مشاهد من معاناة الأطفال اللاجئين بالحرب الروسية الأوكرانية

رنا أسامة

يتزايد تهديد الأطفال اللاجئين بالحرب الروسية الأوكرانية يومًا تلو الآخر. تقول اليونيسيف إن الحرب تُخلّف طفلًا لاجئًا كل ثانية تقريبًا.


مع استمرار الحرب الروسية الأوكرانية للأسبوع الرابع على التوالي، والتي قُتل فيها 847 مدنيًا على الأقل وأًصيب 1399 آخرون، فرّ أكثر من 3.3 ملايين شخص من أوكرانيا، 90% منهم نساء وأطفال.

وحذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) من تهديد فوري ومتزايد للأطفال، فلا يزال ملايين الأطفال عالقين في حرب مجهولة المصير. قال مكتب المدعي العام الأوكراني أمس (السبت) إن 112 طفلًا على الأقل قتلوا وأُصيب 140 آخرين، بحسب وكالة رويترز.

امرأة وطفلة في محطة مترو أنفاق كملاذ من قصف روسي مستمر بالعاصمة الأوكرانية كييف في 18 مارس 2022

تحذير أممي: أطفال الحرب الروسية الأوكرانية عُرضة للاتجار بالبشر

حذّرت يونيسف من تزايد مخاطر الاتجار بالأطفال خلال الحرب، فرّ أكثر من 1.5 مليون طفل من أوكرانيا مع بدء الغزو الروسي في 24 فبراير الماضي. وفق المنظمة الأممية، وتُخلّف الحرب طفلًا لاجئًا كل ثانية تقريبًا. قال المتحدث باسم المنظمة، جيمس إلدر: “على مدى الأيام الـ20 الأخيرة في أوكرانيا، تحوّل أكثر من 70 ألف طفل إلى لاجئين، أي ما يعادل 55 طفلًا كل دقيقة أو تقريبًا طفل كل ثانية”.

وفق تحليل حديث أجرته يونيسف وفريق تنسيق مشترك بين الوكالات لمكافحة الاتجار بالبشر، فإن 28% من ضحايا الاتجار بالبشر عالميًا أطفال. في الحرب الروسية الأوكرانية، يُرجح خبراء حماية الطفل باليونيسف أن يمثل الأطفال نسبة أعلى من ضحايا الاتجار المحتملين، بحسب بيان على الموقع الإلكتروني للمنظمة الأممية يوم 19 مارس الجاري.

أطفال أوكرانيون داخل مخيم لاجئين بعد فراراهم

مدارس أوكرانية تحت القصف: أمر مخيف

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مقطع فيديو يوم 18 مارس الجاري، إن القوات الروسية ألحقت “أضرارًا أكثر بمئات المرات” مما ألحقته في دونباس على مدى 8 أعوام من الصراع، مُشيرًا إلى تضرر 400 منشأة تعليمية بأوكرانيا حتى الآن، بما في ذلك في ذلك 119 بمنطقة دونيتسك.

تعرّضت مدرسة تأوي 400 شخص في ميناء ماريوبول المُحاصر لقصف اليوم الأحد 20 مارس، اتهمت أوكرانيا روسيا بالوقوف وراءه، مُستخدمة صاروخًا فائق سرعة الصوت. بلغة إنجليزية متقطعة ووجه شاحب، وصفت الطفلة الأوكرانية آنا ماريا رومانشوك، 14 عامًا، لموقع فرانس 24، قصف مدرستها في كييف بأنه “مخيف”. فيما حاولت والدتها أن تُهدّئ من روعها “آمل فقط أن يكون كل شيء على ما يرام”.

قصف مدرسة في كييف

لقطات مؤثرة

استحوذت لقطات مؤثرة لأطفال وأمهات بالحرب الروسية الأوكرانية على انتباه العالم، في الوقت الذي أجبرت فيه سلطات أوكرانيا الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و60 عامًا على البقاء والقتال في أوكرانيا بموجب الأحكام العرفية.

من بين تلك اللقطات، صورة ومقطعا فيديو التقطهم مات جوتمان من شبكة إيه بي سي نيوز الأمريكية، لفتاة صغيرة تبكي أثناء مغادرتها ووالدتها بقطار في لفيف بغرب أوكرانيا، مُتجهين إلى بولندا بدون والد الطفلة.

صورة أوكرانية وطفلتها في قطار متجهين إلى بولندا

في لقطة أخرى نشرها جوتمان قبل أسبوعين على حسابه عبر إنستجرام، ظهرت فتاة صغيرة بملابس صفراء بمفردها، تنظر إلى الخلف، أمامها حقيبتيّ أمتعة، مُعلقًا: “تحاول كبح دموعها. هي الآن ضمن 422 ألف نازح وفق (حصيلة سابقة) لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. إنه أكبر نزوح في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية”.

عربات أطفال وألعاب على حدود أوكرانيا

عربات طفال على حدود أوكرانيا وبولندا

تعاطفًا مع اللاجئين الأوكرانيين، وضعت أمهات بولنديات عربات أطفال وألعاب ومعاطف شتوية على رصيف محطة قطار برزميسي، عبر معبر ميديكا الحدودية مع بولندا التي اجتازها نحو 1.43 مليون أوكراني منذ بدء الغزو الروسي، وفق فرانشيسكو مالافولتا، المصور الذي التقط الصورة التي تداولتها قبل أيام منصات التواصل الاجتماعي ومواقع إخبارية.

خيمة مليئة بحفاضات عند نقطة تجميع مساعدات ببولندا لبس أطفال تبرعات للأطفال الاجئين على حدود أوكرانيا وبولندا

كذلك شارك مُغرّدون صورة لعربات أطفال على الحدود بين سلوفاكيا وأوكرانيا. قبل الحرب، تربّي قُرابة 100 ألف طفل بأوكرانيا في مؤسسات، وفق إحصاءات حكومية ومنظمة يونيسف، كما أفاد الموقع الإلكتروني لموقع جود مورنينج أمريكا.

ماذا عن أطفال الأمهات البديلات بأوكرانيا؟

تُعد أوكرانيا من الدول النادرة التي تسمح بتأجير الأرحام وتُجيزه كممارسة تجارية. تشير تقديرات إلى ولادة ما يصل إلى 3 آلاف طفل سنويًا في أوكرانيا من أمهات بديلات لصالح زبائن من دول في أوروبا وأمريكا اللاتينية والصين.

يحتمي ما لا يقل عن 20 طفلًا لأمهات بديلات في قبو، كمأوى مؤقت بالعاصمة الأوكرانية، بانتظار وصول آبائهم الأجانب للدولة التي مزّقتها الحرب الروسية الأوكرانية. وفق شبكة إيه بي سي الأمريكية، تقطعت السبل بممرضات بمركز تأجير أرحام في ملجأ لخطورة تحرّكهم مع استمرار القصف الروسي ومحاولة تطويف كييف.

رضيع لأم بديلة في أوكرانيا

بؤس رهيب

قالت ممرضة أوكرانية تُدعى ليودميليا ياشينكو (51 عامًا): “نبقى هنا الآن للحفاظ على حياتنا وحياة أطفالنا، نحن نختبئ هنا من القصف، هذا بؤس رهيب”، مُضيفة: “إننا لا ننام تقريبًا على الإطلاق، نحن نعمل على مدار الساعة”.

أوضحت أنها تُغادر وباقي الممرضات لفترة وجيزة خلال النهار لاستنشاق هواء نقي، لكنّهن لا يجرأن على البقاء طويلًا في الخارج، مُعربة في الوقت نفسه عن قلقها على ولديها (22 عامًا) و(30 عامًا) اللذين يقاتلان دفاعًا عن أوكرانيا.

اقرأ أيضًا:

شاهد.. نصب تذكاري بمدينة «لفيف» للأطفال ضحايا الحرب

اغتيال البراءة.. أطفال أوكرانيا ضحية جديدة لآلة الحرب الروسية

أكثر لحظات الغزو مأساوية.. صورة أم أوكرانية تصدم العالم

ربما يعجبك أيضا