بين الدول الأعضاء، كما أنه ينشأ بغرض تحقيق أهداف طويل المدى، وهو ما يتناقض مع مفهوم التحالف الذي ينشأ بغرض تجاوز أزمة محددة أو موقف خطر.

اقرأ أيضًاتاريخ من الألم.. عودة «عهد الانقلابات» إلى غرب إفريقيا

تدريب مشترك لدول الساحل

تدريب مشترك لدول الساحل – أرشيفية

مقومات التعاون

تشترك الأنظمة في مالي والنيجر وبوركينافاسو في مجموعة من الروابط الأيديولوجية والعقائدية التي أسهمت في تقارب وجهات النظر بين الدول الثلاث مما حفزهم لتبني مناهج واستراتيجيات مشتركة دفعت باتجاه توقيع ميثاق ليبتاكو – غورما.

ومن أهم تلك المقومات الابتعاد عن فرنسا والاقتراب من روسيا، وتشكيل تحالف أمني إقليمي بعيدًا عن أية تحالف تشكلت على يد فرنسا.

للاطلاع على التقرير الأصلي، اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا