مسيرة العودة.. الغزيون مصرون على اختراق الجدار الحدودي

محمود

محمد عبد الكريم

غزة – لم تمض سوى أيام على اجتياز 5 شبان فلسطينيين من قطاع غزة للجدار الفاصل بين القطاع والداخل الفلسطيني المحتل لعام 1948، وإحراقهم لإحدى الآليات الإسرائيلية، حتى دخل بالأمس 3 شبان آخرين مسلحين ببعض السكاكين وقنابل يدوية، قبل أن تعتقلهم قوات الاحتلال دون أي إصابات في الجهتين.

وأظهرت التحقيقات “الإسرائيلية” الأولية، أن الشبان تجوّلوا لساعات عدة في المنطقة، وساروا مسافة تقدر بنحو 20 كيلومتراً، وهم مسلحون بالقنابل والسكاكين، وبحسب موقع صحيفة “يديعوت أحرونوت”، خرج الشبان، من منطقة السياج الحدودي، ووصلوا إلى قاعدة تسيئيليم العسكرية، وعبروا عشرات البلدات الإسرائيلية، وكان بإمكانهم أن ينفذوا عملية في أي لحظة.

كذلك، أفادت صحيفة “هآرتس” بأن التحقيقات الأولية أظهرت أنه حصل مساس بالسياج الحدودي خلال ساعات الليل، ولم تتمكن القوة التي وصلت إلى المكان من تشخيص أي عملية اختراق للحدود من قطاع غزة. ولم يتم اكتشاف ذلك إلا بعيد التاسعة صباحاً.

ونقلت الصحيفة عن مصادر في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تقديراتها أن الفلسطينيين أدركوا، أخيراً، أن من السهل الوصول إلى السياج الحدودي، مقارنة مع ما كان عليه في السابق، وذلك في أعقاب الحادثة التي اقترب فيها الجنود من علم فلسطيني علّق على السياج، وتم تفجير عبوة ناسفة في المكان، ما أدى إلى إصابة أربعة جنود.

في غضون ذلك، ذكرت صحيفة “هآرتس” أن العدو قرّر منع اختراق السياج من قطاع غزة خلال “مسيرة العودة” يوم الجمعة المقبل؛ ولو كان ذلك على حساب الخسائر الفلسطينية.

وأشارت إلى أنه للحد من احتمالات التصعيد، فإن الجيش الإسرائيلي ضاعف من وجود الوحدات الخاصة من “الإيجوز” وحرس الحدود والجنود، في محيط غزة.

الصحيفة أشارت إلى أربعة سيناريوات يخشاها جيش العدو، منها اقتحام الحدود ومحاولة الوصول إلى المدن المجاورة، ومنعاً لذلك فإن “الجيش سيمنع الفلسطينيين من الاقتراب من السياج، حتى ولو على حساب وقوع قتلى وقد قام الجيش بتقسيم وحدات إلى أقسام في المنطقة القريبة من الحدود”، مؤكدة أن الجيش يعتزم استخدام نيران القناصة لتفريق التظاهرات، بما في ذلك المدفع الرشاش الذي يطلق المواد النتنة والغاز المسيل للدموع.

أما السيناريو الثاني فهو توجّه متظاهرين فلسطينيين إلى معبر كرم أبو سالم وإيرز، ما يدفع قناصة الجيش الإسرائيلي إلى إطلاق النار عليهم لإيقافهم، ثم تُطلق حماس صواريخ على غلاف غزة (بئر السبع وعسقلان)، فيرد الجيش بقسوة وينتقل التصعيد إلى الضفة الغربية، ويزداد الصراع بين الجانبين.

وتشير “هآرتس” إلى أن السيناريو الآخر الذي يستعد له الجيش، هو محاولة الفلسطينيين ضرب الجنود بقنابل يدوية، أو نجاح المتظاهرين في عزل جندي واختطافه. كذلك، لفتت إلى أن قوات الجيش قد تجد صعوبة في التعامل مع المتظاهرين لأنها لم تنشئ قوات خاصة للتعامل مع التظاهرات على نقيض الشرطة التي تتدرب وحدة الدوريات الخاصة والوحدات الخاصة بانتظام على ذلك، ونتيجة لذلك يدعو كبار ضباط الشرطة الحاليين والسابقين الجيش الإسرائيلي إلى وضع قوات الشرطة كخطٍ ثانٍ لجنود الجيش الإسرائيلي، لإنهاء مثل هذا الحدث مع 10 أو 20 قتيلاً على الأكثر.

الصحيفة أضافت أنه “تم توجيه أجهزة الأمن الفلسطينية لكي تسمح للمتظاهرين في الضفة بتنظيم مسيرات تضامناً مع مسيرات غزة، ولكن منعها من الوصول إلى نقاط الاحتكاك والدخول في مواجهات مع الجيش الإسرائيلي”، وقال مصدر أمني فلسطيني رفيع المستوى للصحيفة، إن “القطيعة السياسية بين الأطراف تعيق وتصعّب بناء الثقة المتبادلة، لكن التعاون والتنسيق الأمني يجري بشكل مهني”.

ربما يعجبك أيضا