حصاد 2023| التعثر الأوكراني والخسائر الروسية.. الحرب تصل إلى طريق مسدود

في 24 فبراير 2022، اجتاحت القوات الروسية الأراضي الأوكرانية ليبدأ أكبر صراع تشهده أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

وبعد مرور 22 شهرًا تقريبًا وتحولها إلى حرب استنزاف، يستمر القتال دون نهاية وشيكة في الأفق، ولم يحقق أي من الجانبين انتصارًا حاسمًا في ميدان المعركة.

وفي هذا التقرير، تستعرض شبكة رؤية الإخبارية أهم المحطات التي شهدتها الحرب، على الصعيد العسكري خلال العام 2023.

الدعم العسكري لأوكرانيا

من أجل شن هجومها المضاد، حصلت أوكرانيا على أسلحة متقدمة من الغرب. ووافقت الولايات المتحدة على إرسال مركبات “برادلي” القتالية ومدرعات “سترايكر”، ودبابات “أبرامز إم 1″، وذخائر عنقودية، وذخائر يورانيوم منضب، ومنظومات “ستينجر” المضادة للطائرات، وفق بيانات وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون).

أكبر 10 دول مانحة للمساعدات العسكرية لأوكرانيا

وحسب موقع مكتبة مجلس اللوردات البريطاني، زودت بريطانيا أوكرانيا بصواريخ “ستورم شادو” دقيقة التوجيه، ومئات صواريخ الدفاع الجوي والمنظومات الجوية غير المأهولة، و14 دبابة “تشالنجر 2″، وذخائر يورانيوم منضب، إلى جانب استضافة برنامج لتدريب 30 ألف جندي أوكراني.

وحصلت أوكرانيا كذلك على مركبات “ماردر” ودبابات “ليوبارد 2” الألمانية، وصواريخ “سكالب” الفرنسية بعيدة المدى.

الأسلحة الروسية

تعتمد روسيا على المسيّرات الانتحارية، التي تحصل عليها من إيران، والصواريخ الباليستية، في الهجوم على المدن الأوكرانية. وحسب تقرير لصحيفة فاينانشال تايمز، في 20 نوفمبر الماضي، حصّن الجنود الروس أنفسهم في شبكة متعددة الطبقات من الخنادق المضادة للدبابات، وحقول الألغام، في الأراضي الأوكرانية.

مسيرات شاهد الإيرانية

ورغم عدم وجود أدلة على إرسال الصين لمساعدات فتاكة إلى روسيا، أفادت تقارير أن بكين ترسل معدات ذات استخدام مزدوج لموسكو، لمساعدتها في جهدها الحربي.

وعلى مدار 2023، عززت روسيا علاقاتها مع كوريا الشمالية، وسط تكهنات غربية بأن الهدف هو عقد صفقات سلاح والحصول على إمدادات جديدة من الذخيرة.

معركة باخموت

أمضت القوات الأوكرانية الأشهر الأولى من 2023 في الاستعداد لشن هجوم مضاد يهدف إلى الوصول إلى بحر آزوف، جنوب شرقي أوكرانيا، وفصل القوات الروسية إلى قسمين، واستعادة جزء من الأراضي التي تحتلها موسكو.

إلا أن الجيش الأوكراني واجه قوات روسية محصنة جيدًا، وخطوط دفاعية متعددة، وحقول ألغام، وغيرها من العراقيل التي جعلت التقدم الأوكراني بطئ.

قائد فاجنر يعلن السيطرة على باخموت

وفي أول انتصار كبير لموسكو في الصراع، أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الاستيلاء على مدينة باخموت، في 21 مايو 2023، بمساعدة مجموعة فاجنر الروسية، بعد أشهر من المعارك الدامية التي حولت المدينة إلى أنقاض.

محاولات أوكرانية

في 30 مايو 2023، تعرضت منطقة سكنية في العاصمة الروسية، موسكو، لهجوم شمل 8 مسيّرات، للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب.

وكشفت مصادر أن غارات المسيّرات كانت موجهة نحو ما يُعتقد أنه مقر لإقامة ضباط في الاستخبارات الروسية، كجزء من حرب نفسية. فيما نفت أوكرانيا أن يكون لها علاقة مباشرة بالهجوم.

سد كاخوفكا

انهيار سد كاخوفكا

في 6 يونيو من العام الحالي، تعرض سد نوفا كاخوفكا، جنوبي أوكرانيا، للانهيار الكامل، وسط تبادل للاتهامات بين موسكو وكييف بشأن المتسبب في تفجير السد. وتسبب انهيار السد في غمر القرى والمدن المجاورة بالمياه، وإجلاء الآلاف، وانتشار الألغام الأرضية، في المنطقة الخاضعة للسيطرة الروسية.

