مسؤول دولي: حرب غزة من أسوأ الاعتداءات على أي سكان مدنيين في عصرنا

هل ينجح المجتمع الدولي في كبج جماح إسرائيل بغزة؟

شروق صبري
قطاع غزة

يعتبر هجوم اليوم هو الأكثر كثافة، منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة، خاصة مع دخولها معاقل حماس، فقد وصفت الحرب أنها من بين أسوأ الاعتداءات على أي سكان مدنيين في العصر الحالي.


بدأت الحرب بين إسرائيل وحماس في الساعات الأولى من يوم السبت 7 أكتوبر 2023، عندما تسلل مقاتلو حماس عبر الحدود بين غزة وإسرائيل عن طريق الأنفاق والشاحنات والطائرات الشراعية، فقتلوا 1200 شخص، واختطفوا أكثر من 200 آخرين.

وفي غضون دقائق، بدأت الصور تغمر منصات وسائل التواصل الاجتماعي. كل مقطع فيديو أو منشور صادم من الأرض جذب أعينًا جديدة، وأثار ردود فعل مرعبة في جميع أنحاء العالم. وجرى فتح جبهة ثانية في الحرب عبر الإنترنت، ما أدى إلى تحويل المعارك المادية إلى صراع معلومات يغطي الكرة الأرضية.

عملية انتقامية دموية

قالت مجلة فورين أفيرز الأمريكية، الثلاثاء  ديسمبر 2023، في الأيام التي تلت ذلك، إن إسرائيل شنت عملية انتقامية دموية ضد حماس، وأدى قصفها للمدن في قطاع غزة إلى مقتل أكثر من 10.000 فلسطيني في الشهر الأول. ومع الاجتياح البري في أواخر أكتوبر، بدأت القوات الإسرائيلية في السيطرة على أراضي غزة.

ووفق فاينانشال تايمز البريطانية، يعتبر الثلاثاء 5 ديسمبر هو الأكثر كثافة للغزو البري الإسرائيلي لغزة عقب دخول قواتها إلى ثلاثة معاقل لحركة حماس، مع تزايد المخاوف على 1.8 مليون شخص أجبروا على الفرار من منازلهم في القطاع.

من جانبه، قال قائد القيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي، يارون فينكلمان: “نحن في اليوم الأكثر كثافة منذ بداية العملية البرية، من حيث عدد القتلى، وعدد المعارك، واستخدام القوة النارية في  الأرض والبحر، والهواء”.

تفكيك حماس

مع انتقال الهجوم البري الإسرائيلي إلى أقصى نقطة جنوبية حتى الآن، قال فينكلمان إن الجنود الإسرائيليين وصلوا إلى خان يونس جنوب القطاع ودخلوا حي جباليا في الشمال وحي الشجاعية شرق مدينة غزة، وكلها تعتبر معقلين لحركة حماس الفلسطينية التي تسيطر على القطاع.

ولكن في الوقت الذي تحاول فيه إسرائيل تفكيك حماس وإنقاذ الرهائن الذين ما زالوا محتجزين، فإن التقدم العسكري الإسرائيلي في القطاع كان له تكلفة باهظة على المدنيين، إذ قال ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة من غزة، ريك بيبيركورن “الوضع يزداد سوءًا كل ساعة”.

بينما حذربرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من “ارتفاع خطر المجاعة لجميع سكان غزة، خاصة أن النظام الغذائي على وشك الانهيار.

معاناة للأبرياء

قال الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين جان إيجلاند: “إن سحق غزة يعد الآن من بين أسوأ الاعتداءات على أي سكان مدنيين في عصرنا، في كل يوم نرى المزيد من الأطفال القتلى وأعماقاً جديدة من المعاناة للأبرياء الذين يعانون من هذا الجحيم”.

ويقول مسؤولو الصحة الفلسطينيون إن أكثر من 15800 شخص قتلوا في القصف الإسرائيلي. وفي حين أن هذه الأرقام لا تفرق بين المدنيين والمقاتلين، إلا أن المسؤولين العسكريين الإسرائيليين قالوا هذا الأسبوع إنهم يقبلون أن حوالي ثلثي القتلى كانوا من المدنيين، وهي نسبة مقتل شخصين عاديين لكل مقاتل.

انتهاء الهدنة

حاول حلفاء إسرائيل الغربيون، الذين يلعبون دوراً مهماً في تمويل وتسليح الجيش الإسرائيلي، كبح جماح العدوان الإسرائيلي، وقالوا إن عدداً كبيراً جداً من المدنيين يُقتلون في حملة القصف التي تركت شمال غزة في حالة خراب بالفعل. وقد قُتل مئات الفلسطينيين منذ انتهاء الهدنة التي استمرت أسبوعًا، على الرغم مما أصرت عليه إسرائيل على أنها وضعت خطة إخلاء مدعومة بالتكنولوجيا لإبعاد المدنيين عن الأذى.

ووردت أنباء عن وقوع غارات جوية في المناطق التي أمرت إسرائيل الناس بالتحرك نحوها بحثاً عن الأمان. وقال بوب كيتشن، نائب رئيس لجنة الإنقاذ الدولية لحالات الطوارئ: “حتى في رفح وخان يونس، حيث تم تشجيع الناس على الفرار إليهما، لا يزال القصف اليومي يقتل المدنيين ويلحق الضرر بالبنية التحتية”، وأضاف كيتشن: “لقد تم بالفعل تهجير 80% من سكان غزة، مع تدمير غالبية المنازل كليًا أو جزئيًا”.

 

 

ربما يعجبك أيضا