مشاهد مروّعة.. الفئران تجتاح الخنادق الروسية والأوكرانية

تكرار لسيناريو الحرب العالمية الأولى.. الفئران تجتاح الخنادق الروسية والأوكرانية

محمد النحاس

ظهرت أعراض مرعبة على المقاتلين الأوكرانيين، مثل التقيؤ، والنزيف من العين في مشهد يعيد للأذهان الأمراض التي تفشت في حرب الخنادق في الحرب العالمية الأولى


التاريخ يعيد نفسه، حكمة قديمة تُكرر-حدّ الابتذال أحيانًا- إلا أن أحداث الحاضر سرعان ما تكشف صحة المقولة شائعة الانتشار.

مع اندلاع الحرب العالمية الأولى، رجح الخبراء آنذاك أنها ستستمر من أسبوعين إلى 4 أشهر في أسوأ الأحوال، إلا أنّ الحرب استمرت 4 أعوام. لم يتخيل أحد وقتها بعد مآسي الحرب وعبثيتها وخسائرها المروعة، أن يتكرر ذات السيناريو، وبعد عقدين فقط اندلعت الحرب العالمية الثانية.

تفشي الفئران

بعد الحرب العالمية الثانية، شاع تصور لعقود أنه من غير الممكن حدوث أي حرب داخل أوروبا، بطبيعة الحال وقعت بعد ذلك حرب البوسنة مبددةً هذا التصور، إلا أنه جرى اعتباره استثناءً حتى ثبت العكس بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في الـ 24 من فبراير 2022. كما كان في الحروب التي سبقتها، كان من المتوقع أن تحسم الحرب في غضون أيام معدودة، وعلى الأقل خلال أسبوعين، إلا أن الحرب تقترب من دخول شهرها الـ24، دون أفق لنهاية محتملة.

وميدانيًّا بات الموقف مروعًا حيث تكررت مشاهد تفشي الأمراض، وانتشار الجرذان، والآفات، والإصابة بالفطريات وبالأمراض غير المعروفة بين صفوف القوات الأوكرانية والروسية، في مشهد يذكر بحرب الخنادق في الحرب العالمية الأولى، وفقًا لتقرير نشرته شبكة سي إن إن الأمريكية الإخبارية.

أعراض مقلقة

ظهرت أعراض مرعبة على المقاتلين الأوكرانيين، مثل التقيؤ، والنزيف من العين، وشرحت جندية أوكرانية، تلقّب بـ”كيرا”، معاناتها رفقة كتيبتها، من “وباء الفئران” خلال القتال في منطقة زاباروجيا الخريف الماضي.

وبمزيد من التفاصيل، أوضحت كيرا: “تخيل أن تذهب إلى السرير بحلول الليل، ومن ثم يزحف فأر إلى بنطالك أو سترتك، أو يمضغ أطراف أصابعك، أو يعض يدك. تحصل على ساعتين أو ثلاث ساعات من النوم، حسب حظك”، وأشارت لوجود نحو 1000 فأر في المنطقة الخاصة بهم.

التخلص منهم بـ “التنظيف والدعاء”

في تقريرها، أوضحت الشبكة الأمريكية الإخبارية، تغير الفصول ودورة تزاوج الفئران، لافتةً إلى أنه مقياس عن كيفية تحوّل “الحرب إلى حالة من الجمود، بعد صد الهجوم المضاد الأوكراني من جانب الدفاعات الروسية شديدة التحصين”.

وفي ظل شتاء قارس، تبحث الفئران عن الطعام والمأوى والملاذ الدافئ على طول خط الجبهة، البالغ طوله 1000 كيلومترًا، وحسب كيرا فإنها سعت بكل السبل لوقف انتشار القوارض، من خلال رش المبيدات والسموم في مخابئهم، وحتى عن طريق الصلاة والدعاء، ورغم كل ذلك استمرت في التكاثر.

what is mouse fever spreading among russian soldiers all you need to know

الفئران انتشرت على طول خط الجبهة

وانتشرت على منصات التواصل الاجتماعي في روسيا وأوكرانيا، مقاطع مرئية توضح مقدار انتشار الفئران على طول خط الجبهة الأمامي لدى جانبي الحرب، وظهرت الفئران في مناطق استراحة واختباء الجنود وبين ملابسهم، ووسط المعدات العسكرية، ومولدات الطاقة، والأسرّة.

طريق مسدود

في ديسمبر الماضي، أفاد تقرير للاستخبارات العسكرية الأوكرانية بتفشي “حمى الفئران” في العديد من الوحدات الروسية حول كوبيانسك في منطقة خاركيف، حيث يسعى الروس منذ أشهر السيطرة عليها، ووفقًا للتقرير فإن المرض ينتقل من خلال استنشاق غبار براز الفئران أو وصوله للطعام.

تفشي الفئران، والأمراض المرتبطة بها، أشاع مخاوف كبيرة من تطور الأمر لما هو أسوأ، أواخر العام الماضي، قال قائد القوات المسلحة الأوكرانية، الجنرال فاليري زالوجني، لصحيفة الإيكونوميست البريطانية: “تمامًا كما حدث في الحرب العالمية الأولى، وصلنا إلى مستوى التكنولوجيا الذي يضعنا في طريق مسدود”.

وخلال الحرب العالمية الأولى، لم يتمكن الجنود من حل مشكلة فئران الخنادق، وبدلاً من ذلك، كانوا يقتلونها كنوع من ممارسة الرياضة. ووفقًا لتقرير سي إن إن، أصبحت إصابة الفأر برمية واحدة بالحربة شكلاً من أشكال الترفيه ولم ينخفض العدد إلا بعد انتهاء الحرب.

ربما يعجبك أيضا