وأدى الفيضان الناتج عن تفجير السد في تقليص الخيارات الهجومية أمام القوات الأوكرانية في هجومها المضاد، الذي كان قد بدأ مطلع يونيو.

بدء الهجوم المضاد

في 11 يونيو الماضي، أعلنت القوات الأوكرانية اختراق أول خط دفاع روسي ضعيف التحصين وتحرير 3 قرى جنوبي دونيتسك، في ما اعتُبر أول نتائج للهجوم المضاد الذي طال انتظاره. ثم حررت 4 قرى أخرى على مدار اليومين التاليين.

دبابات أبرامز الأمريكية

وفي 17 يوليو، وقع هجوم أوكراني على جسر القرم، الذي يربط شبه الجزيرة بروسيا، ما تسبب في انهيار الجسر جزئيًا بعد تقارير عن وقوع انفجار، ومقتل شخصين. ثم في 30 يوليو و1 أغسطس، تعرضت ناطحات سحاب في موسكو إلى غارات مسيّرات، وحملّت السلطات الروسية مسؤوليتها لأوكرانيا.

البحر الأسود في مرمى النيران

بعد رفض موسكو تمديد اتفاق تصدير الحبوب، تصاعدت الاشتباكات في البحر الأسود والموانئ المحاذية له. وفي 4 أغسطس، نفذت أوكرانيا هجومًا بزوارق مسيّرة خارج ميناء نوفوروسيسك، الذي يُعد قاعدة بحرية رئيسة ومحطة لتصدير النفط شرقي القرم.

وتعرض أسطول البحر الأسود الروسي لهجوم بمسيّرة، في 20 أغسطس، دون وقوع خسائر. وتوالت هجمات المسيّرات الأوكرانية على أسطول البحر الأسود الروسي وشبه جزيرة القرم، وسط تعثر تقدم القوات الأوكرانية على الأرض.

نجاحات أوكرانية

تمكنت أوكرانيا من اختراق أول خط دفاع روسي رئيس، جنوب شرقي البلاد، في 31 أغسطس، واستعادت بعض القرى، بعدما غيّرت تكتيكاتها واعتمدت على فرق مشاة صغيرة لاختراق الخطوط الروسية، بدلًا من المركبات الثقيلة التي تُعد هدفًا سهلًا للروس.

واستمرارًا للنجاحات، استهدفت كييف قواعد عسكرية، وقواعد جوية، ومراكز للقيادة والسيطرة في القرم. وفي 13 سبتمبر، تسببت ضربة على حوض “سيفمورزافود” الجاف للسفن في تدمير سفينة إنزال برمائية وغواصة من طراز “كيلو”. وبعدها بيوم، دمرت مسيّرات وصواريخ كروز أوكرانية منظومة دفاع “إس-400” روسية.

شبه جزيرة القرم

وفي 22 سبتمبر، ضرب صاروخان أوكرانيان مقر أسطول البحر الأسود الروسي في سيفاستوبول. وبعدها بيوم، ضرب وابل من صواريخ كروز رصيفًا في سيفاستوبول.

آخر المستجدات

وفق تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، في 16 نوفمبر، صرحت أوكرانيا أنها كسبت موطئ قدم على الضفة الشرقية لنهر دنيبرو، ما قد يسمح لها بنقل معدات حيوية عبر النهر.

وفي المقابل، تركز روسيا جهودها على شرقي أوكرانيا، مع استمرار القتال حول باخموت وبالقرب من دونيتسك.

وتكثف موسكو هجمات المسيّرات على العاصمة كييف، والمدن الأوكرانية الأخرى، مع اقتراب فصل الشتاء.

خسائر الطرفين

الخسائر الروسية منذ بدء الهجوم المضاد

كشف تقييم استخباراتي أمريكي أن روسيا خسرت حوالي 315 ألف جندي، ما بين قتيل وجريح، في ميدان المعركة، من أصل 360 ألف، أي ما يعادل 87% من القوات التي كانت تمتلكها عند بدء الحرب.

كما خسر الجيش الروسي 2200 دبابة، من أصل 3500 بدأ بها الحرب. كما جرى تدمير 4400 مركبة مشاة قتالية وناقلة جنود مدرعة من أصل 13 ألف و600، وهو معدل خسارة 32%، حسب ما أوردت شبكة سي إن إن الأمريكية في 13 ديسمبر الحالي.

وبينما تعتبر كييف خسائرها سر من أسرار الدولة، نقل تقرير لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، في أغسطس الماضي، عن مسؤولين أمريكيين أن حصيلة الوفيات الأوكرانية تقترب من 70 ألف.

وفي سياق متصل، قال وزير الدفاع الروسي، سيرجي شويجو، في 1 ديسمبر، إن القوات الأوكرانية فقدت خلال الهجوم المضاد أكثر من 125 ألف جندي، و16 ألف قطعة سلاح.