مركز فاروس يناقش دور الطاقة في توجيه سياسات روسيا داخل إفريقيا

لماذا تبحث روسيا عن إفريقيا؟

يوسف بنده

اﻟوﺟود اﻟروﺳﻲ ﻓﻲ أﻓرﯾﻘﯾﺎ ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﺗوﺟﯾﻪ رﺳﺎﻟﺔ إﻟﻰ اﻟﻌﺎﻟم ﺑﺄن روﺳﯾﺎ ﺳﺗظل داﺋﻣًا ﻓﺎﻋﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟدوﻟﻲ.


تكمن أهمية قارة إفريقيا بما تحتويه من 65% من إجمالي الثروات الموجودة على الكرة الأرضية، والتي يمكنها أن تلعب دورًا حاسمًا في رسم ملامح المستقبل.

وحسب دراسة عرضها مركز فاروس للاستشارات، الاثنين 12 فبراير، كانت تلك الحقيقة دافعًا أساسيًا لبداية العلاقات بين روسيا وأفريقيا في القرن الثامن عشر، وبالتحديد في الأعوام بين (1809 – 1868) عندما بدأ المستكشفون والعلماء الروس زيارة مناطق مختلفة بإفريقيا منها القاهرة والخرطوم.

اقرأ أيضًامركز فاروس: إعادة سرد تاريخ الاستعمار من وجهة نظر إفريقية بالتكنولوجيا الرقمية

أهمية القارة الإفريقية في الاستراتيجية الروسية وجذور العلاقات

ﺗﻣﺗﻠك إﻓرﯾﻘﯾﺎ ﻣﻘوﻣﺎت ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﻣوارد واﻟﺛروات اﻟﺗﻲ ﺟﻌﻠﺗﻬﺎ ﺗﺗﺑوأ ﻣﻛﺎﻧﺔ ﻣﻬﻣﺔ ﻓﻲ أﺟﻧدات ﻣﺧﺗﻠف اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت؛ ﻓﺎﻟوﺟود اﻟروﺳﻲ ﻓﻲ إﻓرﯾﻘﯾﺎ ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﺗوﺟﯾﻪ رﺳﺎﻟﺔ إﻟﻰ اﻟﻌﺎﻟم ﺑﺄن روﺳﯾﺎ ﺳﺗظل داﺋﻣًا ﻓﺎﻋﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟدوﻟﻲ الذي انتقل ﻣن ﻧظﺎم اﻟﺛﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟﻘطﺑﯾﺔ إﻟﻰ ﻧظﺎم اﻷﺣﺎدﯾﺔ اﻟﻘطﺑﯾﺔ.

ﻏﯾر أن ﻣﺣﺎوﻻت ﺗﻐﯾﯾر اﻟﻧﻣط الاﺗﺣﺎدي ﻟﻠﻧظﺎم اﻟدوﻟﻲ ظﻬرت ﻣؤﺧرًا ﻣﻊ رﻏﺑﺔ روﺳﯾﺎ ﻓﻲ اﺳﺗﻌﺎدة ﻣﻛﺎﻧﺗﻬﺎ اﻟدوﻟﯾﺔ.

تحويل دول شمال أفريقيا لمراكز طاقة

تحويل دول شمال أفريقيا لمراكز طاقة

لماذا عادت روسيا تبحث عن إفريقيا؟

ﻟﻘد اﺗﺳﻣت اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺧارﺟﯾﺔ اﻟروﺳﯾﺔ ﺑتباين صلاتها مع الغير، وذلك مع ﺗﻐﯾر اﻟﻘﯾﺎدة اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ، وإعطﺎء اﻷوﻟوﯾﺔ ﻟﻠﺑﻌد الاﻗﺗﺻﺎدي من جهة.

ومحاولة ﻓرض ﻧﻔوذ روﺳﯾﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﺎﺣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ واﻟﺗﺣول ﺗﺟﺎﻩ ﻧظﺎم ﻣﺗﻌدد اﻷﻗطﺎب من جهة أخرى. وﺑﻌد ﺗﺟﺎوز روﺳﯾﺎ ﻟﺗداﻋﯾﺎت اﻧﻬﯾﺎر ﻣﻌﺳﻛرﻫﺎ ﻛﺎن ﻟزاﻣًﺎ ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻌودة إﻟﻰ إﻓرﯾﻘﯾﺎ، خاصة بوصول اﻟرﺋﯾس ﺑوﺗﯾن إﻟﻰ اﻟﺣﻛم.

وعملت روﺳﯾﺎ على تقديم الدﻋم ﻟﻠدول الإفريقية اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﺣدﯾﺛًﺎ وﻟﺣرﻛﺎت اﻟﺗﺣرر الإﻓرﯾﻘﻲ اﻟراﻓﺿﺔ للاﺳﺗﻌﻣﺎر، كدﻋمها ﻟﻠﻣؤﺗﻣر اﻟوطﻧﻲ الإﻓرﯾﻘﻲ واﻟﺣزب اﻟﺷﻌﺑﻲ ﻟﺟﻧوب إﻓرﯾﻘﯾﺎ، واﻟﺣرﻛﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ﻟﺗﺣرﯾر أﻧﻐوﻻ.

اقرأ أيضًامركز فاروس: من أجل صناعة السياحة.. النساء تراقب الطيور في أوغندا

اقرأ أيضًامركز فاروس يحلل دوافع وتداعيات التحركات الإثيوبية في البحر الأحمر

وقد اﺗﺳﻌت اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟروﺳﯾﺔ الإفريقية ﻟﺗﺷﻣل ﻣﺟﺎﻻت ﻋدﯾدة ﻏﯾر اﻟﻣﺟﺎل اﻟﻌﺳﻛري واﻟﺳﯾﺎﺳﻲ، مثل: ﺗوﻗﯾﻊ الاﺗﺣﺎد اﻟﺳوفييتي اﻟﻌدﯾد ﻣن الاﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﻣﻊ دول إﻓرﯾﻘﯾﺔ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ، ﺷﻣﻠت اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺗﺟﺎرﯾﺔ، بجانب 42 اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻟﻠﻣﺳﺎﻋدات اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ، وﺣواﻟﻲ 37 اتفاقية.

هذا، إضافة إلى اﻟﻣدارس اﻷﻛﺎدﯾﻣﯾﺔ واﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ التي أﺧرﺟت اﻟﻌدﯾد ﻣن الإﻓﺎرﻗﺔ وأﺻﺑﺣوا ﻧﺧﺑًﺎ ﺣﺎﻛﻣﺔ ﻓﻲ أوطﺎﻧﻬم اﻷﺻﻠﯾﺔ. ﻓﻣوﺳﻛو ﻻ ﺗﻌﺗﺑر اﻟدول الإفريقية اﻟﻣﺗﻌﺎوﻧﺔ ﻣﻌﻬﺎ ﺣﻠﻔﺎءً ﺛﺎﻧوﯾﯾن، ﺑل ﯾﺷﻛﻠون ﺟﻬﺎت ﻟﻠﺗﺻدي واﻟﻣواﺟﻬﺔ ﺿد اﻟﻧظﺎم اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ الأمريكي.

ﻓﺎﻟﺳﯾﺎﺳﺎت والاﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺎت اﻟروﺳﯾﺔ ﺗﻐﯾرت ﻣﻊ وﺻول بوتين إﻟﻰ اﻟﺣﻛم، ﻓﺗزاﯾدت اﻟﺗﺟﺎرة الإفريقية اﻟروﺳﯾﺔ، وانتشرت اﻟﻘوات اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ اﻟروﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎرة.

للاطلاع على الدراسة كاملة، اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا