مسابقة المليون دولار من «ناسا».. ما علاقة طعام رواد الفضاء بالأمن الغذائي على الأرض؟

أماني ربيع

رؤية

واشنطن – قد يظن البعض أن عمل رواد الفضاء ممتع، قد يكون هذا جزء من الحقيقة لكن ليس كلها، لأن عملهم شاق للغاية، ويضطرون للتخلي عن الكثير من الأمور المحببة من أجل هذه المهنة وعلى رأسها الطعام اللذيذ.

وقررت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا، أن تنهي هذه المعاناة، ورصدت مليون دولار أمريكي لأي شخص أو جهة تقدم حلا مبتكرا يُنهي مشكلة إطعام الرواد خلال مهماتهم في الفضاء.

وبدأت ناسا بالتعاون مع وكالة الفضاء الكندية، في البحث عن باحثين ومطورين في أنظمة إنتاج الأغذية المستدامة والمبتكرة، التي تتطلب حداً أدنى من الموارد وبمخلفات أقل، وفقا لموقع روسيا اليوم.

وبإمكان أي فريق أو مجموعة من أنحاء العالم، المشاركة في المسابقة التي أعلنتها ناسا، والتي ينتهي أجل التسجيل فيها في 28 فبراير المقبل.

وقالت وكالة ناسا على موقعها الرسمي: “تبدأ المهمات القمرية المبكرة باستخدام أنظمة غذائية مُعبأة مسبقاً مماثلة لتلك المستخدمة في محطة الفضاء الدولية (ISS) اليوم، لكن تمديد مدة المهمات القمرية يتطلب تقليل الاعتماد على إعادة الإمداد بالأرض حتى يصبح النظام الغذائي جاهزا لدعم مهمة إلى المريخ. وبالتالي، فإن اختبار نظام مستدام على القمر يلبي احتياجات أطقم القمر يعد خطوة أساسية لكل من استدامة القمر واستكشاف المريخ. وكجزء من هذا، تركز وكالة ناسا ووكالة الفضاء الكندية (CSA) على كيفية تزويد أفراد الطاقم بنظام غذائي قابل للتطبيق لجميع مهام الكواكب طويلة الأمد”، حسب موقع “روسيا اليوم”.

وليس الأمر متعلقا بخدمة رواد الفضاء فحسب، فمن المتوقع أيضا أن يساعد هذا الحل في علاج مشكلة مزمنة تتعلق بالأمن الغذائي على الأرض، والذي تتعدد آثاره الضارة على الصحة البدنية والعقلية للأطفال وعواقب سلبية على تحصيلهم التعليمي.

وتعتقد وكالة ناسا أن الحلول التي حددت من خلال هذا التحدي يمكن أن تدعم البيئات القاسية للأنظمة الغذائية في منطقة القطب الشمالي، كما تدعم إنتاجا أكبر للغذاء في بيئات أخرى أكثر اعتدالا.

وتشمل هذه المراكز الحضرية الرئيسية حيث يمكن للزراعة الرأسية والزراعة الحضرية وتقنيات إنتاج الغذاء الجديدة الأخرى أن تلعب دورا أكثر أهمية.

وتبحث وكالة ناسا منذ فترة طويلة مسألة الطعام في رحلات فضائية متعددة السنوات، خاصة وأن الطعام يفقد قيمته الغذائية بمرور الوقت، وبالتالي لن يكون الطعام النموذجي المعبأ كافيا.

وقال جيم رويتر، المدير المساعد لمديرية مهام تكنولوجيا الفضاء التابعة لناسا في مقر الوكالة بواشنطن: “إن إطعام رواد الفضاء لفترات طويلة ضمن قيود السفر إلى الفضاء سيتطلب حلولاً مبتكرة. ودفع حدود تكنولوجيا الغذاء سيحافظ على صحة المستكشفين في المستقبل ويمكن أن يساعد في إطعام الناس هنا”.

وخلال المرحلة الأولى من المسابقة في أكتوبر 2021، فاز 18 فريقا بما مجموعه 450 ألف دولار أمريكي لتطوير تقنية مبتكرة لإنتاج الغذاء، تنتج طعاما آمنا ومفيدا وعالي الجودة ومغذيا.

واقترحت عدة فرق تقنيات لصنع منتجات غذائية جاهزة للأكل، بينما كان بعضها عبارة عن خبز ومساحيق مجففة، وأنتجت بعض الفرق أفكارا مبتكرة مثل النباتات المزروعة أو الفطريات أو الأطعمة المهندسة مثل خلايا اللحوم المزروعة.

ربما يعجبك أيضا